أحمد إبراهيم الشريف

حسن فتحى مهندس الفقراء الذى يحتاجه المستقبل

الإثنين، 13 نوفمبر 2017 06:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل نحن مشغولون حقا بالمستقبل؟ هل نفكر أين سيسكن المصريون بعدما ضاق بهم الوادى بشكل كبير؟ وهل نراقب الزحف غير المقدس الذى يحدث من المبانى الأسمنتية على الأراضى الزراعية؟ وهل نراقب الجمال الذى يتوارى كل يوم ويكاد ينتهى؟.. إذن هل نتذكر حسن فتحى مهندس الفقراء؟
 
فى الوقت الذى كنت أعد فيه خبرا عن احتفالية يقوم بها جهاز التنسيق الحضارى بمناسبة الانتهاء من ترميم قرية القرنة فى الأقصر التى تعاون فيها مع اليونسكو، تلك القرية التى صممها مهندس الفقراء حسن فتحى فى منتصف القرن العشرين، استوقفنى ما كتبه أستاذنا الدكتور حسين حمودة على صفحته الخاصة على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» عن حسن فتحى.
 
كتب الدكتور حسين حمودة عن حسن فتحى يقول: «كلما تذكرت مشهد الدموع التى سالت من عينيه «وهو شيخ قد تجاوز الثمانين».. بكيت.. كان، فى حوارى الطويل معه الذى نشرته بعنوان «أربعون عاما من الجوائز.. والحزن»، قد تطرق إلى تقديره فى جامعات العالم، وتجاهله فى مصر، بل واتهامه باتهامات باطلة.. وقال لى: «دقيقة واحدة».. وقام ودخل لحجرة أخرى وأتى بكومة من الكتب والمجلات التى بها دراسات عنه، بلغات متعددة.. وقال لى: «كل دا عن أفكارى، وفيه غيره كتير، وممكن تقوم تشوف بنفسك، وتشوف كمان الجوايز الكبيرة اللى أخدتها.. بس أعمل إيه بكل دا وبلدى عمرها ما قدّرتنى؟».. وبكى..كلما تذكرت مشهد دموعه.. تسيل دموعى.
 
يحسب لحسن فتحى الذى عاش فى الفترة بين «1900-1989» بما فعله من إبداع فى قرية القرنة الجديدة الواقعة فى البر الغربى بمدينة الأقصر بأنه أقام مبانيه اعتمادا على ما يناسب الإنسان المصرى الفقير العامل.
بالطبع لا يمكن محاسبة حسن فتحى على ما لحق بالقرية من إهمال وتهدم، ولا حتى على قدرة الحكومة على الاستفادة من هذه المبانى، لكن المستقبل يؤكد أن هذه المبانى وما يشبهها هى الحل الوحيد للنجاة من مسلسل القبح القادم لا محالة.
 
دائما ما أتذكر حسن فتحى ومبانيه الجميلة عندما أذهب إلى إحدى القرى فلا أجد احتلافا بينها وبين عشوائيات المدن فى البناء، وألمح الأرض الزراعية التى تختفى كل يوم، وأشتهد التشكيل الغريب الذى ليس له أى علاقة الحضارة المصرية ولا بالتاريخ المصرى وبالطبع ولا بالشخصية المصرية.
 
ما أريد قوله إن حسن فتحى ليس مجرد معمارى مر فى تاريخ مصر، بل هو امتداد طبيعى لفراعنة عظام أبهروا العالم ولا يزالون بما فعلوه، وأخشى أن نتعامل مع ما أنتجه بصفته تراث، فأفكاره المعمارية لا تزال صالحة للتطبيق، وبالتأكيد فإن عدم نجاح التجارب السابقة يرجع لأسباب كثيرة ليس منها فن حسن فتحى الذى أرى أنه يصلح جدا فى أيامنا المستقبيلة الذى يمكن تطبيقه فى المدن الجديدة.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة