يوسف أيوب

المطلوب من المجتمع الدولى محاربة الإرهاب

الأحد، 26 نوفمبر 2017 06:01 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
العالم كله أدان الهجوم الإرهابى الذى استهدف مسجد الروضة فى بئر العبد، بشمال سيناء، وراح ضحيته 235 شهيدًا، وأكثر من 100 مصاب، لكن السؤال الآن: هل هذا يكفى، هل ننتظر من العالم أن يبدى تعاطفه معنا فى حربنا على الإرهاب، أم أن المجتمع الدولى مطالب بأكثر من أن يصدر بيانات إدانة ودعم للشعب المصرى، وأخرى للتعزية، وبعض البرقيات وغيرها من الشكليات التى اعتدنا عليها فى مثل هذه الأحداث؟
 
بالتأكيد مصر فى حاجة إلى تحرك فعلى، وليس مجرد الحديث أو إصدار بيانات، لأن الإرهاب لن يهزم بالأقوال وإنما بالأفعال، نحن لا ننتظر من الأمم المتحدة أو مجلس الأمن أو أوروبا أن يعلنوا دعمهم لمصر فى مواجهة الإرهاب، وإنما مطلوب منهم خطوات جدية فى مواجهة الدول الداعمة والممولة للميليشيات والتنظيمات الإرهابية فى المنطقة، وهم معروفون للجميع، ومعروف من يمول ومن يخطط ومن يدعم ومن يفكر فى تدمير المنطقة.
 
إذا كان المجتمع الدولى جادًا فى التصدى للإرهاب، عليه أن يتحرك على الأرض، ولتكن البداية بتضمين الإعلان العالمى لحقوق الإنسان مبدأ جديد، وهو أن مكافحة والتصدى للإرهاب حق من حقوق الإنسان، وهو ما طالب به الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال افتتاح أعمال منتدى شباب العالم قبل أسبوعين.. نعم نجح وفد مصر الدائم لدى الأمم المتحدة بنيويورك الثلاثاء الماضى فى اعتماد قرار بتأييد دولى واسع داخل اللجنة المعنية بالمسائل الإنسانية والاجتماعية والثقافية بالجمعية العامة للأمم المتحدة، حول آثار الإرهاب على التمتع بحقوق الإنسان، وهو ما عكس رؤية الرئيس السيسى بشأن علاقة الإرهاب بحقوق الإنسان، لكن المطلوب ليس فقط تضمينه فى قرار دولى، وإنما النص عليه كأحد البنود المهمة فى الإعلان العالمى لحقوق الإنسان، فإذا لم تكن حماية البشرية من هذا الخطر حقًا إنسانيًا، فما الحقوق التى يجب أن يتحرك المجتمع الدولى لحمايتها؟!
 
مطلوب من المجتمع الدولى استراتيجية واضحة ومتفق عليها للآثار المدمرة لظاهرة الإرهاب على التمتع الكامل بجميع أشكال حقوق الإنسان، السياسية والمدنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، بما فى ذلك من خلال إعاقة التنمية، وتدمير البنية الأساسية، والإضرار بالسياحة، والتأثير سلبًا على التدفقات الاستثمارية، وتعطيل النمو الاقتصادى، وفوق ذلك تهديد حياة ملايين البشر، وانطلاقًا من هذا التعريف يتم تحديد مسؤولية الدولة فى حماية جميع الأشخاص الموجودين على أراضيها من الإرهاب، من خلال التدابير الفعالة لمكافحة الإرهاب، وملاحقة ومعاقبة الجناة، مع التأكيد على أهمية تعزيز التعاون الدولى، وتبادل الخبرات، وأفضل الممارسات فى مجال منع ومكافحة الإرهاب.
 
مطلوب من المجتمع الدولى أن تكون لديه استراتيجية متكاملة تتحسب لخطورة الاستخدام السلبى لوسائل الاتصال والمعلومات الحديثة للترويج للإرهاب وأفكار العنف والتطرف، وصياغة خطاب مضاد فعال ومؤثر لهذه الأفكار، ونشر قيم التسامح والحوار والسلام بين الشعوب، فضلًا عن منع الإرهابيين من التجنيد والحصول على التمويل، فضلًا عن أهمية معالجة الأسباب المختلفة للتطرف والإرهاب، وبناء قدرات الدول، وتعزيز دور الأمم المتحدة فى مكافحة الإرهاب، فضلًا عن احترام مبادئ القانون الدولى لحقوق الإنسان.
 
مطلوب من المجتمع الدولى أن يحدد الخطوات التى يمكن اللجوء لها ضد أى دولة تساند وتدعم وتمول الإرهاب، وألا نترك هذه الدول حرة طليقة تفسد وتساعد على القتل والدمار، دون حساب، وكأننا نكافئها على ما تقترفه من جرائم ضد الإنسانية.
 
مطلوب من المجتمع الدولى أن تكون هناك آلية واضحة ومحددة لتبادل المعلومات حول الجماعات الإرهابية، والشخصيات المتهمة بالإرهاب، لمحاصرتهم أينما ذهبوا، ووضع قواعد لمحاسبة الدول التى تتقاعس عن تسليم أو محاسبة ومحاكمة المطلوبين فى جرائم إرهابية لدى دول أخرى.
 
المطلوب من المجتمع الدولى الكثير، فقد مللنا من بيانات الشجب والإدانة، وأصبحنا فى حاجة لأفعال وليس إلى أقوال، أفعال نستطيع من خلالها مواجهة ممولى وداعمى الإرهاب خارج الحدود المصرية، خاصة وقد ظهر للعالم كيف تقوم دولة مثل قطر بإيواء قيادات الجماعات الإرهابية، وتمويل أنصارهم فى مصر وليبيا وسوريا والعراق، لكى يقوموا بتنفيذ عمليات إرهابية فى مصر ودول الخليج، دون أن نجد أى تحرك دولى تجاه هذه الدولة الداعمة والممولة للإرهاب.
 
نعم تحركت مصر، ومعها السعودية والإمارات والبحرين واتخذت الدول الأربع عددًا من الإجراءات والقرارات ضد إمارة الإرهاب، كما وضعوا أكثر من قائمة للكيانات والشخصيات الإرهابية، لكن هذا ليس كافيًا، فنحن بحاجة لتعاون دولى مع الدول الأربع لمحاصرة الإرهاب الممول والمدعوم من قطر، لأنه فى الوقت الذى قررت فيه الدول الأربع مواجهة إمارة الإرهاب، وجدنا دولًا أخرى، ومنها أوروبية، سبق  أن عانت من الإرهاب القطرى، تفتح أبوابها لقيادات قطر المتورطين فى دماء الأبرياء، وغضت بصرها عما تراه يوميًا من إرهاب فى مصر ودول المنطقة.
 
من حقنا على المجتمع الدولى أن يقف معنا فى حربنا على الإرهاب، لأن مصر أخذت المبادرة دون خوف، وحاربت الإرهاب نيابة عن العالم كله، وليس معقولاً أن تقف الدول الأخرى فى موقف المتفرج، دون أن يكون لها رد فعل مساند لجهودنا.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة