أيهما أسرع جريا على الأراضى العربية هذه الأيام.. الدماء أم الصفقات؟ فى الغالب تكون الدماء أسرع وأكثر سخونة، لأن الصفقات تفسد قبل أن تستوعبها الشعوب، والدليل أن «الراقص على رؤوس الأفاعى» كما يلقبونه تفاخرًا، مات مذبوحًا وسط أهله وأنصاره، ومن قتلوه يعرفون أن صورة على عبدالله صالح ملطخًا بدمائه وملفوفًا فى بطانية ستبعث برسائل أقوى مما ستثيره من شعور بالاشمئزاز والتعاطف، وهذا ملخص الصفقة القذرة بين طهران وصعدة، «سنعطيكم دعمًا لكن امنحونا نقطة تفوق»، وعرفنا هذا مؤخرًا، لأن ما على الأرض يختلف عن الذى تبثه الشاشات، بينما صاحب الصفقة الأولى يشعر الآن بانفلات الأمر من عياره، ولم يعد يستطيع حصار الدماء المتدفقة فى اليمن وسوريا وليبيا وكل المناطق المشتعلة، ويريد اليوم أن يخرج بالصفقة الوحيدة الأقل خطرًا من وجهة نظره، نقل السفارة إلى القدس.. لكن الدم ليس دائمًا، نهاية الحكاية أحيانًا تكون بدايتها.