يوسف أيوب

حادث كنيسة مارمينا والاستعداد الشرطى والوعى الشعبى

الأحد، 31 ديسمبر 2017 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
على قدر فداحة حادث الاعتداء الإرهابى الذى استهدف أمس الأول الجمعة، كنسية مارمينا بمنطقة حلوان، والذى أسفر عن استشهاد أمين شرطة و6 مواطنين وإصابة 4 آخرين، إلا أننا أمام حالة تستحق أن نقف أمامها طويلاً، وهو التعامل السريع واليقظة من جانب رجال الشرطة المكلفين بحراسة الكنيسة، وأيضاً التجاوب السريع من الإهالى الذين لم يقفوا متفرجين، بل شاركوا فى ملاحقة الإرهابى، كل بما يستطيع، فقد رأينا فى الفيديوهات المنتشرة عن الحادث من يلقى على الإرهابى أشياء صلبة من شرفات الشقق، ومن يساعد الأمناء الموجودين فى تحديد تحرك الإرهابى، وهو ما يؤكد أن التكاتف بين المواطنين والشرطة هو أول الطريق للقضاء على الإرهاب.
 
لم يهاب الأهالى الإرهابى وهو يسير فى الشارع ممسكاً بسلاحه الآلى، ومطلقاً رصاصات الغدر على من يلتقيه، لم يهابه المواطنون ولا رجال الشرطة الذين تصدوا له، حتى لا يتمكن من دخول الكنيسة، فنجح الأمن بمعاونة من الأهالى فى إصابة الإرهابى وضبطه وبحوزته السلاح الآلى المستخدم فى الحادث وعبوة متفجرة محلية الصنع.
 
هذا الحادث، ومع إظهاره لمعدن المصريين، فإنه كشف أيضاً عن مفاجأة متعلقة بهذا الإرهابى، الذى لم يفكر سوى فى نفسه الأمارة بالسوء، ومنفذاً لتعليمات صماء وصلته من قيادات الجماعة الإرهابية التى ينتمى لها، دون أن يفكر فى أهله وأبنائه، فوفقاً لما نشرته وزارة الداخلية من تفاصيل وبيانات عن الإرهابى، إبراهيم إسماعيل إسماعيل مصطفى، «مواليد 4/7/1984»، سنجد أنفسنا أمام شخص اعتاد أن يبيع نفسه للأفكار الهدامة، واعتاد أن يوجه سلاحه الآلى لكل من يخالف فكره الفاسد، فعل ذلك فى حادث التعدى على سيارة ميكروباص تابعة لقسم شرطة حلوان عام 2016، مما أسفر عن استشهاد أحد الضباط و7 من أفراد الشرطة، وقبل أن يفكر فى تنفيذ حادث كنيسة مارمينا بيوم واحد، فتح نيران الغدر فى وجه ثلاثة من العاملين على منفذ تحصيل رسوم الطريق بنطاق مركز الواسطى بمحافظة بنى سويف، ليسقط الثلاثة شهداء، وقبلها بثلاثة أيام اعتدى على أحد المقاهى بقرية العامرية بمركز العياط لقناعته بتكفير لعب «الطاولة» بالمقاهى، وكانت النتيجة مصرع ثلاثة أشخاص وإصابة خمسة آخرين، وقبل عام ونصف تقريباً قتل مواطنا فى حلوان واستولى على سيارته.
 
نحن إذن أمام شخص يملك تاريخا إجراميا، لكن رغم ذلك لم يهابه الأهالى ولا رجال الشرطة، ووقف الجميع فى وجهه، إلى أن أصابوه وألقوا القبض عليه، ليكون عبرة لمن يحاول أن يسلك نفس طريقه، طريق الإرهاب والإجرام، والفكر والعقيدة الفاسدة التى تكفر الجميع، ولا تؤمن إلا بالأفكار الهدامة والمدمرة، المرفوضة من جموع المصريين.
 
أراد هذا الإرهابى ومن يقف خلفه أن يرهب المصريين، خاصة إخواننا المسيحيين قبل أيام من احتفالاتهم بأعياد الميلاد، لكن فشلت مخططاتهم جميعاً، لأن الحادث زاد تماسك الشعب، وربما يكون ترديد إمام مسجد الدسوقى نداءه لأهل المنطقة بأن يتولوا حماية «كنيسة مارمينا»، حينما كان يهاجمها هذا الإرهابى الجبان، هو خير رد على من يروجون أكاذيب تحاول النيل من تماسك وتكاتف المصريين.
 
ما يهمنى فى هذا الحادث كما سبق وقلت هو حالة اليقظة التى كان عليها رجال الشرطة المكلفين بتأمين الكنيسة، وروحهم القتالية التى حالت دون استكمال المخطط الإرهابى الخسيس الذى كان يستهدف الكنيسة، ونجاحهم فى التصدى وضبط منفذ العملية الإرهابية قبل ارتكابها، بما يؤكد أن ما يقدمه رجال الشرطة من تضحيات يعكس إيمانهم بالرسالة التى يحملونها على أعناقهم تجاه الوطن، وهو ما يزيد من ثقة المصريين فى رجال الشرطة الذين يدركون جيداً حجم تحديات المرحلة الراهنة والمسؤولية الملقاة على عاتقهم، وأيضا بخطورة المخططات التى تسعى خلالها قوى الإرهاب للنيل من النسيج الوطنى وتهديد أمن مصر واستقرارها.
 
وما يؤكد هذه الثقة، هذا التكاتف الذى ظهر من المواطنين مع الشرطة فى رسالة للجميع بتكاتف المصريين معاً ضد الإرهاب، وهو ما يعطينا طمأنينة بأن هذه المحاولات الإرهابية اليائسة والبائسة أيضاً لن تنال من عزيمة المصريين ووحدتهم الوطنية الراسخة، بل ستزيدهم إصرارا على مواصلة مسيرة تطهير البلاد من الإرهاب والتطرف، فالجميع يقف حالياً فى خندق واحد فى مواجهة الإرهاب، وهو ما يزيد من ثقتنا بأن نهاية الإرهاب اقتربت، لأن الإرهاب الذى فشل فى ضرب العلاقة القوية بين المصريين، خاصة الشعب والجيش والشرطة، نهايته قريبة جداً.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة