استطلاعات الرأى ليست أمرًا عشوائيًا، ولا كلامًا يقال والسلام، لكنها تحمل فى داخلها دلالة يجب التوقف عندها وقراءتها وتأملها والاستفادة منها، ومن ذلك الاستطلاع الذى قام به موقع «اليوم السابع»، ويتعلق بالآثار المصرية.
ففى استطلاع للرأى طرحه «اليوم السابع» على قرائه، جاء تحت عنوان: «هل تتوقع نجاح خطة الحكومة فى إعادة تأهيل المناطق الأثرية المهملة؟»، جاءت النتيجة بأن استبعد %66 من القراء نجاح خطة الحكومة فى إعادة تأهيل المناطق الأثرية المهملة، بينما توقع %33 من القراء نجاح ذلك، فى الوقت الذى أعرب فيه %1 من القراء عن عدم معرفتهم بموضوع الاستطلاع.
أولًا، علينا أن نعرف جيدًا أن هذا الاستطلاع يهتم بواحدة من أهم القواعد الأساسية فى المجتمع المصرى، حيث إننا نعتمد بشكل أساسى على المواقع الأثرية فى الخروج بنا إلى حياة أفضل، وذلك بتأهيلها ودخولها على خريطة السياحة العالمية، مما يفتح الباب واسعًا لعودة السياحة المتأثرة بسبب الظروف.
ثانيًا، إن هذا الاستطلاع يتعلق بالحكومة وعملها وقدرتها على التخطيط للمستقبل، وتنفيذ هذه الخطط، وعليه فإن عدم ثقة القراء فى أن تقوم الحكومة بعملية التأهيل، هو أمر يكشف الكثير منه أن الحكومة غير متنبهة بشكل جدّى، وأن الناس صارت درجة ثقتها فى الحكومة متراجعة، لأنها لا تقدم خططًا حقيقية فى حل الأمور، وحتى لو فعلت وقدمت خطة فهى لا تواصل الحماس اللازم، ولا تملك الإمكانيات الضرورية لتنفيذها، والمحصلة أنه فى النهاية لن تكون لدينا نتائج إيجابية.
وأتمنى أن يقرأ المسؤولون فى الحكومة والمسؤولون فى وزارة الآثار هذا الاستطلاع ثم يدرسونه، ليعرفوا لماذا لا يثق القراء فى قدرتهم على تأهيل المناطق الأثرية، وهل ذلك بسبب نقص الموارد المالية فقط، أم أن هناك أسبابًا أخرى.
فى الحقيقة، وحتى لا نظلم وزارة الآثار، فهى لديها أزمة مالية، وذلك لكونها لا تدخل ضمن ميزانية الدولة، بل تعتمد برواتبها ومشروعاتها وترميمها على قدراتها الذاتية، التى نعرف جميعًا أنها تأثرت بشدة بسبب ما حدث للسياحة، لذا نستغل هذا الاستطلاع ونتائجه ونطلب من الحكومة أن تفكر جديًا فى ضم وزارة الآثار للوزارات التى لها نصيب من ميزانية الدولة، حتى ولو إلى وقت محدد يكون مرتبطًا بتحسن الأمور، وحتى تصبح الوزارة قادرة على حل مشكلاتها.
وإن كنت لا أعتقد أن نقص الموارد المالية وحده المسؤول عن هذا الموقف، حتمًا هناك أسباب أخرى على الوزارة أن تعرفها، وتسعى بجدية إلى حلها، لأن نسبة %66 نسبة كبيرة جدًا لا يصنعها سبب وحيد.
ومن جهة أخرى، أتمنى من الحكومة ورجالها أن يقرأوا هذا الاستطلاع وغيره من الاستطلاعات التى يقدمها «اليوم السابع» كل يوم، لأنه يعد بوابة حقيقية، حتى يعرف المسؤولون العلاقة بينهم وبين المواطنين وصلت إلى أى درجة.