كريم عبد السلام

مذكرات بن لادن

الإثنين، 06 نوفمبر 2017 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
المخابرات الأمريكية تفرج تباعا عن مجموعات من الوثائق والملاحظات وملفات الكمبيوتر والانطباعات الخاصة بأسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة، التى عثرت عليها القوات الأمريكية التى اقتحمت منزله بمنطقة أبوت آباد فى باكستان وقتلته عام 2011.
 
المتأمل فى مذكرات وملاحظات بن لادن يكتشف طبيعة تعامل بن لادن مع قوى الغرب المؤثرة مثل الولايات المتحدة وحلف الناتو وكذا مع الأنظمة العربية المختلفة، فالغرب ليس العدو الكافر الذى يجب مواجهته وإبادته، بل يبدو وكأنه الشريك القديم، يتعرض بالنقد لممارساته ويدعو للاستفادة من سياساته وإجراءاته، ومن ذلك غضبه الشديد لوقف حزب الناتو إطلاق النار فى ليبيا قبل مقتل القذافى.
 
بن لادن كان يراهن كثيرا على ليبيا بعد إزاحة القذافى، وكان يرى فيها «صومال جديد» يمكن أن يستوعب فصائل القاعدة ومن يوالونها، وكان ينظر إليها على أنها بلد كبير مترامى الأطراف تصعب السيطرة على جغرافيته، كما أنه بلد غنى بالنفط يمكن أن يوفر تمويلا كبيرا للمقاتلين، فضلا عن أنه بوابة حدودية لأفريقيا تحت حزام الصحراء ببلدانها التى تنتشر فيها الجماعات الموالية للقاعدة.
 
ليس غريبا تماما على بن لادن أن يرى فى الناتو حليفا مرحليا يمكن أن يمهد له السيطرة على ليبيا وبلدان وسط أفريقيا، ألم يتدرب سابقا على أيدى القوات الأمريكية لخوض حروب العصابات ضد القوات السوفيتية فى أفغانستان؟
 
ألم يتلق الدعم المالى والتسليح من واشنطن؟ ألم توجه الولايات المتحدة عدة دول عربية بتسهيل تجنيد وتهجير الشباب العربى إلى أفغانستان لقتال السوفييت الملاحدة تحت راية بن لادن؟
الخلاف بين بن لادن وواشنطن أو بينه وبين الغرب لم يحدث إلا فى حرب تحرير الكويت عندما رفض بن لادن دخول الأمريكان والحلفاء الخليج لدحر صدام وأعلن الحرب عليهم.
 
الملاحظات أو المذكرات التى دونها بن لادن، تكشف الكثير عن تعاونه وتعاطفه مع بلدان محددة مثل قطر وكذا تفضيله لقناة الجزيرة باعتبارها أفضل القنوات التى تعبر عن توجهه وتوجه الفصائل والأحزاب التى يسميها بالإسلامية فى الدول العربية فكان يرى أن قطر هى المؤهلة لتحمل مسؤولية أفكاره وضمان تنفيذها وفى رسالة إلى ابنه حمزة كتب يقول: «ثبت أنها هى الجهة المؤهلة لتحمل هذه المسؤوليات، وهى الجهة الأسلم لتلافى الأزمات».
 
كما وجه أسامة بن لادن مدحا وتقديرا كبيرين لقناة الجزيرة قائلا: «الجزيرة بفضل الله هى حاملة لواء الثورات، ولولاها لما كان حصل فى تونس ما حدث»، وفى موضع آخر يقول: «الجزيرة ستتولى هدم جميع الأنظمة العربية عبر تأجيج الثورات»، الأمر الذى يوضح تطابق الأهداف بين قطر وبوقها الإعلامى الجزيرة وبين تنظيم القاعدة وزعيمه بن لادن.
وللحديث بقية






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة