أحمد منصور

"بص أمك".. يجعلنا نترحم على الزمن الجميل

الجمعة، 29 ديسمبر 2017 07:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
زمن الفن الجميل، كلمة تكررت مرارًا وتكرارًا، حتى أصبحت لسان حال جيلى والأجيال الذى سبقنى، فعندما يجمعنى لقاء مع زملاء دربى، فى جلستنا التى نحرص عليها كل عام، والتى أطلقنا عليها "قعدة العيد" لأنها تقام فى العيدين، فنتحدث ونبادل الحوار فكل منا يأخذ قسطا من الكلام، لكنه جميعه يقع تحت بند أو مسمى "الزمن الجميل"، فنتذكر أيامنا الماضية ونقول فاكرين لما كنا نجتمع فى شقة أحدنا لنستمع أغنية كذا للمطرب الفلانى ألحان الموسيقار فلان الفلانى .
 
ومن الأسماء التى نطرحها تجد نفسك ذكرت أعلاما حقيقية فى هذا المجال، أصبحت لها بصمة حقيقية فى عالم الفن ، فيتذكر أحدنا تتر مسلسل ليالى الحلمية ، وأرابيسك ، والشهد والدموع ، وجميعها لعمنا الراحل سيد حجاب ، وينتقل الحديث لصديق آخر ليذكرنا بأغنية "كل ده كان ليه"، "قالولى هان الود عليه"، "وحب إيه"، "وفكرونى" ، ونتكلم عن ذكرياتنا مع أغانى عبد الحليم حافظ ومحمد فوزى، وغيرهما من زمن الفن الجميل، ثم يتحدث الآخرون عن زمن جيل آخر لنتذكر أغانى الفنان هانى شاكر ، ومدحت صالح ، وعلى الحجار، وننتقل عبر الأجيال لنصل لأغانى كانوا  آنذاك ينتقدونها بكل حده على أنها أغانى هابطة وسريعة وليس لها معنى ، مع أنها كانت من كلمات عمالقة الشعر، وغناء فنانين كبار أصبحوا رموزًا كبيرة، مثل الفنان عمرو دياب وكاظم الساهر ومحمد فؤاد وإيهاب توفيق ومصطفى قمر وانغام ولطيفة وغيرهم الكثير والكثير.
 
وتظل الجلسة الخاصة بنا عبارة عن ذكريات وحكايات تفوح منه رائحة العبق الأصيل، الخالية من أى إيحاءات أو ابتذال، واليوم عندما قرأت الانتقادات التى تتوجه إلى كليب بعنوان "بص أمك"، مما دفعنى لسماع كلماته التى لا تحتوى على أى قيمة على الإطلاق أو معنى يستطيع أى أحد أن يخرج به بمعلومة أو جملة أو لحن أو حتى صوت حلو، ليستوقفنى هذا الحدث ويجعلنا نتذكر "قعدة العيد"، وأتساءل لماذا وقف زمننا عند هذا الحد ولم نعد نذكر أى كلمات جميلة إلا ما رحم ربى؟ وتصبح  الإجابة هى كليب "بص أمك".
 
وليس هذا الكليب الأول فقد سبقه العديد من الأغانى المبتذلة التى تحمل كلمات لا تصح أن تقال فى حوار متحضر أو حتى على وجه المداعبة، فجميعنا يتذكر كليب "عندى ظروف" الذى يوصف بكلمه واحد وهو "منحط"، ولكننا سنظل نتعرض كل يوم لهذه الظاهرة مادام هناك غياب للتذوق الفنى، وعدم الاستعانة بالكلمات لكبار الشعراء مثل جمال بخيت والراحل سيد حجاب، وأيمن بهجت قمر، وهناك الكثير من الشباب أصحاب الكلمة الحقيقة، التى تسكن الوجدان، فلماذا لا ندعم الأصوات المتميزة بكلمات اكثر تميزًا لا نخجل عندما ترن فى أذن أولادنا، فالحل هو إعادة الزمن الجميل ولكن بجيل يحمل مبادىء ومواهب حقيقية . 






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة