أكد وكيل وزارة الخارجية الفلسطينية تيسير جردات، أن أى اعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل من اى جهة كانت ؛ هو تجاوز للقانون الدولى والأعراف الدولية.
ودعا جردات - فى كلمته أمام اعمال الاجتماع غير العادى لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين بشأن بحث التطورات التى تمس بمكانة القدس ووضعها القانونى والتاريخى الذى عقد اليوم بمقر الجامعة - الولايات المتحدة الأمريكية إلى احترام كافة قرارات الشرعية الدولية ذات الصِّلة بمدينة القدس، مؤكدا أن القدس لها مكانتها فى عقول العرب المسلمين لكونها أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
وقال جردات ان القيادة الفلسطينية اعتبرت ان الحديث عن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، يشكل ضربة قوية لعملية السلام كما انه يشكل تحديا خطيرا ليس فقط للأمتين العربية والإسلامية وإنما للشرعية الدولية والقانون الدولى بل والأعراف وتوجهات المجتمع الدولى ومعظم دول العالم حيث ان القدس وحسب قرارات الامم المتحدة المتعاقبة هى جزء من الاراضى الفلسطينية المحتلة عام 1967 والتى اعترفت بها الأمم المتحدة رسميا كدولة مراقب فى العام 2012 .
واضاف جرادات، ان هذه الخطوة الامريكية إذا تمت ستأتى فى الوقت الذى تتحدث فيه الادارة الامريكية الجديدة عن تحركات سياسية تنوى القيام بها من أجل عملية سلام فى الشرق الأوسط ذَات مغزى وكذلك بعد ما تم بخصوص هذا التحرك من جهد عربى جاء بعد قمة عمان فى مارس الماضى والذى تمثل بزيارات الرئيس عبد الفتاح السيسى والملك عبدالله الثانى ملك الاردن والرئيس محمود عباس الى واشنطن كذلك زيارة الرئيس ترامب الى المنطقة.
وقال إن هذا التوجه الامريكى يأتى فى ظل هذا الحراك وهذه الجهود التى تسعى الى إيجاد حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية مشيرا إلى أن الأمر يثير الاستغراب والاستهجان فالذى يسعى لحل سياسى وعملية سلام ذات مغزى لا يقدم على خطوات من شأنها اعادة خلط الأوراق وخلق ردات فعل وخروج عن سياق التحرك والموقف الدولى من الصراع فى الشرق الأوسط الذى يحظى باجماع لحل القضية الفلسطينية.
وقال إن تحقيق السلام لا يأتى إلا بتطبيق حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وانهاء الاحتلال الاسرائيلى، محذرا من أن اى توجه لتغيير مكانة القدس ووضعها القانونى واهميتها الدينية بالنسبة للمسلمين والمسيحيين سيخلق توترا وأوضاعا ليس من السهل السيطرة عليها.
وشدد على ان الشعب الفلسطينى لن يقبل أى مساس بمكانة القدس، وقال أننا لا نعتقد أن الشعب الفلسطينى الذى قدم تضحيات كبيرة وما بذل من دماء ابنائه على مدار ال50 عاما الماضية من أجل صون تراث وطنهم ومقدساتهم فى القدس وغيرها من المدن الفلسطينية سيقبلون بما يتناقض مع تطلعاته وأحلامه بل وحقوقه .
واوضح أن القيادة الفلسطينية قامت وعلى رأسها الرئيس محمود عباس بالتشاور مع القيادات العربية والإسلامية والعديد من زعماء العالم والمنظمات الدولية، داعيا الجميع الى التدخل بالسرعة القصوى للحيلولة دون اتخاذ مثل هذه الخطوات لما تمثله من خطر كبير وما ستخلفه من تطورات ستؤثر بشكل سلبى وصارخ على اكثر من صعيد فى المنطقة .
ودعا الولايات المتحدة الامريكية إلى احترام كافة قرارات الشرعية الدولية ذات الصِّلة بمدينة القدس وهى عديدة وتؤكد على إنها جزء من الاراضى الفلسطينية المحتلة وهى ارض فلسطينية حسب القانون الدولى وان القيادة الفلسطينية ابدت المرونة الكافية والتزمت بكل الاتفاقيات المتعلقة بشأن العملية السلمية.
وطالب الولايات المتحدة بأن تظل تلعب دورا أساسيا ومحوريا فى عملية السلام وهى البلد الوحيد الذى يستطيع ان يلعب هذا الدور لطبيعة العلاقة بين امريكا وإسرائيل، مؤكد ان من شأن هذه الخطوة المنوى اتخاذها ان تؤدى الى حصر الدور الأمريكى ليصبح غير قادر على لعب دور الوسيط فى العملية السياسية.
وأكد جرادات، أن أى اعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل من أى جهة كانت إنما هو تجاوز للقانون الدولى والأعراف الدولية ولمنطق التاريخ كما أنه يمَس بمشاعر الشعب الفلسطينى والشعوب العربية والاسلامية بل ومحبى ومؤيدى السلام فى العالم .
وشدد - مجددا - باسم الشعب الفلسطينى وقياداته على أن جميع الإجراءات الممنهجة وعمليات الاستيطان والضم والتهويد وكل ما قامت وتقوم به إسرائيل الدولة المحتلة هى غير قانونية وغير شرعية وهى إجراءات باطلة ولاغية ولا يعيرها الشعب الفلسطينى أى انتباه، فانه لن يعترف ولن يقبل ولن يخضع لأى إجراءات تأتى من أى دولة أو جهة تتناقض مع حقوق شعبنا المشروعة فى وطنه وفِى قدسه وفِى حريته ففلسطين والقدس هى أرض عربية فلسطينية وهذه حقيقية ثابتة .