تتغير السياسة وأدواتها مع تغير الزمان والمكان، فقبل سنوات قليلة كان يرسم السياسى إطارا من الهيبة والرسمية على تعاملاته، ولا يخرج عن قواعد الإتيكيت والبروتوكل العام، ولكن الآن فى عصر السوشيال ميديا تغير كل شيء، وأصبح من الممكن أن ترتبط السياسة بالكوميديا، بل أصبح تفاعل السياسيين مع المواطنين بطريقة بسيطة وساخرة، أحد عوامل تقبل هؤلاء السياسيين أيا كانت مواقعهم، وعبر موقع تويتر للتدوينات القصيرة، ستجد حسابات الدول، والسفارات، وحتى السفراء، تحمل طابع الكوميديا والبساطة فى التعامل وفى طرح حتى أهم القضايا السياسية.
السفارة الألمانية والفرنسية ومصر فى كأس العالم
السفارات الأجنبية فى مصر هى واحدة من أكثر الجهات السياسية التى أصبحت تعتمد على ذلك الأسلوب، ولعل أحد أبرز المشاهد التى اعتمدت فيها على خفة الظل، هو حوار طريف بين مغرد مصرى مع السفارتين الفرنسية والألمانية، بعد تمنيه وصول مصر إلى نهائى مونديال كأس العالم فى روسيا 2018، بعد التغلب على فرنسا بركلات الترجيح فى الدور قبل النهائي، ليفاجأ الشاب برد من حساب فرنسا بأنه سوف يكون من الأفضل وصول كلا الدولتين مصر وفرنسا إلى الدور النهائى، ولكن ما لم يكن يتوقعه أحد حتى السفارة الفرنسية نفسها، هو أن تدخل السفارة الألمانية على الخط، وترد قائلة :" "هنشوف، منتظرين كأس العالم".
السفارة الألمانية
السفارة الفرنسية
السفير البريطانى.. أدى العيش لخبازه
يعتبر أول من انتهج تلك الطريقة عبر حسابه على موقع التغريدات القصيرة تويتر، والذى عادة لا يفوت مناسبة إلا ويستخدم اللغة العامية الدارجة والقفشات، مما جذب العديد من المغردين المصريين إلى متابعته عبر تويتر، ورغم غضب المصريون من بعض قرارات بلاده، فى ملفات مثل تعليق السياحة، إلا أنه تمكن من الحصول على شعبية لا بأس بها بفضل تفاعله الواسع عبر تويتر، فيشتبك مع كبار نجوم الكرة المصرية خاصة المحترفين فى الدورى البريطانى، إضافة للمشاركة فى الاحتفالات التراثية والدينية المصرية مثل الأعياد ورمضان وغيرهم.
حسابات الدول هى الأخرى لم تترك الساحة خالية للاشتباك مع المواطنين ورواد مواقع التواصل الاجتماعى عبر خفة الظل والكوميديا، ووقع مغرد سعودى فى ورطة عندما ذكر معلومة غير صحيحة على موقع تويتر، حيث كتب عبر حسابه :"هل تعلم في دولة السويد تكاد تنعدم كاميرات المراقبة حيث أن الجرائم تكاد تنعدم ! وجميع الجرائم المسجلة هي تم تنفيذها بالخطأ" ، لينفى حساب دولة السويد: قائلاً :"غير صحيح"، ليواصل قائلاً :"مصدرك"، ليعاود الحساب الرد:"الكاميرات تشاهدها فى كل الأماكن حولك".
وحاول المغرد السعودى تلافى خطأه قائلاً بأن النرويج الدولة المقصودة، ليتفاجأ برد النرويج عليه "جرب دولة أخرى"، ليحاول مرة أخرى قائلاً اليابان والتى فاجأته هى الأخرى بالرد عبر تويتر "ولا اليابان"، لتدخل روسيا على الخط عبر حسابها باللغة العربية:"لاتفكر تكذب وتحط اسم دولتنا".
بعدها تتدخل السفارة السويدية فى السعودية موجهة كلامها للمغرد السعودى، قائلة : " نحييك على سعة صدرك بإمكانك إعادة المحاولة فى شهر إبريل كذبة إبريل ربما تضبط التغريدة"، ليرد بعدها الفنان محمد هنيدى مازحا: "قول مصر ومش هنكدبك".
بينما وقع أيضا الكاتب السعودى تركى الحمد، ضحية لحساب السويد عل توير، حينما نشر معلومة خاطئة حول عدم وجود سجود فى السويد، ليصحح الحساب المعلومة ويرد قائلاً :" غير صحيح ، يوجد 46 سجنا في السويد و يمكنك تسجيل موعد لزيارة أحد السجون عبر هذا الموقع".
وتعرض أيضا مدون أخر على إحراج بسبب معلومة خاطئة حول أخطر الأماكن على سطح الأرض والأكثر جذبا للسياح، حيث ذكر المغرد أنها تقع فى السويد، ليصحح حساب النرويج المعلومة قائلاً:"عليكم بالابتكار وعدم التقليد.التغريد بمعلومة خاطئة ومفضوحة يضعكم في موقف محرج".
ردود النرويح والسويد
اليابان والسوشى .. والتصدى الخرافات
وغرد أخر عبر حساب اليابان عبر تويتر، حيث انتقد ارتفاع أسعار السوشى فى اليابان قائلاً :" أحب السوشي جدا لكن مشكلته ما يشبع وتجوع بسرعه إضافة إلى سعره المرتفع عندنا ما أدري باليابان كيف متوسط أسعاره ممكن تفيدنا بمعلومه وشكرا"، ليرد عليه حساب دولة اليابان باللغة العربية، :" هناك السوشى الدوار وهو رخيص نسبيا".
ودشن حسب اليابان بالعربى هاشتاج ، تحت عنوان "خرافات عن اليابان" ونفى من خلاله تصريح لرئيس وزراء اليابان حول سر التطور التكنولوجيى باليابان، وأنه أجاب بإعطاء المعلم راتب وحصانة دبلوماسية وإجلال الإمبراطور، فكتب قائلاً حول تلك الإشاعة:" هذا الكلام غير صحيح ولم يحدث فى عصر رئيس الوزراء الحالى أو أي رئيس وزراء، ولم يوجه هذا السؤال أبدا، كما أن راتب الوزير مختلف تماما عن راتب الأستاذ ولا يوجد لأحد حصانة فى اليابان، فاليابان دولة قانون، ولا يوجد إجلال يوازى إجلال الإمبراطور وهو رمز الدولة".
وصحح حساب اليابان بالعربى أيضا، معلومة حول صورة متداولة لمبنى مائل، حيث زعم أحد المغردين إن المبنى المشيد فى دولة اليابان، وعلق الحساب على الصورة قائلاً :"طبعا كل قوانين الفيزياء تقف عاجزة أمام تلك العمارة والتى تم تعديلها بالفوتوشوب ومنتشرة انتشار النار فى الهشيم على أنها في اليابان ! إنها لا تسجد ولا تركع ولا تنحني، السؤال كيف يعيش سكان الجزء المائل دون الوقوع من النوافذ؟".
وتصدت أيضا حساب اليابان العربى لمعلومة كاذبة، حول مسح المدراء لأحذية الموظفين والتى انتشرت وتداولت عبر السوشيال ميديا، فغردت:"المدراء لا يمسحون أحذية الموظفين الجدد سوى في عالم الخيال، الصورة المنتشرة من مراسم دخول الموظفين إحدى الشركات التى تنتج منتجات تلميع الأحذية، حيث يقوم الموظفون القدامى بتعليمهم طرق استخدام المنتج بشكل صحيح".
خرافات عن اليابان ن
خرافات حول اليابان
السوشى
الأحذية
