عند دخول فصل الشتاء تتوقف عملية صناعة الفخار، فهو بمثابة العدو للعاملين فى تلك المهنة الصعبة فى مصدر رزقهم الوحيد يتوقف بالكامل باستثناء بعض المنتجات التى تحرك حياتهم ومصدر رزقهم الخاصة وهى أيضا منتجات فخارية لكن خاصة بفصل الشتاء ويلجأ إلى شرائها الأهالى فى صعيد مصر وهى "قواديس الحمام وأوقدة التدفئة وعبارة المزارعين" وهى تباع فى فصل الشتاء فقط ويتم تصنيعها ولاتعتمد على ارتفاع درجة الحرارة مثل الفخار العادى.
يمثل فصل الصيف أهمية كبيرة فى عملية تصنيع الفخار، فى عملية التصنيع تطلب مكان ترتفع فيه درجة حرارة الجو وهى من أقدم الحرف اليدويّة التى تعلمها الإنسان، وتعتمد صناعة الفخار على أحجار يتم جلبها من الجبال ؛ حيث يتم تحوّيلها إلى طين ممرن يصنع منع الأوانى والقلل والعلاوى الفخارية التى تباع فى جميع أنحاء مصر وهناك من أستخدم صناعة الخزف فى الفن وعمل تماثيل لشخصيات عامة فى تشكيل أعمال فخارية وخزفية.
ارتفاع رجة الحرارة عامل كبير فى تلك الصناعة حيث يتم جلب الأحجار من الجبال بعد تكسيره، ويتم وضعه فى حفرة كبيرة ويتولى عملية تخميره حتى يصبح مرنا، بعد دهسه بواسطة الأبقار والجاموس، حتى تأتى مرحلة التشكيل داخل معمل التصنيع ثم نقله ووضعه فى الشمس الحارقة، حتى تجف منه المياه، ويتم وضعه فى المحرقة حتى يصبح مادة صلبة وهى المرحلة الأخيرة فى صناعة الفخار، ومع دخول فصل الشتاء تتوقف عملية الصنيع فهو بمثابة أشهر العداء وانخفاض مصدر الرزق وفق رواية العاملين فيه.
محمد عبد المولى ياسين، 70 سنة من أهالى قرية الطويرات بمحافظة قنا، ومن أقدم العاملين فى صناعة الفخار يقول أنا أمتلك 3 أولاد جميعهم يعملون فى صناعة الفخار وهى مصدر رزقنا الوحيد، وأن العمل فى تلك المهنة يتوقف منذ بدية شهر أكتوبر حتى شهر يناير، وخلال تلك الفترة تتحول قبلة العاملين فى صناعة الفخار إلى الجبال فهم يعملون فى مهنة "الفاعل" وهى أعمال تكسير الأحجار التى يتم جلبها من الجبال بواسطة "جمال"، ووضعها فى جرار وتستمر عملية التكسير خلال تلك الشهور التى تتوقف فيها عملية التصنيع حتى دخول فصل الصيف وهو أوقات تجهيز الطلبات للأسواق المصرية.
وأضاف قائلا: "الأشخاص كبار السن لا يذهبون للجبال والعمل فى تكسير "الطمى" ونقوم بتصنيع منتجات تستخدم فى فصل الشتاء، وهى تساعدنا فى مصدر أكل العيش حتى يأتى مواعيد صناعة الفخار، والمنتجات التى نقوم بتصنيعها فى فصل الشتاء فقط هى منتجات تصنع وفق الطلب مثل "القواديس" وهى عبارة عن شىء من الفخار مفتوح فتحة صغرة من الأسفل حتى يخرج منها الهواء، وفتحة كبيرة، وهى مخصصة للحمام حتى يجد بيت يضع بيضه فيه، ويستخدمها الأشخاص المقبلون على بناء أبراج حمام، ويتم تصنيعها فى أى وقت فهى لا تحتاج إلى شمس مثل "البلاص" العادى، وبنسميه شغل وقف الحال".
وعلى الرغم من تضاؤل أسعار منتجات الشتاء لكن العاملين يواصلون عملهم حتى يجدون أشياء تساعدهم على مصاعب الحياة اليومية، خاصة أن أسعار منتجات الشتاء تتراوح من 3 إلى 50 جنيها، وهى أسعار قليلة لا تعطى حق وقيمة المجهود المبذول فى عملية التصنيع وفق تأكيدات "الصنايعية" فى مهنة الفخار الشتوى، وهناك منتج ""الوقادة" وهى عبارة عن زهرية كبيرة صغيرة من أسفل ككبيرة من فوق وهى تستخدم فى التدفئة حيث يتم وضع الاخشاب والفحم لمساعدة الأهالى فى البيوت على التدفئة خاصة فى فصل الشتاء ويطلقون عليها "دفاية الفخار".
محمود أحمد عامل فى صناعة الفخار أكد أن المنتجات الشتوية أغلبها مفتوحة من الجانبين لكن "البلاص" مغلقة وتحتاج إلى شمس حارقة وهناك منتجات شتوية مثل الأطباق التى يتم تناول الطعام فيها، وهناك منتج عبارة المياه وتستخدم فى جداول الأراضى الزراعية وهى تساعد المزارع ففى وصول المياه إلى قطعى الأرض عن طريق شق قناة قى جدول المياه، وأغلب الطلب على تلك المنتجات ضعيف والمعامل التى تصنع الفخار تتوقف ففى هذه الشهور حتى تنشط عملية التصنيع فى فصل الصيف بالكامل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة