أحمد إبراهيم الشريف

البحث عن شكل حضارى فى معرض القاهرة للكتاب

الثلاثاء، 21 نوفمبر 2017 08:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ننتظر معرض القاهرة الدولى للكتاب فى شهر يناير المقبل فى شغف كبير، فهو المتنفس الثقافى الأهم فى مسألة شراء الكتب وبيعها فى مصر، كما أنه محفل ثقافى لا يمكن إنكار دوره، فحتى فى أضعف مستوياته لا يخلو من كاتب مميز أو كتاب يستحق، لكن على القائمين أن يتنبهوا جيدا أنهم ليسوا وحدهم على هذه الأرض وأن مواقع التواصل الاجتماعى رقيب عليهم طوال الوقت، وأن كل شىء سيذاع طوال الوقت، وأن الظهور بشكل حضارى أمر ضرورى.
 
أقول ذلك بعد ما شاهدناه فى الأسابيع القليلة الماضية فى المعارض العربية مثل السودان والشارقة والجزائر والكويت، فتقريبا وبسبب وسائل التواصل الاجتماعى، استطعنا نقل فعاليات كل معرض لحظة بلحظة، كما استطعنا التعرف على الجيد وغير الجيد فى هذه المعارض، ورأينا كيف تحول معرض الشارقة الدولى للكتاب إلى عملاق فى منطقة الشرق الأوسط.
 
كل ذلك جعلنى أفكر فى أن معرض القاهرة الدولى للكتاب يحتاج أن يضع ذلك نصب عينيه، ويعترف أنه فى خطر، وأن كونه ثانى أهم معرض فى العالم صار أمرا مهددا، لأننا وإن كنا تنبهنا للتكنولوجيا كما فى «تطبيق عم أمين»، لكننا فى المجمل ما زلنا ندير الأمر بطريقة تقليدية، لذا يجب أن نتنبه لعدة أمور ضرورية.
 
أول هذه الأشياء هو المظهر العام، فعلى هيئة الكتاب استلام أرض المعارض مبكرا بعض الشىء بحيث تنتهى من التجهيزات قبل افتتاح المعرض، وأن تكون دور النشر جميعها موجودة، خاصة الأجنبية، لأنه كل دورة نفاجأ بعدد من الدور المغلقة، لأن دولا لم تستطع الحضور حتى الآن، أو لأن الجمارك لم تفرج بعد على كتبها.
 
الأمر الثانى، إعداد قاعات الفعاليات بشكل جيد، بحيث لا تكون هناك مشكلات فى أجهزة الصوت أو فى الأماكن المعدة لهذه الفعاليات.
الأمر الثالث، ألا نمنع أى كتاب أو نصادر أى فكر، فمنع الكتب يقلل من القيمة الحقيقية للمعرض، وعلينا أن نكون متأكدين أن الكتب الممنوعة مرغوبة، وأن من يريدها حقيقة سيجدها على الإنترنت وغير ذلك من الأساليب، إذا المنع لا يحدث حقيقة، نحن نعيش ثورة «إلكترونية» أبسطها وجود الكتب، وطبيعى أن يوجد الفكر المعارض الذى لا يتفق معنا الذى يختلف فى أسبابه وآلياته، لكن منعه ليس هو الحل بل الفكر والمواجهة.
 
الأمر الرابع، بمناسبة الفكر والمواجهة، أين ذهبت المناظرات الفكرية فى معرض الكتاب، لماذا غابت تماما، لماذا لا نختبر أنفسنا هل لا نزال نملك قدرا من حضارة الحوار والاختلاف هل لدينا جمهور يتقبل الفكر والفكر الآخر، هذا الدور الذى يقوم به الإعلام، لكن ليس دائما فى احترافية، يمكن فى الأيام القليلة لمعرض الكتاب أن تكون لدينا مناظرة حقيقية فى الأمور الدينية والحياتية، وفى طرق الكتابة القديمة والحديثة، وبين الكتاب والقراء، وفى أمور كثيرة نستطيع أن نقوم بها أن أردنا ذلك، وللحديث بقية.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة