"بنصف جسد زاحفا على يديه وقف يواجه قوات الإحتلال الإسرائيلى شرق مدينة غزة، موجها رسالة للمحتل بأن القدس عاصمة دولة فلسطين، ومعبرا عن رفضه للقرار الأمريكى"، فلم تمنعه إعاقته وبتر ساقيه عن تلبية نداء القدس.
صورة للشاب الفلسطينى
"إبراهيم أبو ثريا" شاب فلسطينى يبلغ من العمر 29 عاما تحدى قوات الاحتلال على خطوط التماس رافعا بيده راية علم فلسطين، وعلى الرغم من بتر ساقيه إلا أن القناص الإسرائيلى لم يرحم جسده المبتور ووجه له طلقة غادرة اخترقت رأسه فى أحدث جريمة ضد الإنسانية ارتكبها الإحتلال الإسرائيلى.
بدأت قصة كفاح ونضال الشاب الفلسطينى عقب استهدافه بواسطة طائرة بدون طيار إسرائيلية أودت بحياة 7 من رفاقه وأدت لبتر قدميه، صمد الشاب الفلسطينى وواجه إعاقته بالكفاح ضد الإحتلال ولم يترك أى دعوات لمواجهة الإحتلال إلا وخرج.
صورة لإبراهيم أبو ثريا
عانى الفتى الشاب على مدار السنوات الأربع الماضية بسبب الظروف المعيشية الصعبة التى تعيشها قطاع غزة منذ الحرب الإسرائيلية الأخيرة على القطاع، ولم تمنعه إعاقته من العمل لتوفير قوت يومه له ولأسرته عبر تنظيف السيارات بأبسط الإمكانيات.
يصل "إبراهيم" إلى منزله المكون من حجرة واحدة ويأخذ قسطا من الراحة على الأرض التى طالما انتفض لحمايتها من التهويد والاحتلال، ويحرص على المشاركة فى الاحتجاجات الشعبية التى تدعو لها الفصائل عبر كرسيه المتحرك الذى يسهل عليه الحركة.
الشاب الفلسطينى أثناء صعوده لوضع العلم
فى مشهد اليوم تخلى الشهيد "إبراهيم أبو ثريا" عن كرسيه المتحرك الذى بات أعظم من كراسى القادة والزعماء المتخاذلين فى دعم القضية الفلسطينية والانتفاض من أجل القدس، موجها لطمة لكل من يزايد على الشباب الفلسطينى ودوره فى الدفاع عن الأرض والعرض.
"عاش عظيما ومات شهيدا بطلا" عبارة رددها أبناء قطاع غزة عبر مواقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" عقب إعلان وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد "إبراهيم أبو ثريا"، بسبب قنص جندى إسرائيلى له برصاصة استقرت فى رأسه وأودت بحياته على الفور، فى مشهد يؤكد أن متحدوا الاعاقة لم يسلموا من الإرهاب الصهيونى الذى تمارسه إسرائيل بحق أبناء الشعب الفلسطينى.
إبراهيم أبو ثريا
ونشر الصحفى مثنى النجار، مقطع فيديو للشهيد إبراهيم أبو ثريا قبيل استشهاده بلحظات، ويظهر المقطع حث أبو ثريا للمتظاهرين على المشاركة فى الاحتجاجات والتأكيد على رفض الإحتلال الإسرائيلى للأراضى الفلسطينى، ويكشف عن سبب مشاركته وهو إيصال رسالة لجنود الإحتلال الإسرائيلى بأن الشعب الفلسطينى رافض لقرار ترامب ويتمسك بالقدس عاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة.
وقال الشهيد إبراهيم أبو ثريا في مقطع الفيديو، "هذه الأرض أرضنا، ومش رح نستسلم"، وأضاف فى الفيديو "لن نستسلم لقرار الرئيس الأمريكى وسنواصل الاحتجاج على الحدود".
وأطلقت قناصة جنود الاحتلال الإسرائيلى النار على الشهيد إبراهيم أبو ثريا، وهو يحاول غرس العلم الفلسطيني على السياج الفاصل، شرق الشجاعية فى قطاع غزة.
أبو ثريا الشاب الفلسطينى الذى استشهد
ووفق شهود عيان، فإن الشهيد "أبو ثريا" لم يكن يكترث لقدميه المبتورتين، بل كان يواصل الذهاب بشكل يومى للحدود الشرقية لحي الشجاعية شرق مدينة غزة نصرة لمدينة القدس، موضحين أن الشهيد تلقى طلقًا ناريًا فى رأسه بشكل مباشر، أثناء المواجهات على الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة.
قصة الكفاح والنضال التى سطرها الشهيد إبراهيم أبو ثريا تؤكد صمود الشعب الفلسطينى بوجه المحتل الإسرائيلى، كشفت مدى الإرهاب الذى يمارسه المحتل الغاشم بحق متحدى الإعاقة وعدم اكتراثه بحقوق الإنسان وحقوق ذوى الإحتياجات الخاصة.
أبو ثريا
مشهد قنص الشاب الفلسطينى بمثابة لطمة على وجوه المنظمات الدولية والحقوقية التى تدعى دفاعها عن حقوق الإنسان وعن حقوق متحدى الإعاقة، وأثبتت بما لا يدع مجال للشك أن هذه المنظمات مسيسة ولا تقوم بالأدوار الواجب تفعيلها لحماية المدنيين العزل ولا سيما متحدى الإعاقة من الاستهداف بالرصاص الحى.