لم يكن وعد الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل من قبل الإدارة الأمريكية منذ عام 1995 وحتى قرار ترامب الأهوج الأول من نوعه ولن يكون الأخير.
فكما نعلم أن لليهود خططًا طويلة الأجل يعملون عليها منذ فجر التاريخ وحتى الآن دون توقف.
فقد سبق إعلان تأسيس الحركة الصهيونية على يد (تيودور هرتزل) فى مؤتمر بال بسويسرا عام 1897م بعشرات السنين عمليات غير متوقفة من الإعداد والترتيب، ففى تلك الآونة ظهرت جماعة من الفلسطينيين تُعرف بجماعة (الكف الأسود)، والتى كانت مهمتها قتل كل العائلات الفلسطينية التى تبيع أراضيها لليهود !
حيث كانت بدايات الخطة الصهيونية آنذاك هى شراء أكبر عدد من الدونامات (وحدة قياس الأراضى فى ذلك التوقيت) من أراضى فلسطين تمهيداً لإقامة الدولة اليهودية.
ثم جاء بعد ذلك وعد (بلفور) الذى استخلصه اليهود من الإنجليز بطرقهم المعتادة، والذى يعدهم بإقامة وطن قومى لليهود على أرض فلسطين.
وبعد أن تم تنفيذ وعد بلفور، وبالفعل تم إعلان قيام دولة إسرائيل عام 1948م، ومنذ ذلك التاريخ وحتى الآن لم تتوقف النزاعات ولا الانتهاكات اليهودية للشعب الفلسطينى إلى جانب عدد من دول الجوار، كما لم يتوقف سقف طموحات الصهاينة عند هذا الحد ولكنهم ماضين فى تنفيذ خطتهم طويلة المدى بالسيطرة على جزء يليه جزء آخر من الأراضى الفلسطينية طمعاً فى إزاحة شعب فلسطين بالكامل وطرده من موطنه وأرضه.
وكما نعلم أيضاً: أن لليهود حلماً يسعون إلى تحقيقه طال الزمان أو قصر، بتوسعة حدود الدولة اليهودية لتمتد من النيل للفرات !
وبما أن تحقيق هذا الحلم ليس بالأمر اليسير، فقد اعتبر اليهود السيطرة الكاملة على أرض فلسطين هى أولى مراحل الخطة، فما لا يدرك كله لا يترك كله سعياً وراء اكتمال الحلم وتحقيق الهدف الذى كان وعد أمريكا بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل ثالث مراحله فى إطار الخطة المرسومة منذ مئات السنوات !
ولكن أعزائى دول العرب : لا يغركم ويثبط من عزائمكم تأجيل نفاذ الوعد الأمريكى بقدس يهودية إسرائيلية إلى أجل غير مسمى كما سمعنا، فلعلكم أدركتم أن اليهود كما عهدناهم لا يدخرون جهداً ولا يضيعون وقتاً فى سبيل تحقيق الهدف، وإعلان التأجيل الأمريكى للوعد ما هو إلا عملية تسكين وتخدير مؤقت لثورة غضب المجتمع الدولى وتحديداً العربى تجاه هذا القرار.
وما أن هدأت الضجة وانشغل كلٌ منا كدول عربية فى مشاكله الكثيرة وشأنه الداخلى الذى كما نعلم ليس على ما يرام، عاودت الدولة الصهيونية عملها من جديد فى صمتها المعهود إلى حين تنفيذ الوعد الثالث فى غفلة من الزمن لنصحو جميعاً بين ليلة وضحاها على خبر إعلان القدس عاصمة لإسرائيل !
نهاية: فعليكم جميعاً يا دول العرب الاتحاد الذى لا بديل عنه لتصبحوا قوة واحدة قادرة على دحر المخطط اليهودى بدولة تمتد حدودها من النيل للفرات، أى أن كلٍ منكم دون شك سيناله جانب وبند من بنود الخطة عاجلاً أم آجلاً.
ولن يوقف هذا الزحف والتوسع إلا الوحدة وقهر الإرهاب الذى هو ضمن آليات تنفيذ الخطة الصهيو أمريكية لتشتيت وتدمير المنطقة لتخلو أمام اليهود فتلتهمها لقمة سائغة !
فتحسبوا من الآن لوعود اليهود التى لن تتوقف وأعدوا العدة للوعد القادم وأنتم قوة لا يستهان بها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة