رسالة منتدى شباب العالم بشرم الشيخ وصلت، الأرض تسعنا جميعا بالسلام.. والخير للجميع، وهى رسالة تتطلع إليها شعوب العالم بصرف النظر عن التصنيفات الزائفة والعنصرية التى تقسمها إلى عالم أول وعالم ثالث، فالحروب والكراهية والتعصب والإرهاب لم تفرق بين دولة صناعية كبرى فى القارة الأوربية ودولة تعانى المجاعة والفقر فى أفريقيا، وتهديد الأمن الشخصى والأمن العام لم يقتصر على دول الشرق الأوسط، بل امتد من روسيا إلى الولايات المتحدة وأستراليا، وأصبحت معظم شعوب العالم تعانى من تلك الحروب والتهديدات النابعة من رغبة البعض فى السيطرة والتحكم، حتى لو كان ثمن ذلك إشعال الحروب وتقويض المجتمعات وتدمير الدول.
وخلال السنوات العشر الأخيرة عانت شعوب العالم من انفجارات الكراهية والتعصب والإرهاب وأصبحت الحروب الأهلية وتقسيم الدول إلى مناطق متناحرة مذهبيا وعرقيا هى وسائل الدول الكبرى لنهب الثروات والتحكم فى الآخرين، الثروات الطبيعية من نفط وغاز ومعادن وأحجار كريمة أصبحت لعنة على أصحابها الذين لا يمتلكون القوة والتكنولوجيا لاستخراجها أو الانتفاع منها، وبحكم أن دول الاستعمار القديم هى نفسها التى تمتلك أدوات السيطرة من تكنولوجيا وبنية صناعية حديثة وأسلحة متطورة، فقد استمرت فى هيمنتها بنفس الوحشية والاستغلال على أراضى مستعمراتها القديمة بصرف النظر عن تحولها إلى دول مستقلة كاملة السيادة ولها مقاعد فى الأمم المتحدة.
ومن ميانمار والفلبين شرقا إلى نيجيريا والسودان وحتى السلفادور وتشيلى غربا، تشتعل الحروب الصغيرة والانقلابات وتظهر المجموعات المسلحة والمجموعات المتطرفة التى تجعل الحروب والخوف وانعدام الأمن هو الخبز اليومى للشعوب فى ثلاث قارات، ولنا أيضا فى منطقة الشرق الأوسط جنوب وشرق المتوسط المثل الأقرب، فقد صدر القرار الأمريكى الأوربى بتحويلها إلى منطقة فوضى بزعم إزالة الأنظمة الديكتاتورية وبناء ديمقراطيات جديدة على ما تخلفه الحروب الأهلية من دويلات متناحرة، والهدف الحقيقى بالطبع السيطرة على ثروات المنطقة حتى لو أدى ذلك إلى مقتل مئات الآلاف وتشريد الملايين.
شعوب العالم الآن متعطشة أكثر من أى وقت مضى إلى السلام والتعايش والتسامح والتعاون من أجل البناء والعيش المشترك، وهى الدعوة التى يتبناها ويؤكد عليها منتدى شباب العالم فى شرم الشيخ، ولذا ليس غريبا أن تتلقف شعوب العالم وقواها الفاعلة تلك الدعوة باعتبارها مواجهة مباشرة مع المشروع التدميرى للاستعمار الجديد، ولنا أن نتطلع إلى دعوة المنتدى بعد إطلاق منصته الإلكترونية الدائمة لإدارة الحوار بين شباب العالم وقواه الفاعلة حتى انعقاد الدورة المقبلة من المنتدى.
القوى الفاعلة فى العالم، لا تحتاج من أجل مواجهة المشروع الاستعمارى الجديد، إلا إلى كيان أو شكل أو منبر تلتف حوله وتنطلق منه للتعبير عن موقفها الرافض للأدوات الجهنمية والوحشية التى يستخدمها الاستعمار الجديد فى السيطرة والتحكم ونهب الثروات، وقريبا سنشهد الحركات الرافضة لتواطؤ الدول الكبرى مع التنظيمات الإرهابية ومع الدول الممولة والراعية له، كما سنشهد تحركا أمميا ضد نشر الأسلحة فى البلدان الفقيرة بهدف إشعال الحروب الأهلية، وتفتيت البلاد إلى طوائف وإثنيات.
رسالة منتدى شباب العالم وصلت فعلا، رغم أنف أعداء الإنسانية الذين يولولون الآن على حقوق الإنسان، وحقوق الإنسان منهم براء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة