علامات الزمن تبدو عليهن، كبرن عشرات السنين فوق أعمارهن الحقيقية بسبب الظلم والإهانة وتحمل المسئولية، سيدات قمن بدور "الست والراجل" فى البيت، هربن من الزواج الفاشل ليجدن أنفسهن أمام عناد من نوع آخر حيث رفع أزواجهن فى وجوههن شعار "مالكيش عندى حاجة وأعلى ما فى خليلك اركبيه"، جمل عبروا بها عن رفضهم دفع النفقة لزوجاتهم وابنائهم.
خلافات أسرية
وتروى أمينة محمود قصتها فى رحلة البحث عن النفقة، بأنها لم تكن تعلم أن القدر يخفى لها كل هذا القدر من الألم، حيث تزوجت برجل لم يجد فيها سوى ماكينة لسحب الأموال كل شهر، فهى تتقاضى راتب جيد، والأمر كان فى البداية مساعدة منها فى الانفاق على البيت، لكن وصل إلى أنها أصبحت هى المصدر الرئيسى للإنفاق على المنزل، حيث تقاعس زوجها عن العمل ومكث فى المنزل يلقى عليها الشتائم صباحاً ومساءً، فانفصلا ولكن ليس انفصال بالمعروف ولا تسريح باحسان، مما دفعها إلى الدخول فى دوامة محاكم الأسرة لتحصل على النفقة.
العلاقة الزوجية
عايزة حقى
"عايزة حق سنين الشقا مش كفاية كنت بصرف عليه وعلى مزاجه" هى الجملة التى قالتها الست منيرة بصوت مخنوق، تحمل المرارة التى عاشتها 10 سنوات فى بيت يملؤه العنف والإهانة، خرجت من حدود الزوجة الوديعة لحدود المرأة الحديدية التى تبحث عن حقها وحق أطفالها فى النفقة، قائلة "ما لم يتحمله فى السابق بسبب طيبتى، سوف يتحمله فى المستقبل رغما عن إرادته".
مريض اجتماعياً
من جانبها، تقول الدكتورة إيناس الجعفراوى، أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية، إن تهرب الزوج من الإنفاق على أسرته ثم المماطلة بعدم دفع النفقة للزوجة والأبناء عند وقوع الطلاق أو الخلع، هو نتاج شخصية مريضة اجتماعياً، لا تتحمل المسؤلية الاجتماعية تجاه عائلتها الصغيرة ولا المجتمع ككل.
البحث عن النفقة
المخدرات السبب
وأضافت أن إدمان الزوج وتعاطيه للمخدرات يعد أقوى أسباب تهربه من دفع النفقة، فهو ينفق كل أمواله على شراء المخدرات بكل أنواعها التى تبدأ بجزء بسيط من دخله، ثم تأكل كل الدخل والأموال التى يحصلل عليها، فلا يتبقى ما يدفعه لتربية ابنائه والقضاء بالتزاماته نحوهم.
وتوضح الدكتورة إيناس أن هناك الكثير من الحالات التى تدل على صبر المرأة المصرية، فهى تتحمل الكثير من أجل الأمل فى شفائه وإصلاحه، لكن نهاية الفشل فى العلاج وعدم وجود إرادة فى الإقلاع عن المخدرات تكون خراب البيت والطلاق والدخول فى دوائر محاكم الأسرة.
العند يولد المشاكل
ومن جانبها، تقول الدكتورة أسماء عبد العظيم اخصائى العلاج النفسى والعلاقات الأسرية، إن الكثير من الأزواج لا يوجد لديهم ثقافة الإمساك بالمعروف أو التسريح بإحسان، فيقع الطلاق بعد تجريح كل طرف للآخر، والغلط فى العائلات، مما يجعل الزوج يعاند فى دفع النفقة، ويرى الرجل أنه لا يجب عليه أن ينفق عليها وهى ليست على ذمته.
النفقة
الضغط للرجوع للبيت
وأضافت اخصائى العلاج النفسى والعلاقات الأسرية أن بعض الزوجات تنتقم من امتناع الزوج عن الانفاق بأن تعلن الحرب عليه فى المحاكم، وبعضهن يمتنعن ويتهربن من السماح للأب برؤية أطفاله لحين الحصول على النفقة، وبعض الأزواج يستخدمون هذا الأسلوب كورقة ضغط للحصول على الأطفال، أو لإجبار الزوجة على العودة للزوج مرة أخرى، أو حتى للانتقام منها.
النفقة لا تكفى
وبالرغم من صدور بعض الأحكام فى هذه الدعاوى، إلا أنها جاءت مصحوبة بصراخ وبكاء بعض الزوجات، وهو ما ظهر جلياً فى حالة "رشا.ف.ك" الأم لثلاثة أطفال التى تم الحكم لها فى الدعوى التى تنتظرها منذ 10 شهور أمام محكمة الأسرة بإمبابة بـ 10 جنيهات نفقة فرش وغطاء لأطفالها، رغم تحريات دخل الزوج التى أثبتت تقاضيه 1800 جنيه شهرياً من عمله الحكومى و3 آلاف من عمله كسائق تاكسى.
بينما كانت الزوجة "حنان.ن.م" أوفر حظاً حيث قضت محكمة أسرة أكتوبر بالحكم لزوجة وطفلين بنفقة بدل فرش وغطاء بـ 25 جنيه شهرياً بعد الإطلاع على مفردات دخل الزوج والمبالغ التى يدفعها لطليقته شهرياً من نفقة متنوعة.
المشاكل الزوجية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة