لن نقول لـ2017، كما قالت الشاعرة العراقية الكبيرة «نازك الملائكة»، لأحد الأعوام الصعبة «ودَّعناه.. وحمدنا ظله حين توارى.. دون رجعة»، ولكن نقول لـ2018، رفقاً بنا.. لا تغدر ولا تخدع ولا تنقلب، كفانا أوجاع الأعوام الماضية.. كن رحيماً بدول وشعوب المنطقة، واكتب لمصر السلامة والسلام، لتستكمل مشوارها العظيم، بعد سنوات التعب والمعاناة.
استبشروا خيراً، ولو تركنا أهل الشر فى حالنا، ففى غضون سنوات فلن تتجاوز أصابع اليد الواحدة فسوف يهب المارد المصرى من كبوته، عملاقاً كبيراً بين الدول، لا تمد يدها لأحد، ولا يسخر من فقرها شقيق أو صديق، دولة نتباهى أننا من أبنائها، وتصل للمكانة التى تستحقها، بعد أن أتعبتها الأزمات، وأثقلتها التحديات، ولكن الله كان رفيقاً بها، وأنقذها من مصير مؤلم، أرادوه لها.
مصر تبنى نفسها، وعلى كل شبر من أرضها تنمو مشروعات كبرى، سوف تؤتى ثمارها بعد سنوات قليلة.. لا تعتمد على المسكنات والحلول الوقتية، وإنما الإصلاحات الشاملة.. والأمثلة والنماذج كثيرة، فبعد أيام يبدأ العمل فى أكبر مزرعة حيوانية فى تاريخها، لتوفير الطعام لملايين المصريين، قوامها مليون رأس، وبالقرب منها المزارع السمكية العملاقة، التى تحولت إلى مدن كبيرة لإنتاج الأسماك وتصنيعها، فالغذاء أمن قومى، والدولة التى تستورد غذائها، تُعرِّض نفسها لمخاطر كبيرة.
أهملنا الزراعة، وصارت مصر التى قال عنها المستعمر «بلد زراعى» تستورد معظم طعامها، ويا ليتها ظلت بلداً زراعياً ولم تضرب ثروتها الهائلة، وتشهد أرضها هذه الأيام ثورة استصلاح كبيرة.. وإنشاء صوبات زراعية بعشرات الآلاف، بجانب اقتحام مشكلة القمح، والتخطيط للوصول إلى أكبر قدر من الاكتفاء الذاتى، لتحقيق معجزة سد فجوة الرغيف، بالاعتماد على النفس.
2018، عام جنى الثمار وحصد العرق والجهد والتعب، وفى بداياته بشائر إنتاج الغاز الطبيعى، واستكمال الثورة الإنشائية التى تزيح عن وجه الوطن بقع العشوائيات السوداء، بجانب المجتمعات العمرانية الجديدة، التى تستقطب عشرات الآلاف من المواطنين، وتوفر لهم حياة آدمية، بعيداً عن العشش والصقيع والبرد، فمصر اختنقت من الزحام، وليس أمامها طريق سوى اقتحام الصحراء، وتحويلها إلى مدن ومزارع ومصانع.
مصر تمضى من مرحلة تثبيت أركان الدولة، فى فترة حكم الرئيس الأولى، إلى بناء الدولة الحديثة فى فترة حكمه الثانية، دولة تصون شعبها وتوفر له احتياجات الحياة الأساسية، وتعوضه خيراً عن الصبر والمعاناة، وتحمل فاتورة الإصلاحات الاقتصادية التى يجب أن تنعكس على أحواله المعيشية، وتوفر لها فرصاً أفضل فى الحياة.
عدد الردود 0
بواسطة:
صفوت
قرأت مع عظيم الاهتمام مقالتكم ، ولكن : نحن نسخر من أنفسنا!
صدق أو لاتصدق : وزارات حكومية تقوم الآن بتشغيل شباب المؤهلات العليا باليومية ، وبدون تأمينات اجتماعية ؛ ميش معقوووول !
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
يارب ..
يارب ..
عدد الردود 0
بواسطة:
اشرف سلامة
ليست جنى الثمار ، بل رعايتها وهى تنضج امام اعيننا
من المفيد فعلا بث روح التفاؤل فىى قلوب شعب يجاهد من اجل بناء دولة حديثة ، ولكن يجب ان نتعلم و نتطلع الى من سبقونا فى هذا المضمار ، الدول القوية - خاصة من الجهة الإقتصادية - لا يكتمل بنائها فى يوم وليلة ، او فى السنة التالية ، العديد من الدول الناهضة (النمور الاسيوية على سبيل المثال) استغرقت مايقرب من عشر سنوات لتأكيد وقوفها على ارض ثابتة ، وتحملت شعوبها الصبر والجهد والعرق طوال هذه السنوات ، ومنهم اجيال توفوا وهم مقتنعون ان الخير سيكون لأولادهم واحفادهم من بعدهم، ومصر بإذن الله سوف تصل الى هذه المكانة لو اتحدت كل قوى شعبها الطيب من اجل البناء ، والاهم : بعد بتر قوى التدمير والتخريب ودفن آخر نفس منهم تحت الارض لأن العواطف "الرقيقة" فى التعامل معهم لن تبنى الوطن