تزامناً مع الزيارة الحالية التى يقوم بها الرئيس الروسى للقاهرة فوجئت بسيل من المقالات والإعلانات الصحفية، والحوارات التليفزيونية التى تناشده بإلحاح، وتتوقع فى نفس الوقت أن يصرح خلال الزيارة بموافقة الجانب الروسى على استئناف حركة السياحة الرسمية الروسية إلى مصر مرة أخرى عقب توقفها لمدة عامين.
وفى الحقيقة لم أسعد على الإطلاق بأسلوب هذا العزف الجماعى من المناشدات، لأنه يجرح بشدة كرامتنا الوطنية، فالجميع يعلم أنه بعد تدبير حادث سقوط الطائرة الروسية فى شهر أكتوبر 2015 قامت مصر «وبشهادة الجانب الروسى نفسه» بجميع الإجراءات والتجهيزات التى تضمن بها سلامة سائحيها من جميع الجنسيات، وهو ما كلفها مبالغ مالية كبيرة دفعتها عن طيب خاطر، على الرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة التى تمر بها، إذاً فقد أدت مصر ما عليها من واجبات فى هذا الشأن، والكرة الآن فى ملعب الجانب الروسى دون الحاجة إلى أى مناشدات، مصر العظيمة يا سادة التى تقاتل الآن منفردة بمنتهى الإصرار والعزة والشرف على عشرات الجبهات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية لا يمكن أن يضيرها أبداً تلكؤ أو مماطلة أى دولة فى اتخاذ أى قرار يخص التعاون الثنائى بين الدولتين، خاصة أن ألف باء سياسة أن لكل دولة مطلق الحرية فى أن تتخذ القرار الذى ترى أنه يحقق مصالحها فى الوقت الذى تراه صحيحاً.. أرجوكم حافظوا على الكرامة الوطنية، لأنها التاج الأبقى والأهم.
