محمود سعد الدين

تكريم الفريق محمود حجازى

الثلاثاء، 19 ديسمبر 2017 06:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تنظيم القوات المسلحة حفل لتكريم الفريق محمود حجازى، رئيس الأركان السابق، لا يجب أن ينظر إليه باعتباره حفلا بروتوكوليا بقدر ما ينظر إليه كحفل لإعادة تقدير الرموز الوطنية التى خدمت البلاد فى فترات صعبة، وخطوة من القوات المسلحة لتثبيت صورتها الذهنية لدى الجميع أنها تحترم جنودها، الصغير والكبير، باختلاف الأدوار.
 
ولكن دعونا نحلل بهدوء.. لماذا حفل تكريم الفريق محمود حجازى الآن؟ وما الرسائل المراد توصيلها؟
 
المعروف أن الفريق محمود حجازى أحد أهم قادة القوات المسلحة بعد ثورة يناير، لعب دورا بارزا وقت أن كان رئيس التنظيم والإدارة بالقوات المسلحة، وتصادف أن جمعت بينه وبين عدد كبير من مثقفى وإعلاميى مصر جلسات كثيرة تناقشوا فيها حول ظروف البلاد، والمخاطر المحتملة، وكيفية مواجهتها، ودائما ما كان يشهد له الجميع بالكفاءة وحسن الإنصات والإدراك الواعى، وسرعة إيجاد حلول للمشاكل المختلفة، وبعد يونيو كان دوره الأكبر كرئيس أركان القوات المسلحة ساهم فى حفظ الأمن بالبلاد ومثل مصر فى عدد من المحافل الدولية، وحقق نجاحا ملحوظا فى الملف الليبى بعد لقاءات مختلف مع كل أطراف القضية الليبية. 
 
كل هذه الأسباب كانت دافعا رئيسيا ألا يكون خروج الفريق محمود حجازى من القوات المسلحة خروجا عاديا ضمن حركة تغيير مناصب طبيعية تتم من وقت لآخر بالقوات المسلحة، وكان لابد من هذا التكريم الذى جاء فى وقت مناسب، تكريما يليق برجل خدم الدولة المصرية فى أكثر من موقع، وتكريما يثبت أن القوات المسلحة المصرية تحترم قياداتها وتصونهم وتقدرهم، والرسالة الأهم أن أى عضو بالقوات المسلحة ينصت إلى تعليمات القائد وينفذها، إيمانا بأن أى موقع يتركه وأى موقع جديد يرشح إليه هو مهمة وطنية جديدة فى خدمة مصر.
 
وما أسعدنى فى حفل تكريم القوات المسلحة للفريق حجازى هو حضور عدد كبير من قيادات القوات المسلحة، جميعهم حضروا للمشاركة فى التكريم ولإثبات واقع أن الجميع الكبير والصغير فى خدمة مصر عبر أى موقع.
 
الأمر المؤكد أن الرئيس السيسى نفسه يدرك جيدا حكمة وخبرة ورجاحة عقل الفريق حجازى، ولهذا اختاره مستشارا لرئيس الجمهورية ومنحه وسام الجمهورية من الطبقة الأولى.
 
تحية تقدير للفريق حجازى على خدمات جليلة قدمها للوطن، وتحية تقدير لقواتنا المسلحة على هذا المسلك الطيب الذى يزيدنا كشعب إيمانا وثقة بها. 
وأتمنى من كل مؤسسات الدولة الأخرى أن تحذو حذو القوات المسلحة، وأن تكرم رموزها وتعلى من شأنهم، لأننا وللأسف الشديد عقب ثورة يناير لا يمر يوم إلا ونكسر فيه رمزا وطنيا بقصد أو دون قصد.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة