يتحسس المواطن «قفاه» كلما سمع جملة «حقوق الإنسان» تتكرر على لسان مسؤول حكومى أو ناشط حقوقى، وفى الآونة الأخيرة أصبحنا جميعا أكثر صداقة مع أقفيتنا من كثرة ما تحسسناها، لأن الحكومة قررت التوسع فى فتح مكاتب وإدارات لحقوق الإنسان بالهيئات والمؤسسات لضمان النزاهة وحسن معاملة المواطنين، وكانت من قبل قد اخترعت مكاتب خدمة المواطنين لمزيد من الديمقراطية فى تداول الرشوة، ورغم ذلك مازال الناس يكرهون مشوار «الورق الحكومى» ويعتبرونه تكفيرًا عما تقدم من الذنوب وما تأخر، وللأسف منذ أن ظهر مصطلح حقوق الإنسان فى مصر وهو يرتبط بأمرين: التمويل بلا حساب بنكى من باب التمويه، والتعسف بلا دليل قانونى تجنبًا للمساءلة، وكلاهما له محترفوه وزبانيته، ويتبقى للمواطن فى المنتصف أمنيات بسيطة كأن يلقى «قفاه» معاملة أكثر آدمية، أو أن يجد موظف خدمة المواطنين على مكتبه ولو مرة واحدة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة