جريمة إنسانية جديدة تضاف إلى سجل إسرائيل الحافل بالجرائم البشعة بحق الشعب الفلسطينى الأعزل، بعد اغتيال الشاب القعيد إبراهيم أبو ثريا، فالآلة العسكرية الإسرائيلية التى لا تعرف سوى القتل والدمار أصبحت لا ترحم الأطفال والشيوخ ولا حتى أصحاب ذوى الاحتياجات الخاصة حيث تستهدفهم برصاصات الغدر والخيانة إما فى ظلمة الليل أو قنصهم بدم بارد.
ومنذ اغتيال الشهيد أحمد ياسين الزعيم الروحى لحركة حماس عام 2004، وحتى اغتيال الشهيد القعيد إبراهيم أبو ثريا الذى فقد ساقية بصاروخ أطلقته مدفاعية قوات الاحتلال فى حرب غزة من عام 2008، ومن قبلهم اغتيال الشهيد محمد الدرة عام 2000، وقوات الاحتلال تعتبر هذه الجرائم التى تخالف المواثيق الدولية انتصارات لها، فى حين يتغافل المجتمع الدولى هذه الجرائم.
وقبل 12 عاما اغتالت إسرائيل الشيخ أحمد ياسين، مؤسس حركة "حماس"، عن طريق قصفه بثلاثة صواريخ، أطلقتها مقاتلات جوية، عقب تأديته صلاة الفجر بالقرب من منزله شرق مدينة غزة.
وأسس الشيخ ياسين، فى قطاع غزة 1987، تنظيما لمقاومة الاحتلال الإسرائيلى أطلقوا عليه اسم حركة حماس، وانتشر نفوذ الحركة بشكل كبير، بعد انخراطها القوى فى مقاومة الاحتلال الإسرائيلى للضفة الغربية وقطاع غزة.
وولد الشيخ ياسين فى 28 يونيو عام 1936، فى قرية الجورة، الواقعة جنوب فلسطين التاريخية، وعقب الإعلان عن دولة إسرائيل عام 1948، وتهجير الفلسطينيين من أراضيهم لجأ ياسين مع أسرته إلى قطاع غزة.
وتعرض ياسين في شبابه، لحادثة كسر فى فقرات العنق، أثناء ممارسته الرياضة، أدت إلى إصابته بشلل فى أطرافه، وعمل مدرسا للغة العربية والتربية الإسلامية، فى مدارس غزة، وأصبح فيما بعد من خطباء المساجد المشهورين فى القطاع.
واعتقلته قوات الاحتلال الإسرائيلى عام 1983 بتهمة حيازة أسلحة، وتشكيل تنظيم عسكرى والتحريض على إزالة إسرائيل من الوجود، وصدر بحقه حكم بالسجن 13 عاما.
وقبل اغتيال الشيخ "ياسين" وبالتحديد عام 2000 استشهد الطفل محمد الدرة بين أحضان والده جمال فى تبادل لإطلاق النار بين قوات الاحتلال وفصائل المقاومة خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية بعدما قام رئيس الوزراء الإسرائيلى الأسبق أرائيل شارون بزيارته المشئومة للمسجد الأقصى، حيث أطلقت قوات الاحتلال بدم بارد عدة رصاصات على الطفل الذى لم يبلغ 12 عاما فاستشهد على الفور.
ويوم الجمعة الماضية اغتالت أيادى الاحتلال الغاشمة الشاب القعيد إبراهيم أبو ثريا البالغ من العمر 29 عاما، حيث أطلق قناص من جنود قوات الاحتلال رصاصة أصابت رأس "أبو ثريا" وهو يهتف ضد قوات الاحتلال فى جمعة الغضب الثانية من إعلان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب المشئوم القدس عاصمة لإسرائيل وأدت إلى موجة من الاحتجاجات والغضب فى أنحاء الأراضى المحتلة.