المنطقة تواجه خطر الاشتعال ، الدول العربية تتحفز وتستعد لغد لا نعرف كيف سيكون لونه أو وصفه ، بوادر الحرب تبدو واضحة وملعبها يتم تجهيزه بواسطة قوى تريد الخراب للأمة ، دول تتحرك وعواصم قامت ولم تقعد خوفا من انجراف الدول العربية الى " الشرك" المنصوب لها، وزير الخارجية المصرى سامح شكرى بدأ جولاته المكوكية بين 6 عواصم عربية محملا برسائل رئاسية هدفها إخماد نار الفتنة ونزع فتيل الأزمة المصنوعة بحرفية وخبث للأمة العربية ، فمصر لا تريد الحرب ، تخشى منها على مصير الأمة ، تدرك أنه لا غالب ولا مغلوب فيها ، فالكل خاسرون والرابح الوحيد هو من يريد لنا السقوط وينتظره على شغف ويخطط له منذ عقود ، مصر يقظة ، وتعرف كيف تتحسس الخطر ، تفهم جيدا حد السلاح والحرب ، وتعرف متى تكون السياسة واجبة والدبلوماسية ضرورية ، ولهذا تأتى تحركاتها السريعة لإنقاذ الشعب العربى من كارثة جديدة تنتظره على أطراف الأمة، يتحين من نسج خيوطها للانقضاض وحصد المكاسب على حسابنا.
لكن وسط كل هذا لا نسمع صوتا للجامعة العربية ولا أمينها العام ، النوم ديدنها فى مثل هذه الأزمات ، لا مبادرة عندها ولا اجتهاد، الجامعة العربية تنتظر النتائج فقط لتتحدث فيها وتبررها وتفسرها ، أما المسارعة من أجل البحث عن حل فعلى ما يبدو أنها ليست من وظيفتها ولا من واجبات أمينها العام .
بيت العرب فى رأيى هو واحد من أسباب الداء العربى ، فلم يعد بيتا وانما منصة معارك عربية عربية ، مصطبة طبطبة وقت اللزوم ، لكن لا فائدة منه فى الأزمات التى تكاد تعصف بالأمة.
كنت أتمنى أن أرى تحركا واضحا من الأمين العام ، كنت انتظر دعوة لاجتماع عاجل أو حتى اقتراح يتقدم به الأمين العام للم شمل الأمة ، كنت اتوقع أن يكون أبو الغيط هو أول من يركب طائرته ليتنقل بين العواصم العربية عله يجد مخرجا يحمى الأمة ويحيى الجامعة من موتها الإكلينيكى .
شخصيا أعرف مهارات الأمين العام أحمد أبو الغيط وقدراته الدبلوماسية ، لكن سكونه الغريب فى هذا التوقيت ليس مفهوما ولا مبررا ، قد تكون هناك تلميحات من دول الأزمة بعدم تحرك الجامعة ، يجوز ، قد يكون هذا هو العرف العربى الجديد فى مثل هذه الحالات ، ممكن ، قد تكون الجامعة وأمينها العام مطمئنون أن العاصفة ستمر وتنتهى زوبعتها ، ربما، لكن على الأقل مطلوب أن نفهم ، أن نرى شيئا يطمئنا ويثلج صدور المواطنين العرب الخائفين من مصيبة جديدة لأوطانهم ، وأعتقد هذا أقل حقوق الشعوب العربية على جامعتهم التى انشئت من أجلهم وليس من أجل الحكام أو الأنظمة،
حتى الأن لا نرى فى الأفق إلا التحركات المصرية المدروسة ، والطمأنة التى استشعرها المصريون بل والعرب من تصريحات الرئيس السيسى الذى نثق فيه، لكن ألم يكن هناك ما يمكن أن تفعله دول عربية أخرى لتساند مصر فى تحركاتها ، ألم يكن هناك دور يمكن أن تلعبه الجامعة العربية، أم أن هذا هو دورها فعلا .