فى الوقت الذى تتطلع فيه مصر إلى مزيد من نسمات الحرية والنماء والتفاهم القادمة من منتدى شرم الشيخ الدولى للشباب، يطل علينا مجلس النواب بقانون لا يحمل فى طياته إلا المزيد من الكبت والمزيد من الشبهات تحت عنوان «قانون تجريم إهانة الرموز التاريخية» وفى الحقيقة فإننى لا أرى فى مشروع هذا القانون سوى كل ما يتنافى مع قيم المجتمع الحر، فى الوقت الذى نتطلع فيه إلى مزيد من الحرية الفكرية والبحثية.
يقول الخبر المنشور فى موقع «اليوم السابع»، إن الدكتور على عبدالعال، رئيس مجلس النواب، أحال مشروع قانون من الدكتور عمر حمروش أمين سر لجنة الشؤون الدينية والأوقاف و59 نائبا آخرين، بشأن تجريم إهانة الرموز والشخصيات التاريخية، إلى لجنة مشتركة من لجنتى الشؤون الدستورية والتشريعية والإعلام والثقافة والآثار تحت زعم أن القانون يهدف لحماية الرموز والشخصيات التاريخية من العبث، وعدم خداع الشعب بتشوية صورتهم، والإضرار بالمجتمع وزعزعة الثقة لدى الشباب فى الرموز والشخصيات التاريخية، إلى آخر هذه الديباجة الفضفاضة التى تفرض سياجا على العقل وتحرم الباحثين من فضيلة الاكتشاف وتضع العراقيل أمام أى فكر مستنير.
ويقترح القانون عقوبات تصل إلى الحبس من 3 إلى 5 سنوات وغرامة من 100 ألف جنيه إلى 500 ألف لكل من أساء للرموز من الشخصيات التاريخية، وفى حالة العودة يعاقب بالحبس بمدة لا تقل عن 5 سنوات ولا تزيد على 7 وغرامة لا تقل عن 500 ألف جنيه ولا تزيد على مليون جنيه، وتكرما من واضع القانون وضع مادة تعفى من يتعرض للرموز التاريخية بغرض تقييم التصرفات والقرارات فى الأبحاث العلمية وهو ما يفتح المجال ليوضع تحت مقصلة السجن أو الغرامة كل من ينشر هذه الأبحاث فى وسائل الإعلام.
أرجوكم، مصر لا تريد مزيدًا من التشويه ومزيدا من القوانين المكبلة للحريات، نعم قد يخطئ الكثيرون من الكتاب والمبدعين فى تناول الشخصيات التاريخية مثلما فعل يوسف زيدان، مؤخرا، وقد كتبت مهاجمًا هذا الاتجاه فى العديد من المقالات، لكن هذا لا يعنى أن نسجن كل من يفكر أو من يتفوه بكلام ليس على هوانا، فالفكر لا يجابه إلا بالفكر، والرأى لا يعارض إلا بالرأى، وإنى أدعو كلا من نقابة الصحفيين ونقابة الإعلاميين والمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام والهيئة الوطنية للصحافة إلى الوقوف بكل قوة أمام هذا القانون السالب للحريات، دفاعا عن حق الناس فى المعرفة، وعن حق المجتمع فى التجدد وعن حق الباحثين والصحفيين فى العمل.
عدد الردود 0
بواسطة:
طارق
ويل لمن يتجرأ ويكشف المستور
وثق بعض المؤرخين تاريخ مصر بمنطق ستر العيوب و تزوير الحقائق والمبالغة فى وصف الرموز التاريخية والتعتيم على عيوبهم وأخطائهم ومنحهم مكانة وقدسية الأنبياء والرسل وقد أثر ذلك على المصريين فأصبحوا يعيشون على أوهام الماضى وأنهم أحفاد الفراعنة وأهل العلم والحضارة و أغشت "الشـــــيفونية" بصيرتهم عن رؤية الواقع الذى يعيشونه وصرفت عقولهم عن إكتشاف الحقائق والسلبيات الواضحة فى تاريخهم الملئ بالشوائب والمعلومات المغلوطة عن رموزهم التاريخية الذين يعتبرونهم خطاً أحمر لايحق لأحد الاقتراب منهم أو المساس بهم ويستشيطون غضباً اذا تعرضت تلك السلبيات أو الرموز التاريخية للنقد ويدافعون عنها بإستماته ويهاجمون المنتقدين لها ويصفونهم بأنهم مأجورون وعملاء وخونة يسعون لتشويه صورة مصر
عدد الردود 0
بواسطة:
مشمش
مقاله ممتازه استاذ سمرى..ومعك ضد هذا القانون المطاطى..الذى ليس له مقاييس فى تطبيقه
😎 مشمش 😎
عدد الردود 0
بواسطة:
رحال
معك أستاذ وائل ضد هذا القانون المعيب .
قانون آخر ينضم للفوانين ( سيئة السمعة ) في مصر ، يحاول بها من فشلوا في الدفاع عن أفكارهم عن إدخال الدولة في معاركه كطرف دون وجه حق بدلا من الاعتراف بفشلهم في الدفاع عن رأيهم . لو كان بيننا أمير الشعراء ( أحمد شوقي ) لتم سجنه فالرجل - حسب هذا القانون المعيب - سخر من رمز تاريخي هو أحمد عرابي ، قانون فضفاض بسببه سينتهي الحال ببعض من أشرف من أنجبت مصر خلف القضبان ، قانون لا يليق سوى بدول العالم الثالث ، الذين يواجهون النقد بالحبس ... عار وأي عار .
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد المصري
نضم صوتنا لصوتك أستاذ وائل .
قانون من القوانين الفضفاضة المكبلة للحريات ، قوانين سيئة السمعة لا تطارد بها سوى المفكرين وأصحاب الرأي ، الرأي يا سادة لا يرد عليه بالحبس والغرامة ، والفكر لا يواجه سوى بالفكر ، هذا قانون عار على مجلس النواب وعلى مصر حين يسمع به العالم ، الرموز التاريخية ليسوا ملائكة ولا يأتيهم الوحي يا سادة حتى تضربوا حولهم هالة من القدسية وترفعونهم لمرتبة الرسل ، حتى الرسل نقلوا الانتقادات التي وجهت إليهم ونقلتها كتبهم وردت عليها ، فهل رفعتم الرموز التاريخية فوق مرتبة الرسل ؟! الفكر يا سادة يواجه بالفكر ، والمجتمع ومفكريه هو حائط الصد إن تجاوز أحدهم من هنا أو هناك ، من يفشل في معركة فكرية لا يجر الدولة طرفا لتنتصر له على خصمه ، الدولة في المعارك الفكرية تبقى على الحياد ، وكم من أحداث وشخصيات في الماضي احتاجت للمراجعة ، وكم قدس البشر في التاريخ من طغاة ، عودوا إلى صوابكم فقد كثر شاكوكم وقل شاكروكم .
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد المصري
احبسوا ( أحمد شوقي ) أمير الشعراء .
يقول أحمد شوقي ساخرا من ( أحمد عرابي ) : صغار في الذهاب وفي الإياب ... أهذا كل شأنك يا عرابي ؟! بموجب هذا القانون لو كان أحمد شوقي موجودا بيننا لسجنوه .
عدد الردود 0
بواسطة:
الصادم الساحق..
هذا العبقرى يوسف زيدان ؟؟
عندما يتحدث بهذا العمق وهذه الفلسفه ويأتى بالحقائق وألأدله والبراهين التى يحلل كل شئ وفى النهايه يقنعك بالمنطق حتى ولو كانت تصل إلى درجة الصدمه والرفض فى أحيان كثيره , ولكنى عندما أسمعه مثل ألأخرين أحس بنوع من الطرب وكأنى أستمع لمحمد عبد الوهاب أو أم كلثوم ..إحساس بالسلطنه وأقول مع نهاية كل مقطع ..ألله عليك ياموسيقار الفلسفه .