الانبا ارميا

"استقبله بـ ..."

الجمعة، 22 ديسمبر 2017 11:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يستعد العالم لاستقبال عام جديد فى غُضون الأيام القليلة القادمة، فبعضٌ يستعد بالهدايا لأفراد الأسرة والأصدقاء، وبعضٌ يخطط لكيفية الاحتفال بعام جديد. ولٰكن: ماذا عن العام الجديد فى أعماقنا وأنفسنا، فى أفكارنا وحياتنا؟! هل نحن نستعد بالفعل لاستقبال العام الجديد بأسلوب جديد؟! وأظننى أسمع ذٰلك التساؤل: وما هو ذٰلك الجديد الذى تتحدث عنه، وهٰذا عام يمضى كسابقه، وذاك عام يأتى وسوف يمضى كأعوام حياتنا؟!! وكما كتب أحدهم: "عام مضى يحمل معه أذيال الخيبة"!! ولٰكنى أتساءل: مسؤولية مَن أن تمضى الأعوام متشابهة بلا هدف أو معنى؟! لذٰلك، إن كان الله قد وهب لك عامًا جديدًا، فلا تدَعه يماثل فى أيامه ولحظاته تلك الخطوات الرتيبة التى طالما عشتها سنوات عمرك، بل اجعل منه انطلاقة جديدة نحو تلك الحياة التى طالما حلَمتَ بها وراودت خيالك؛ لتكُن خُطوة جديدة نحو الله والخير، نحو أحلامك وآمالك، نحو عائلتك البشرية.

استقبل العام الجديد بفكر إيجابى جديد يكون دافعًا لك فى ارتياد الطريق نحو النجاح فى جوانب حياتك المتعددة:

·       استقبله بالتوبة عن الأخطاء التى صنعتها فى الأعوام الماضية؛ لا إنسان لا يخطئ، ولٰكن يوجد إنسان قوى يدرك أخطاءه ويقوم بتصويبها، وآخر ضعيف لا يقوى على الاعتراف بها فيُقنع نفسه بعدم وجودها وهٰكذا تظل حياته تحمل سمات تلك الأخطاء بل تزداد عمقًا وتملكًا منه. قدِّم توبة عن أى سلوك لا يليق بالإنسانية التى وُضعت فيك فغلَّبتَ القسوة على الرحمة، والشر على الخير، فى مواقف الحياة. أيضًا فلتقدِّم توبة عن الخير الذى كان يمكنك أن تساعد به إنسانًا وتوانَيت. وهٰكذا تكون أولى خطوات العام الجديد إيجابية نحو الله والخير.

·       استقبله بزرع أزهار الحياة من المحبة والسلام وذٰلك من خلال الانفتاح على الآخرين وقَبول من يختلف عنك على المستوى الإنسانيّ، فليس المطلوب منا أن نؤمن بفكر الآخرين أو اتباع عقيدتهم، وإنما أن نتعلم كيف نعيش معًا فى وطن واحد يضم أحلامنا وآمالنا وأعمالنا وحينئذ يكون أجمل الأوطان وأرقاها.

·       استقبله بأهداف إيجابية تَزيد من سعادتك وسعادة البشر وتنشر الخير فى الأرض، ولْيصحَب تلك الأهداف عمل جاد لتحقيقها بما تحتوى من أحلام وآمال، مدركًا ما وُهب لك من الوقت كى تستثمره فى كل ما هو إيجابيّ.

·       استقبله باستبعاد أفكار اليأس والإحباط التى لن تقدم لك سوى صورة مشوهة لمعنى الحياة، ولن تكون سوى أدوات هدم لما تبقى لك من أيام، طالت أو قصرت.

       لنتعلم جميعًا أن ما يمكننا أن نقدمه فى الحياة كثير شريطة الجهد والعمل، وأن نتقوى ونكون أكثر صلابة أمام العوائق والمشكلات فنجتازها بمعونة من الله؛ وهنا أود أن أقدم لك نموذجًا لتخطى اليأس بالعمل مهما طال الزمن فللحديث بقية ...

*الأُسقف العام رئيس المركز الثقافى القبطى الأُرثوذكسى .

   







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة