رئيس قصور الثقافة فى حوار لـ"اليوم السابع": الميزانية الحالية لا تكفى 20% من احتياجتنا.. لدينا 44 مشروعا 10 منها سيتم افتتاحها خلال 3 أشهر.. "إتحايلت على رفعت سلام علشان يقعد وقال لى أحتاج استراحة محارب"

الدولة تسير فى الاتجاه الصحيح والدليل حجم الإنجازات

أدعو المجتمع المدنى لدعم النشر بالهيئة وعمل صندوق خاص له

بدل العاملين متوقف وفى انتظار القضاء

لا يوجد أجر للمترجم فى الهيئة وشكلنا لجنة لدراسة الأمر

لا يستطيع أحد أن ينكر ما قام به الشاعر أشرف عامر، رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة خلال الفترة القصيرة التى تولى فيها المسئولية.. وقد التقى "اليوم السابع" أشرف عامر وناقش معه كل القضايا العالقة والأزمات التى تواجهها الهيئة.. وإلى نص الحوار..

كيف تأثرت الهيئة العامة لقصور الثقافة بعد تخفيض الميزانية؟

الأزمة التى تواجهنا هى تهيئة الأماكن لوجيستيا من أجل إقامة الأنشطة المختلفة، بجانب توقف مشاريع الهيئة سواء كل ما هو جديد أو ما هو قائم من ترميم وتطوير، حيث إن المبلغ الجديد للميزانية لا يكفى حتى 20% من احتياجاتنا، فقد طلبنا 280 مليونا، لكن تم تحديد 66 مليونا فقط، وكان التخطيط الجديد يهدف إلى تنفيذ نصف مشروعات الهيئة فقط والمقدرة بـ44 مشروعا، إلا أننا توصلنا لاتفاق جديد لتنفيذ كل المشروعات المفتوحة للعمل وفقا للإمكانيات المتاحة، ويكفى أن أقول لك أن هناك طلبات عدة تقدم لإنشاء مراكز وبيوت ثقافية مثل الطلب المقدم من النائب الدكتور سمير رشاد، لعمل قصر ثقافة فى دائرته سمالوط، وكان الرد بأن الهيئة لا تستطيع القيام بمشروعات جديدة إلا بعد الانتهاء من المشروعات القديمة، وذلك وفقا لخطاب وزارة التخطيط، وسيظل هذا الرد مستمرا طالما لم ننته من المشاريع السابقة، ومنذ أن توليت الهيئة أقوم بتحديد أولوياتى، بحيث أعطى الأولوية للمشاريع التى تحتاج أمورا بسيطة كى تنتهى.

لدى الهيئة 44 مشروعا.. أيها سيكون جاهزا خلال الفترة المقبلة؟

هناك ما لا يقل عن عشرة مشروعات سينتهى العمل فيها خلال الفترة  المقبلة ما بين شهر وثلاثة أشهر.

ماذا عن مشروع المدينة الثقافية بالسويس؟

المدينة الثقافية مشروع محافظة السويس، والفكرة طرحها المحافظ اللواء أحمد حامد، وبالفعل الأرض تتوفر هناك، كما أن هناك خطة لعمل مسارح وقصر ثقافة ودار أوبرا، والمحافظ لديه خطة لتمويل كل ذلك، وطلب منى التفكير فى كيفية تنفيذ المدينة، والمشروع فى طور التخطيط.

وماذا عن أزمة بدل طبيعة العمل الخاص بالعاملين بالهيئة؟

الأمر أصبح خارج أيدينا، حيث هناك تأويل من لجنة الفتوى بمجلس الدولة بوقف البدل، وهو ما قرره الكاتب الصحفى حلمى النمنم وزير الثقافة، والموظفون بدورهم يرفعون قضايا، ونحن ملتزمون بقرار الوزير لحين حسم هذه القضايا.

وماذا عن أزمة النشر بسلاسل الهيئة؟

الأزمة لم تكن من الهيئة، بل إن المطابع ومنها مطابع هيئة الكتاب كانت قد توقفت فترة بسبب ارتفاع أسعار مستلزمات الطباعة، لكن منذ أكثر من شهر التزمت سلاسل الهيئة بانتظام، وعادت لما كانت عليه من قبل.

وماذا عن أزمة استقالة رئيس تحرير سلسلة آفاق عالمية.. وهل هناك نية لاستكمال مشروع الـ100 كتاب؟

أنا "اتحايلت" على الشاعر رفعت سلام، كى يستمر فى منصبه، لكنه أكد لى أنه يحتاج لاستراحة محارب، وربما تكون لديه أسباب أخرى رفض ذكرها لى، لكننى أعتقد أنه قرر التفرغ لمشروعه الإبداعى والأدبى، أما مشروع الـ100 لا أستطيع أن أحدد إن كان سوف يستمر أم لا، لأن لكل رئيس تحرير تصوره ورؤيته الخاصة بما يتوافق مع الرؤية العامة، كما طلبت من مسئول إدارة النشر الشاعر جرجس شكرى، والكاتب حسين صبرة، رئيس الإدارة الثقافية، عمل تقرير عن إدارة السلاسل والأزمات الموجودة.

هناك بعض الإصدارات من الهيئة تحظى بإقبال شديد لكن لا تتم إعادة طبعها مرة أخرى؟

هناك العديد من السلاسل توزيعها 100% مثل الزخائر وقطر الندى، لكننا محكومون بعدد من النسخ بسبب الدعم، فإن توافر الأخير سيزيد عدد النسخ المطبوعة من تلك الإصدارات، ومن هنا أدعو منظمات المجتمع المدنى كى تدعم سلاسل النشر بالهيئة، كما أدعو لعمل صندوق خاص بالنشر سواء المركزى أو فى الأقاليم، وذلك سوف يُحدث نهضة تساعد على زيادة أعداد الطبعات.

كيف تتخلص الهيئة من ظاهرة بيع إصدارتها بأسعار مرتفعة بسور الأزبكية؟

هذه الظاهرة كان السبب فيها وجود بعض الموزعين من القطاع الخاص، وهو ما تم وقفه نهائيا واقتصار التوزيع على الأماكن السابق ذكرها، بجانب أننا قررنا توزيع النسخ المطبوعة من الكتب بالتساوى بين المحافظات المختلفة، وكلها حلول جزئية.

البعض يتحدث بأن الكتب الموجودة بالمخازن أكثر من المعروضة بالمكتبات؟

أعتقد أن ذلك كان صحيحا فى أوقات سابقة، لكنه لا يحدث الآن نتيجة المشاركات المستمرة فى معارض الكتب، إضافة لتخفيض إصدارات بعض السلاسل من 2000 نسخة إلى 1000 فقط، كما أننى لدى سياسة خاصة بدعم كل المكتبات الخاصة وغير الهادفة للربح مثل مكتبات الجامعات أو الجمعيات الثقافية، وأؤكد لك أن أى طلب يقدم لى بهذا الشأن من أى جهة جمعية أو مؤسسة ثقافية لعمل مكتبات أوافق عليه على الفور، وهذا أفضل كى يصل الكتاب للقارئ يستفيد من الكتب بدل من وجودها فى المخزن "تأكلها الفئران".

ماذا عن أزمة أجور المترجمين؟

المشكلة أن اللائحة الخاصة بالنشر بالهيئة لا يوجد بها بند عن  الترجمة، لكن يوجد بند للمؤلف، وهنا ظهرت الأزمة، حيث يتم التعامل معه هنا كمؤلف فيأخذ مبلغا بسيطا، فيما أن هناك مؤسسات أخرى تبع وزارة الثقافة يحصل منها على مبالغ أكبر بكثير مثل المركز القومى للترجمة والمجلس الأعلى للثقافة، لذا قررت إعادة النظر فى اللوائح المادية الخاصة بالهيئة واستطلعت كل الإدارات المركزية، وتم تشكيل لجنة لبحث كل الأزمات ووضع تصور مختلف بالنسبة لأجور المترجمين، بناء لائحة جديدة تمت الموافقة على وضعها من قبل مجلس الإدارة.

كان هناك مشروع لتنفيذ 100 قاعة سينما ومسرحية بقصور الثقافة.. لماذا توقف وما خططكم لذلك؟

المشروع توقف منذ عامين تقريبا لأسباب لا أعلمها، لكنى لدى طموح لإعادته ولدى حلم خاص بتنفيذ قاعة سينما ومسرح داخل كل قصر ثقافة، وكلفت جميع زملائى ببحث هذا الأمر، لكن الميزانية ضعيفة للغاية، لذا أقوم حاليا بالتفاوض مع بعض جهات بالدولة من أجل رعاية المشروع.

بالنسبة للمسرح.. هل هناك أزمة فيما يخص صيانة المسارح بالهيئة؟

هناك العديد من المسارح التى تعمل بكفاءة عالية مثل مسارح قصور ثقافة الأنفوشى، والشاطبى، والقناطر الخيرية، وهناك أماكن كان هناك بطء فى تشغيلها لا أعرف سببه مثل قصر ثقافة الجيزة، كما أن هناك المسرح العائم، حيث انتهت أعمال تطويره ومتوقف فقط على شهادة الحماية المدنية، وسوف يفتتح خلال الأيام القليلة المقبلة، وبالتأكيد هناك بعض المشاكل ببعض المسارح الكبرى مثل مسرح التذوق الفنى بالإسكندرية، لكنها خاصة أيضا بالحماية وتم التفاوض وتوصلنا لتشكيل لجنة جديدة للانتهاء من كل الأعمال.

طالبت من قبل بعقد جلسات عصف ذهنى مع إدارات المسرح بالهيئة.. ما الغرض منها؟

أولا أحب أن أوضح أننى ضاعفت ميزانية إدارة المسرح من 2.300 مليون جنيه إلى 5 ملايين، وربما تزيد عن ذلك أيضا، لكن ذلك بعد الانتهاء من الجلسات التى ستعقد مع قطاعات المسرح الموجودة بالهيئة وهى "مسرح الطفل، نوادى المسرح، مسرح الشرائح للكبار"، من أجل وضع توصيات تهدف للوصول من خلالها إلى خطة للمسرح خلال العشرة أعوام المقبلة.

وماذا عن مشروع المسارح المتنقلة؟

المشروع تقوم عليه إدارة المسرح برئاسة الدكتور صبحى السيد، وتقوم الآن بوضع خطة عمله، وأنا مقدما موافق على تنفيذها.

كيف يمكن للهيئة أن تستفيد من مواردها كى تصبح منتجة؟

الهيئة فى المقام الأول خدمية غير هادفة للربح، لكن نبحث نحن والدولة الآن حول كيفية جلب أموال، وأصبح لدينا الآن إمكانية تأجير مسارح الهيئة للعروض الخاصة، على أن يذهب عائد تلك الإيجارات لوزارة المالية، أى أنها لا تأتى للهيئة بشكل مباشر لكنها "بتخلى عندى عين أطلب منهم".

هل ترى فسادا داخل الهيئة؟

بالتأكيد هناك مشكلات بالهيئة ترقى لحدود الفساد المالى والإدارى، لكن هناك أيضا شرفاء داخل الهيئة وخارجها فى كل مصر، قادرون دوما على مواجهة هذا الفساد.

كيف ترى تصريح الرئيس السيسى فى مؤتمر الشباب العام الماضى حول دور قصور الثقافة الكبير فى محاربة الإرهاب؟

فى البداية أنا أرى هيئة قصور الثقافة هى الهيئة الأهم على الإطلاق فى محاربة كل أشكال الظلام والظلاميين، وأرى أن الهيئة كانت تقوم بدورها على  أكمل وجه فى فترة الستينيات والسبعينيات عندما كان هناك ارتباط بين الأسرة وقصور الثقافة، وذلك لارتفاع نسبة الاستنارة والسلوك المتحضر للمصريين أعلى من الآن، حيث أهمل فيها دور قصور الثقافة والتعليم، وبالتالى أصبح العبء على الأسرة كبير، حيث كانت قصور الثقافة مكانا لتفريغ طاقة الشباب والأطفال الإبداعية، وبالتالى أصبح هؤلاء عرضة لمستنقعات الإرهاب والمخدرات، وبالتالى فإن لمحة الرئيس السيسى لدور قصور الثقافة تنم عن عبقرية وعن "رؤية"، مهمة وحقيقية، وتنم عن التفات الدولة لأهمية دور الثقافة، وكنت أرغب أن يأتى الدعم مع تلك الدعوة، ولكننا نعمل جميعا داخل الهيئة بالجدية اللازمة من أجل تحقيق ذلك وفقا للإمكانيات الحالية، وأبلغت زملائى أننا لابد أن نقدم "السبت والأحد والاثنين" حتى نجد بعد ذلك، وأننا لو نجحنا سوف نصل للدعم المطلوب.

وكيف ترى اتجاه الدولة فى ظل قيادة الرئيس السيسى؟

أن أرى أن الدولة تتجه للغد، وليس فى الشأن الثقافى فقط، حيث إن آليات العمل والروح الإيجابية التى تبث فى نفوس المصريين، تثبت أننا نسير فى الاتجاه الصحيح، وأؤكد لك أننى أرى بعينى حجم الإنجاز فى المشروعات، التى تتم أحيانا فى أسبوع مثلما رأيت فى بئر ظهر أثناء زيارة لقصر ثقافة الجرابعة، وأنظر إلى حجم الإنجاز فى العاصمة الإدارية الجديدة ومشروعات شرق الكريمات وشبكة الطرق الحديثة بكل أنحاء الجمهورية، لتعرف حجم الإنجاز الذى حدث فى عامين فقط، كما أن هناك حالة دفع للشباب والإيمان بدوره، وهو ما يتضح من خلال برامج التأهيل الشباب التى تقوم بها مؤسسة الرئاسة والتى تنم عن سعى الدولة لتمكين الشباب بطريقة عليمة، ومجمل هذا الاتجاز يعطى استبشارا تاريخيا.

ما سبب تأخر الإعلان عن التفاصيل الخاصة بمؤتمر أدباء مصر؟

أعتقد أن كثرة الفترات الانتقالية بسبب تولى أكثر من رئيس للهيئة خلال الفترة المقبلة، هى السبب فى تأخر الإعلان عن المؤتمر، وهو ما حولت الانتهاء منه بمجرد تولى مهام الهيئة.

هل ترى أن كثرة تغيير رؤساء الهيئة يسبب أزمة؟

بالتأكيد كثرة التغيير يسبب أزمات كثيرة وهذا أثر علينا فى السنوات الماضية، وكلما جاء أحد ووضع استراتيجيته ورؤيته ويبدأ فى الدخول فى التفاصيل وتبدأ الناس تفهمه يرحل، لذا هى بالتأكيد أزمة.