«يُعد المؤتمر الوطنى للشباب الذى يقام تحت رعاية السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى، منصة فعالة للحوار المباشر بين الدولة المصرية بمؤسساتها المختلفة والشباب المصرى الواعد الذى يطمح فى بناء مستقبل أفضل لوطنه، وفى أبريل 2017، أعلن السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى فى ختام المؤتمر الوطنى الرابع للشباب بمدينة الإسماعيلية، مشاركته للشباب المصرى فى دعوة الشباب من مختلف دول العالم للمشاركة فى منتدى شباب العالم الذى سوف يقام بمدينة شرم الشيخ فى نوفمبر 2017، لينقل للعالم رسالة سلام وتنمية ومحبة من أرض مصر».. هذه الرسالة ستجدها أمامك حينما تفتح الموقع الرسمى «لمنتدى شباب العالم» الذى سينطلق اليوم بمدينة شرم الشيخ، بحضور أكثر من 3 آلاف مشارك يمثلون أكثر من 100 دولة، بينهم قادة ووزراء ومسؤولون وأصحاب تجارب ناجحة.
هذه الرسالة تلخص الهدف الذى سعت له مصر من وراء إطلاق «منتدى شباب العالم»، فالقضية بالنسبة لنا هى رسالة ودعوة نحملها للعالم كله، عنوانها «نحتاج للتحدث من أجل التنمية والسلام والإبداع»، فمصر من واقع مسؤولياتها وتاريخها وحضارتها أدركت أنها مسؤولة أمام العالم كله بأن تكون صاحبة المبادرة بإشراك الشباب مع القادة فى حوار مفتوح لإيجاد حلول عملية وواقعية للعديد من المشاكل التى تواجهنا.
نعم، أن عقد منتدى شباب العالم على أرض مصر وبمشاركة أكثر من 3 آلاف شاب وبحضور رؤساء دول عربية وأجنبية وملوك وقادة ورؤساء حكومات من مختلف الدول، ويتابعه الملايين فى العالم لبحث القضايا والتحديات التى تهم الشباب، هو رسالة مهمة بالنسبة لمصر، تؤكد حالة الأمن والاستقرار التى تنعم بها، ويدحض محاولات الجماعات الإرهابية التى تحاول النيل من أمن مصر، لكن هذا ليس كل الهدف، لأنى كما قلت الهدف هو أن تنطلق رسالة سلام لكل العالم من أرض السلام.
من واقع أجندة المنتدى، الذى تم الإعداد له بعناية شديدة من رئاسة الجمهورية، سنجد أنه يتناول القضايا الشبابية العالمية، ومنها دور الشباب فى مكافحة الهجرة غير الشرعية، وفى تحقيق الأمن والسلام على المستوى العالمى، والتنمية المستدامة والتكنولوجيا وريادة الأعمال خاصة مع استراتيجية الأمم المتحدة 2030 وكيفية تحقيق الأهداف الـ17 التى وافقت عليها الاستراتيجية ومساهمة الشباب فى بناء وحفظ الأمن والسلام فى مناطق الصراع، كما يستعرض قضية اللاجئين وتجربة مصر الفريدة التى تستضيفهم والذين انخرطوا بشكل طبيعى فى المجتمع، وهذه التجربة قلما نجدها فى أى دولة من دول العالم فهى لا تعزل اللاجئين فى مخيمات خاصة بهم لكنهم جزء من الحركة العامة فى المجتمع المصرى، كما سيستعرض المنتدى كيفية صنع قيادات شابة للمستقبل، خاصة فى مجال تكنولوجيا المعلومات وريادة الأعمال وإبراز التجربة المصرية المتميزة فى البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب على القيادة، وتجربة لقاء الرئيس المنتظم بالشباب فى المؤتمرات الدورية للشباب وهى التجربة غير المسبوقة فى أى دولة من دول العالم.
كما يستعرض شباب العالم، وفقاً لما تابعته عبر الموقع الرسمى للمنتدى، من خلال الأفلام المصورة التى سيتم عرضها فى المنتدى حجم الإنجازات التى تحققت على أرض الواقع فى مصر خلال السنوات الأربع الماضية وحجم المشروعات القومية العملاقة التى تحققت فى فترة زمنية وجيزة، كما يستعرض شباب مصر والعالم أيضا، سبل الحفاظ على الهوية الثقافية والوطنية فى ضوء تكامل الحضارات والثقافات إضافة إلى استعراض التجارب الدولية البارزة فى مجال تأهيل وتدريب الشباب ومشكلات تغير المناخ، بالإضافة إلى نموذج محاكاة الأمم المتحدة والذى سيشارك به شباب من مختلف دول العالم مع الشباب المصرى.
بالنظر إلى هذه الأجندة سنلمس اهتماما كبيرا من القائمين على التنظيم بأن يكون المشاركون فاعلين فى كل القضايا التى تهم شباب العالم كله، وبكل تأكيد فإن سبل مكافحة الإرهاب كخطر يهدد أمن واستقرار العالم بأسره ستكون أحد المحاور التى يناقشها المنتدى، فنحن أمام تنوع شبابى ولدى كل منهم تجربته الشخصية أو يحمل معه تجربة دولته، ومن المهم أن نستمع لهم، ولآرائهم وأدوارهم فى مواجهة الأفكار التكفيرية والأعمال الإرهابية، كما ستكون فرصة مناسبة لكى يطلع شباب العالم على تجربة شبابنا، سواء فى القوات المسلحة أو الشرطة فى مواجهة الإرهاب، فى مواجهة الجماعات الإرهابية.
نحن لدينا فى مصر العديد من التجارب الناجحة، كما أن لدى شباب العالم تجارب ناجحة، وأعتقد أن منتدى شرم الشيخ سيمثل منصة حوارية مهمة لتلاقى الأفكار وتبادل الخبرات، وهو ما نحتاجه فى هذا التوقيت الحساس، والذى يتطلب تنوعا فى الأفكار والحلول، حتى نستطيع الخروج من عنق الزجاجة، ليس فقط فى مصر وإنما فى العديد من دول العالم، وخاصة دول العالم الثالث، التى تواجه العديد من التحديات، وتحتاج إلى أفكار من خارج الصندوق، وهذه الأفكار منبعها هو شبابنا، لذلك فإننى أتوقع أن يكون منتدى شباب العالم بشرم الشيخ الذى سينطلق اليوم، سيكون فرصة مناسبة ومهمة لطرح حلول خارج الصندوق، خاصة إذا نظرنا على قائمة المشاركين، وأيضاً إلى تهافت العديد من الشباب على مستوى العالم للمشاركة، بعد إدراكهم أنهم أمام حدث استثنائى.