شاهدوا بأعينهم أن مصر آمنة، وهى الرسالة الأهم فى المؤتمر الدولى للشباب بشرم الشيخ، سهروا وتجوّلوا واستمتعوا بأجمل مدينة فى العالم.. ومن شاهد بعينيه غير الذى يسمع بأذنيه، ومن استمتع بالشمس والبحر والسهر غير الذى يتصور أن مصر كلها عبارة عن منطقة يحدث فيها تفجير إرهابى.. مصر كبيرة ومساحتها مليون كيلو متر مربع، أما الإرهاب الإجرامى فينحصر فى جحور تحت الأرض، ويظهر الإرهابيون كالفئران القبيحة يضربون ويعودون لجحورهم، فى انتظار العقاب العادل الذى يستحقه أمثالهم.
أهم مزايا المؤتمر الفرحة والبهجة والضحكة على كل وجه، ونجومه هم شباب مصر والعالم، ولأول مرة يحدث هذا الحشد الهائل، ولن يكون مجرد مؤتمر والسلام، وإنما تَجمُّع دولى يحدث فى نوفمبر من كل عام، ومن العام للعام تنعقد ورش العمل وتتعدد اللقاءات تجهيزاً للحدث الكبير الذى ينتظره الشباب بلهفة وشوق.
نحن شاهدنا أيضاً تنظيم أكثر من رائع، ونماذج من شباب مصر والعالم تم اختيارهم بعناية شديدة، فكانوا زهرات المؤتمر، بالحركة والحيوية والأفكار المطروحة، والنقاشات الجادة التى تبشر بجيل جديد هو الأقدر على أن يتسلم دفة القيادة فى كل المجالات، بعد تأهيلهم وتدريبهم ودفعهم تدريجياً فى شرايين المجتمع والمواقع والوظائف المهمة.
شرم الشيخ عاشت أحلى أيامها، وعادت الحياة والسهر والاستمتاع بالأجواء الساحرة، وأضيئت الفنادق والشوارع وأماكن السهر، وشتان بين من يصنع النور، وبين من يجىء بالظلام، وبين مدينة تعج بالحياة وأخرى يطبق عليها الصمت.. الإرهاب لا يصنع إلا الخوف والقتل والذعر، والإرهابيون ضد شريعة السماء التى جعلت الإنسان معمراً للكون.
هذه هى مصر بقعة النور فى منطقة يطبق عليها الظلام، وشعلة الأمل وسط اليأس، وشبابها العظيم يرسم طريقه للمستقبل، وشباب من دول أخرى يعانون الهجرة والتشريد والموت، والفرحة الكبرى كانت فى عيون شبابنا المصريين المقيمين فى الخارج الذين اطمأنوا على بلدهم وتحصنوا ضد الشائعات المغرضة وحروب التشويه والكذب، وما أحلى أن تحتضن مصر طيورها المهاجرة، وتشعرهم بالأمل والتفاؤل، وأن جسور التواصل تربطهم دائماً بوطنهم الأم.
«حافظوا على مصر».. جملة ترددت كثيراً فى أروقة المؤتمر.. فعندكم بلد رائع يستحق أن تدافعوا عنه ولا تسمحوا لأهل الشر أن يعطلوا مسيرته نحو المستقبل، ومن شرم الشيخ ينبعث أمل جديد، يجب أن نغرسه فى نفوس كل شباب مصر.. المستقبل مستقبلكم والبلاد تمضى فى طريق التقدم والنمو، لكن عليكم أن تتحملوا بعض الشىء، فالمهم صناعة الأمل، وتحطيم موجات اليأس.