5 نماذج لقادة الأعمال يتحاورون فى منتدى شباب العالم.. رسائل هامة من مالك "Qfour".. وتوماس كرامبتون يروى قصة نجاحه.. وسوزان حافظ تضع روشتة نجاح المرأة.. والطفل "يوما" يبهر الحضور بحكاية اختراعه

"كيف يصنع العالم قادته" أو بالأحرى كيف تكون قائداً، كان العنوان الرئيسي لأحد الجلسات الهامة المنعقدة الآن فى منتدى شباب العالم بمدينة شرم الشيخ، بحضور عدد من صغار وكبار القادة حول العالم، الذين رووا قصص نجاحهم أمام الشباب الحاضر بالجلسة، ووجهوا رسائل هامة للمؤسسات الحاضنة للشباب في ضوء عنوان الجلسة.

ليزلي مورجان رجل أعمال وصاحب مشروع "Qfour"، بدأ الحديث بالجلسة مؤكداً إن القائد لابد أن تكون لديه الرغبة في الوصول للمنصب الذى يطمح له بأقصى سرعة، ولا ينتظر خطوات التعليم في المدرسة لأن يصل وفقاً للمراحل التقليدية التي يفرضها المجتمع، معتبرًا في الوقت ذاته أن الأمر متعلق بعاطفة الإنسان، بقوله: "إذا أردت السلام فعليك أن تشعر به بداخلك، وإذا أردت النجاح لابد أن تشعر به بداخلك، فالثقة هى العنصر الوحيد الذى يغير كل شىء".

وبدأ توماس كرامبتون، خبير تحويل التسويق والاستفادة منه حول العالم، أن يروى قصته التى بدأها بعمله 20 عاما مراسلا لصحيفة نيويورك تايمز، متخصصاً فى شئون الثقافة والسياسة والاقتصاد، مؤكدًا أنه كان يركز على المنتج النهائى الذى يقدمه للصحيفة، بغض النظر عن التركيز مع زملائه أو كيفية حصولهم على المعلومات، أو الخطوات التى وصولوا إليها فى الصحيفة، مختتماً قوله : " المهم أين أنا الآن ؟".

واستكمل "كرامبتون"، : " وجدت العالم منشغل بأمور غير السياسة والصحافة، ووجدت أيضاً أن الحياة أقصر من أحصر نفسى في وظيفة واحدة، رغم أن رؤسائى فى العمل كانوا يحبوننى جداً، لكنى تركته لأرى العالم من زاوية جديدة، وعملت مع رجل أعمال فى مجال الإسكان فى الصين، ثم عملت فى شركة تسويق كبيرة حول وسائل التواصل الاجتماعي، وركزت خلال العمل فى فريقى بأن أحفزهم على العمل بشكل أوصلنا لإنتاجية أكثر، وحصلنا على جوائز كبيرة ".

فقاطعته هنا أحد المشاركات بالجلسة، بسؤالها، : " وما هو الشكل الذى فعلته مع الشباب لكى يكونوا كذلك"، فأجاب "كرامبتون"، : "يجب أن نسمح للناس أن يمتلكوا ما يفعلونه، حاولت أن يشعر الشباب أنهم أصحاب العمل، وأنهم محور العملية، ثم شكلت فريق مركزى له دور تحريرى بخلق المعلومات من عدد كبير من المناطق حول العالم، لنعرف كل لحظة ما الجديد الذى يشغل العالم لكى نواكبه، ووجدت أن ذلك هو الطريق إلى النجاح ".

واستكمالاً لقصص نجاح حضور الجلسة، قال عبد الرحمن أيمن رئيس منظمة Aiesec  لتنمية الشباب حول العالم، إن هدف منظمته هو خلق جيل من الشباب بشكل فعال فى بيئة ليست فعالة، متابعا: " نتعامل مع شباب فى 122 دولة، وهدفنا الأساسى هو أن يعود الشباب ويغير في بلده، عن طريق شعار، سافر اتعلَّم أرجع نفذ ".

ثم تحدثت سوزان حافظ، سيدة مصرية عاشت فى استراليا، عن قصة نجاحها بالإجابة على سؤال متعلق بأن الإنسان يصطدم بالتغيرات التي يفرضها مجتمعه عند سعيه لتطبيق ما تعلمه في الخارج، بقولها: "التطوير لا يُخلق في لحظة، لكنه يأخذ بعض الوقت، ويرتبط بقدرتك على الإقناع والتحاور، أنا عشت فى استراليا لمدة 27 عاما، وأقول للشاب الذين يريدون القيادة لا تفقدوا الفضول، كن دائما لديك الرغبة فى التعلم والاستماع لكل من حولك".

وفى سؤال لها حول الصعوبات التي تواجه المرأة العربية الراغبة في القيادة، وجهت للمرأة عدة رسائل قائلة: "أحث كل امرأة بتحقيق ذاتها، وعليها أن تبدأ بإمكانية الحصول على المعلومات حول ما يدور بالدنيا، لأنه من سيصنع منها شخص قادر على التحدث وإبهار الآخرين، خاصة وأننا فى الشرق الأوسط نعانى من عدم حصول المرأة على تعليم جاد منذ صغرها".

وطالبت سوزان حافظ، الدولة بضرورة حماية المرأة من زواج القاصرات حتي تتمكن من النجاح، متابعة: "المرأة يمكنها أن تكون وزيرة وسفيرة، لقد عملت مع آلاف المنظمات غير الرابحة في أستراليا، وتمكنت من الإسهام في القضاء علي العنف ضد المرأة في استراليا ، ومفهوم النسوية أُسيئ فهمه فى العالم العربي، لأن الرجل ذاته يُمكن أن يكون نسويًا بقدرته على تمكين المرأة من عرض وجهة نظرها ومشكلتها "

وفى حديث عن مدى تأثير الفن فى أفكار الآخرين نحو القيادة، تحدث راهول خان، المذيع السابق والفنان الهندى المشارك في عدد من أفلام هوليوود، مؤكداً إن الفنان له دور كبير كقائد وملهم للمحيط الذى يتأثر به، مستعرضاً لنموذج شارك فى تأسيسه في منظومة التعليم فى الهند، قائلاً: "ركزنا فى عمل برنامج يشبه نزهة فى المدرسة حتي يحب الأطفال التعلم والمدرسة، لأنها البداية، ووضعنا مناهج محفزة وأسسنا ورش عمل مسرحية للأطفال فى المناطق العشوائية وخلافه، وكنا نقول للأطفال دومًا أنتم تستطيعون قيادة المنطقة التى تعيشون فيها".

اللافت في الجلسة هو حضور الطفل "يوما" ذو العشر سنوات والذى بدأ فى تطوير التطبيقات في سن السادسة، والذى روى قصة نجاحه القصيرة قائلا: " بدأت فى التشفير منذ سن السادسة ، وكنت أشعر بالفضول نحو عمل التشفير و الحواسب، وبدأت بالألعاب على وسائل التواصل، وطورت موقع إلكتروني خاص بي متعلق بالألعاب و مهدت الأمر لأصدقائي، ثم تعملت كيفية تطوير التطبيقات عن طريق دورات تدريبية، والآن لدى 6 تطبيقات مختلفة ".

وتابع الطفل يوما، : " أبى ساعدنى فى البدء بالتشفير، وكان على أن أخوض التجربة ، بذلت مجهود كبير، وقرأت كتب حجمها عشرة آلاف صفحة، وحينما حضرت مؤتمر آبل، كنت مبهورا، وقابلت رئيس شركة آبل، وعدد من القنوات طلبت إجراء حوارات معي، وقابلت ميشيل أوباما وكانت فى منتهي الود ".

وفى سؤال له حول مستقبله، قال: "ما زلت متخبطا، لكنى أودّ أن أستمر فى تطوير التطبيقات التي قد يستفيد منها العالم، و ستجعل العالم أكثر سلاما، أودّ أيضا أن أكون ملهما للآخرين"، مشيرًا إلى أن قدوته هو ستيف چوبز، بقوله، : "محتوى حديثه دائماً يعد من الأمور المؤثرة، يمثل حافزا بالنسبة لي، وقبل كل شئ أنا أحفز نفسى أيضاً".

وشهدت نهاية الجلسة توجيه سؤالين، أحدهما موجه لليزلي مورجان رجل أعمال، حول المخاطر التي يمكن أن تواجه أى شخص في تنفيذ أفكاره الإبداعية، وأجاب قائلا: " أن نضحك هو خطر و أن نحزن هو خطر وأن نظهر مخاطرنا هو خطر و أن نعيش هو خطر وأن نحب هو خطر، المخاطر لابد أن تكون موجودة طالما أننا نعيش، ومن لا يواجه المخاطر لا يعيش، في النهاية الشخص الذى يخاطر فقط هو من يتحدث بالحرية".

والسؤال الأخير كان لتوماس كرامبتون، حول المفاتح الرئيسية التى تمكن أى شخص من النجاح، والذى حددها في ارتكاب الأخطاء الكثيرة كون ذلك يتيح فكرة التعلم، والإصغاء بشكل دقيق وعميق للغاية، والسماع للأشياء التى لا يمكن التعبير عنها، و التواضع فى استقبال المعلومات، متابعًا: " سيظل هناك الكثير حول العالم لا نعلمه، أى نحن جاهلون به".