بالتأكيد، فلول الإرهابيين الذين يرفعون الرايات السوداء ويقتلون المصلين فى المساجد ويطلقون النار على سائقى الشاحنات وعمال المصانع، ليسوا إلا واجهة تخفى العدو الحقيقى، الذى يحاربنا فى سيناء، كما أن هدف هذا العدو الذى يحاول أن يكون خفيا، مكشوف وواضح مثلما هو نفسه مكشوف وواضح.
مشروعات التنمية والتعمير فى سيناء لن تتوقف، وكلما حاول الإرهابيون ومن وراءهم أن يضعوا أقدامهم فى منطقة ويثيروا الرعب فى نفوس أهلها، سنواجههم بأمرين، الأول القوة المفرطة الساحقة، والثانى التنمية الشاملة، ولعلنا لاحظنا التحرك الحكومى المكثف خلال الفترة التى أعقبت حادث الروضة وتعديل خطط التنمية لتحتل منطقة بئر العبد الصدارة، وبعد افتتاح المزارع السمكية بوسط سيناء والإعلان عن مشروعات صناعية جديدة مشتركة بين القطاعين الحكومى والخاص، تم الإعلان عن إقامة مدينة إنتاجية متكاملة بمحيط بئر العبد بتكلفة تصل إلى مائة مليار جنيه..
والرسالة التى أعلنها الرئيس السيسى أثناء افتتاحه الكبارى العائمة، التى تربط سيناء بمحافظات القناة «هنموت كلنا ولا حد يقرب من أرضنا» قوية وصارمة ودالة لمن يتلقفون الكلمات ويحللون دلالاتها ويرسمون خططهم على هذه الدلالات، وكذا رسالتاه الأخريان «مشروع عمرانى قومى خلال عامين والعمل سار بينا أو من غيرنا»، و«قواتنا المسلحة هتضع حد للإرهاب فى سيناء»، بما يعنى أن بلدنا انطلق نحو القضاء على الإرهاب والتنمية معا، وهى تسير بخطط مدروسة وعزيمة وخطط مدروسة تكفل لها الاستمرارية بصرف النظر عن الأشخاص الموجودين حاليا فى موقع القيادة.
وهذا المفهوم الأخير، أن بلدنا ومؤسساته مستمرة فى تنفيذ خططها ومشروعاتها وفرض سيادتها على كل حدودها، وكذا حماية أمنها القومى بدوائره المعروفة عربيا وأفريقيا وإقليميا، بصرف النظر عن الشخص الموجود فى موقع القيادة، هو مفهوم يدفع اليأس فى قلوب أعدائنا ويجعلهم يعيدون حساباتهم واحتمالات خسارتهم فى المواجهة الدائرة معنا، خاصة أننا لا نترك حقوقنا ولا ثاراتنا أبدا والأعداء يعرفون ذلك جيدا.
ومع مرور الوقت وصمود المصريين أمام محاولات دفعهم للفوضى أو الحرب الأهلية أو ثورة جياع، تكشف الدول التى تناصبنا العداء سرا عن وجهها القبيح، وتتحول إلى جبهة مفتوحة وتلعب معنا على المكشوف. فالسودان على سبيل المثال ظلت تمارس مؤامراتها ضد مصر بالتنسيق مع الدوحة وأنقرة، وكلما عاتبتها الإدارة المصرية تذرعت بملف حلايب وشلاتين، الذى تستخدمه لإذكاء التوتر بين الشعبين المصرى والسودانى وإلهاء السودانيين عن قضاياهم الداخلية المهمة ومنها الديمقراطية وملفات انفصال كردفان ودارفور والعلاقة مع جنوب السودان، وكذا ملف الحريات العامة، حتى جاءت الأزمة الأخيرة لسد النهضة، ولم تستطع حكومة البشير الاختباء وراء المواقف المتلونة واضطرت أن تختار بين الانحياز لأثيوبيا وعلاقتها التاريخية مع مصر، فاختارت الانحياز إلى أثيوبيا رغم ما قد يكلفها هذا الانحياز من خسائر باعتبارها دولة مصب مثلها مثل مصر تماما.
الأعداء الذين يراهنون على أى تغيير فجائى سواء بالفوضى أو بالمؤامرات خاسرون، لأن المصريين يعلمون جيدا كيف يلتفون وراء قادتهم المخلصين مهما صعبت الظروف، وكذا من يراهنون على أن الانتخابات المقبلة قد تأتى بقيادة جديدة على هواهم لا هوى البلد واهمون، فالمصريون فى هذه المرحلة متطلعون بشدة لبناء بلدهم وقادرون على حمايته وصد أى محاولات للتعمية أو التشويش أو التضليل باستخدام الأزمات وآثار مرحلة التحول والإصلاح الاقتصادى، وإن غدا لناظره لقريب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة