فى سنة 1987 نشر الشاعر السورى الكبير محمد الماغوط كتابه المهم "سأخون وطنى" عن دار المدى، وتحول ذلك الكتاب بعد ذلك إلى "مانفيستو" قرأه المثقفون العرب ولا يزالوا يفعلون.
وتمر اليوم ذكرى مولد الشاعر الكبير الذى قدم مفهوما مغايرا للقصيدة العربية، فمحمد الماغوط، من مواليد 12 ديسمبر 1934 فى مدينة سلمية التابعة لمحافظة حماه السورية، نشأ فى عائلة شديدة الفقر، وكان أبوه فلاحاً بسيطاً عمل أجيرا فى أراضى الآخرين طوال حياته.
بدأت بوادر موهبته الشعرية بالتفتح فنشر قصيدة بعنوان "غادة يافا" فى مجلة الآداب البيروتية، بعدها قام الماغوط بخدمته العسكرية فى الجيش، حيث كانت أوائل قصائده النثرية قصيدة "لاجئة بين الرمال" التى نُشِرَت فى مجلة الجندى وكان ينشر فيها أدونيس وخالدة سعيد وسليمان عواد، ونشرت بتاريخ 1 أيار 1951.
كان اغتيال عدنان المالكى فى 22 أبريل 1955 نقطة تحول فى حياة الماغوط حيث اتُهِمَ الحزب القومى السورى باغتياله فى ذلك الوقت، ولوحق أعضاء الحزب، وتم اعتقال الكثيرين منهم، وكان الماغوط ضمنهم، وحُبس الماغوط فى سجن المزة، و خلف القضبان بدأت حياة الماغوط الأدبية الحقيقية، تعرف أثناء سجنه على الشاعر أدونيس الذى كان فى الزنزانة المجاورة. خلال فترة الوحدة بين سورية ومصر كان الماغوط مطلوباً فى دمشق، فقرر الهرب إلى بيروت فى أواخر الخمسينات، و دخول لبنان بطريقة غير شرعية سيراً على الأقدام، و هناك انضمّ الماغوط إلى جماعة مجلة "شعر" حيث تعرف على الشاعر يوسف الخال.
ومن نصوص كتابه سأخون وطنى نقرأ..
إذا ما أقدمت على الانتحار قريباً فما هذا إلا لكى ترتفع روحى المعنوية إلى السماء.
****
ما الفائدة من الاسم إذا كان صحيحا... والوطن نفسه معتلاً
******
بلد لا يوجد فيه مشاكل .. هو بلد لا استطيع العيش فيه
***
مشكلتى فى هذا الوطن أننى أحترم كل شىء فيه حتى قمامته، بدليل وأنا عائد فى آخر الليل سقط على كيس قمامة، فلم أحتج، ولم أنفضها حتى عن ثيابى، ولأننى من طريقة سقوطها على، عرفت أنها زبالة مدعومة!
****
أرغب بأن أعلن أن لا شروط لنا أبداً على تحقيق الوحدة العربية باستثناء شرط واحد هو أننا لا نريدها
****
الإذاعة: نؤكد مراراً وتكراراً أمام العالم أجمع أنه: لا صلح .. لا اعتراف .. لا مفاوضات
المستمع: لا تذكبى إنى رأيتكما معاً
****
من كثرة الطرق التى أصبحت تؤدى إلى قضية فلسطين، صارت القضية فى حاجة إلى إدارة مرور تنظم حركة السير إليها
*****
ما أذرب ألسنتنا فى اطلاق الشعارات .. وما أرشق أيدينا فى التصفيق لها، وما أعظم جلدنا فى انتظار ثمارها
*****
إذا بقيت مفاهيم النضال العربى كما هى الآن فإن الشكل النهائى لخريطته وخريطة الوطن العربى نفسه لن يكون فى المستقبل إلا كشكل الخنفس بعد أن يقول له حلاق السجن "نعيماً" وتصبح على ألف خير
*****
جربوا الحرية يوماً واحداً لتروا كم هى شعوبكم كبيرة، وكم هى إسرائيل صغيرة.
****
إذا لم نستطع تدريب إنسان عربى واحد على صعود الباص من الخلف والنزول من الأمام، فكيف نبغى تدريبه على الثورة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة