· تكلفة 200 ليلة عرض من قهوة سادة 23 ألف جنيه.. وسلم نفسك تكلفت 80 ألفا فقط
· معركتى الحالية هى محاربة كل محاولات محو معالم الجمال فى حياتنا
· من المستحيل أن يرتجل ممثل على خشبة المسرح على الهواء لأنها "هتنجح مرة وتفشل عشرة"
· أبطال العرض: مشاهد الرومانسية وانقلاب المعايير الأفضل فى العمل .. وخالد جلال "فرد عضلاته" الاخراجية فى مشهد السخرية من الإرهابيين
عبّر الكاتب الصحفى، رئيس تحرير «اليوم السابع»، خالد صلاح، خلال ندوة مسرحية «سلم نفسك» للمخرج خالد جلال عن سعادته، مشيدًا بالعمل المسرحى الذى يعرض على مسرح مركز الإبداع، وتميزه.
وأضاف «صلاح»: رأيت نجومًا حقيقيين يقفون على المسرح، ولدوا نجومًا، وطوال الوقت بعد مشاهدتى للعرض أقول «الحمد لله على نعم الله تعالى بأن مصر بها موهوبون حقيقيون، من كتاب ومخرجين وممثلين شباب، خاصة الممثل أمجد، وجميع الفريق»، مشيرًا إلى أن «الإسكتشات كانت جميلة، وبكينا فى مشهد «الأم» و«الرومانسية» للممثلة سارة عادل، والجميع دون أن أجامل أحدًا».
وأكد «صلاح» أنه كان لابد من تكريم أبطال العرض ومخرجه الكبير، تعبيرًا عن سعادتنا، مشيرًا إلى أنه روى للهضبة عمرو دياب «إفيه» داخل العرض المسرحى، وهو «إنت فاكر نفسك عمرو دياب»، مؤكدًا أن أبطال عرض «سلم نفسك» سنراهم فى أعمال سينمائية كبيرة الفترات المقبلة، وجميع الأجيال التى خرجت من تحت يد المخرج خالد جلال أصبحوا نجومًا حاليًا، ولكن هذه المرة هناك انطلاقة قوية، لأن المواهب متدفقة وواثقة من نفسها فى الكوميديا، خاصة فى مشهد «الأم»، ومشهد «القطار»، وجميع المشاركين نجوم، لكننى أرى أن أمجد الحجار ما هو إلا حالة استثنائية، ولديه نجومية، مضيفًا: «أنا وشى حلو على الناس»، مثل النجم محمد رمضان، والنجم أحمد السقا، الذى كان يقدم دورًا فى إحدى المسرحيات قبل انطلاقه، وتوقعت له أنه سيكون نجم سينما، وبالفعل أصبح نجم شباك، ونفس الأمر لمحمد رمضان، وبالنسبة لشباب «سلم نفسك» هم مولودون نجومًا، وأتوقع لهم النجومية والانطلاقة فى الفترات المقبلة.
وإلى نص الندوة التى استضافت فيها الجريدة المخرج الكبير وأبطال «سلم نفسك»..
الكاتب الصحفى خالد صلاح والمخرج خالد جلال
«اليوم السابع»: خالد جلال.. عرفنا بأبطال «سلم نفسك» وصفهم بجملة واحدة؟
- الممثل أمجد الحجار.. هو فى الأساس مصور تليفزيون، وهناك حالة إجماع عليه بأن درجة القبول لديه عالية جدًا، لأنه يتسم بخيال كبير، وأعتقد أنه سيكون ممثلًا مهمًا فى الفترة المقبلة.
أمجد الحجار مع خالد جلال
الممثل عبدالعزيز حسين: من فريق مسرح كلية التجارة، وأيضًا من دفعة الفنان محمد فراج، والفنان محمد سلام، وهم من الرعيل القوى فى جامعة القاهرة.
عبد العزيز حسين مع خالد جلال
الممثل محمد مدكور.. من جامعة عين شمس، وكان يمثل وقت الجامعة تراجيدى، وفجأة دخل وسط الكوميديانات داخل عرض «سلم نفسك»، وتفاعل مع الأجواء التى حوله.
وأبطال «سلم نفسك» جميعهم قادرون على تمثيل الكوميديا والتراجيدى، لذلك نجح «مدكور» فى الكوميديا.
محمد مدكور
الممثل محمد أمين.. لقبه الرئيسى «ملك الإكسسوارات»، لأنه فى كل مشهد يظهر بلوكات مختلفة، وقدم الشاعر وعازف الربابة، ويمتلك أيضًا قدرة على الغناء، وشارك فى مسابقات عديدة، وحصل على جوائز، فهو من الممثلين الذين لديهم مهارات كثيرة.
خالد جلال مع محمد أمين
مختار الجوهرى.. التقيت به أمام مركز الإبداع، ووقف أمام سيارتى وقال لى «نفسى أقدم فى مركز الإبداع يا أستاذ خالد»، وقدّم بالفعل، فهو خريج المعهد العالى للتعاون، ولديه موهبة الغناء الصوفى والإنشاد، ودائمًا من يقدم فى مركز الإبداع يمتلك موهبة خاصة بخلاف التمثيل.
مختار الجوهرى
حمدى التايه.. من أسوان، ونقل حياته إلى القاهرة بسبب التمثيل، ولدى 3 أشخاص قاموا بنفس الأمر، هم سارة عادل من المحلة، وعادل الحسينى.. وحمدى يقدم فى مركز الإبداع، والدراسة يوميًا، فلم يستطع أن يسافر يوميًا من أسوان للقاهرة، لذلك قرر أن يقيم بالقاهرة، ووالده من أهم شعراء الثقافة الجماهيرية، لذلك يمتلك الفصاحة العربية، والراحل الشاعر عبدالرحمن الأبنودى تعرف على والده وأشاد بشعره.
خالد جلال مع حمدى التايه
عادل الحسينى.. يمثل نوعًا مختلفًا من الكوميديا، يظهر للجمهور بأنه الشخص الوقور، لكنه فى مشهد «الرومانسية» فاجأنا جميعًا، وقدّم دور الأب الحازم والصارم، وسيصبح من الممثلين المهمين الفترة المقبلة.
كريم شهدى.. واحد من الأبطال المهمين جدًا فى العرض المسرحى، وهو فى الأساس طبيب أسنان، وقدم فى مركز الإبداع الفنى وكان يغنى أوبرات، ودخل المركز بصفة مطرب، واكتشفت داخله أنه كوميديان وعازف أيضًا، وقدّم إعدادًا موسيقيًا داخل عرض «سلم نفسك».
خالد جلال وكريم شهدى
شريف عبدالمنعم.. ملحن رائع ومطرب، وتعرفت عليه فى مسابقة مسلسل «العندليب»، ورأيت وقتها أنه من أهم الشباب الذين يقدمون هذا الدور لأنه ملحن مميز، وفى عرض «سلم نفسك» قدّم لمحات كوميدية ظريفة.
خالد جلال وشريف عبد المنعم
منصور أمين.. لديه خبرات مختلفة، وفى مركز الإبداع ليس هناك سن محدد لوجود الموهوبين، فهناك قاعدة نأخذ بها فى المركز، أن الشباب ينقلون الحيوية، والكبار ينقلون للشباب الحكمة والوقار، وأعتقد أن منصور سيكون ممثلًا مهمًا فى الفترة المقبلة، مثل بيومى فؤاد، وخالد صالح رحمه الله.
منصور أمين وأمجد الحجار
أحمد زكريا.. من الشباب الذين مثلوا معى منذ مسرح الشباب، وهو من العساكر المخلصين، وملتزم دائمًا فى مواعيده، ومريح لأى مخرج بسبب انضباطه الدائم.
أحمد زكريا
أحمد الشاذلى.. أعتبره أحد القيادات داخل المكان، وأنا دائمًا خلال تقديمى لأى عرض مسرحى أحتاج إلى موتور، وفى عرض «سلم نفسك» هناك مشاهد معتمدة على الشاذلى، وفى الفتيات داخل هذا العرض رشا مجدى فهى موتور الآنسات.
أحمد الشاذلى
هدير الشريف.. ممثلة رائعة، ودائمًا وأنا أختبر الشباب فى المراحل الأولى، لا أحد يعلم نتيجة الاختبار، وهدير الشريف الممثلة الوحيدة فى الـ10 سنوات الماضية التى علمت بنتيجة الاختبار، فهى تذكرنى بجيل النجم الكبير والقدير فؤاد المهندس، لأنها تمتلك التحكم فى النطق والإلقاء.
هدير الشريف
أحمد محارب: وشهرته "دوجلاس" فهو ممثل قدير خريج مسرح تجارة، واعتبره عمود فقرى داخل العرض ولديه طاقة وهناك أشخاص اعتبرهم "كباتن الفرق"، ومحارب من ضمن هؤلاء الشخصيات.
أحمد محارب
سارة مجدى.. من فريق تمثيل جامعة المستقبل، وهى فى الأصل مطربة، وتمتلك مهارة عالية، وخلال وقت قليل ستكون من نجوم الصف الأول، لأن لديها قدرة على الاستعراض والغناء والتمثيل.
خالد جلال وسارة مجدى
"اليوم السابع" .. *كيف يستطيع خالد جلال اختيار المشاهد وعمل الصياغة النهائية للعمل خصوصا وأنك رددت أنه كان لديك ما يزيد علي 27 ساعة عرض كيف تقنع الشباب بتلك الاختيارات؟
- أصعب مرحلة فى مراحل العمل هى المرحلة الأخيرة، مثلًا فى مسرحية «هبوط اضطرارى» حذفت مشهدًا مدته 25 دقيقة، وجميع فريق العمل صدموا من هذا القرار، لكن دائمًا أقول أن مصلحة العرض فوق مصلحة الجميع، وقبل عرض «سلم نفسك» قمت بحذف مشاهد كان بها جميع الأبطال، فقبل إخراج أى عرض مسرحى تكون لدى عشرات المشاهد، وسر المهنة وخبرتى هو اختيار تلك المشاهد من 27 ساعة، لمشاهد مدتها ساعتان فقط، وبناؤها بالشكل الملائم، وإعادة صياغة المشاهد إذا لزم الأمر، مثل مشهد «الرومانسية»، وهناك مشاهد لم أقترب منها غير بالحذف، وفى النهاية يهمنى أن يكون الممثل نجمًا، ويدرك أن القسوة الشديدة تصنع منه هذا النجم.
خالد جلال
"اليوم السابع" .. كان واضحا فى العرض تباين فى الأعمار.. ورغم ذلك رأينا نوعا من الحنين لزمن ربما لم يعشه أبطال العرض ؟
- أبطال العرض: جميعنا نستخدم السوشيال ميديا، وتحديدًا منذ أيام الجامعة، ونعتقد أن جيلنا استمتع لفترة قصيرة بحياة ما قبل السوشيال ميديا، وأيضًا كنا نرى أهلنا يستمعون لعبدالوهاب، وعبدالحليم حافظ، وأم كلثوم .
خالد جلال: معركتى الأساسية فى كل العروض التى قدمتها، هى كيف نحارب كل ما يحاول محو معالم الجمال فى حياتنا، فالناس أصبحت تضغط مشاعرها، وتقلل الود بداخلها، وهنا أتذكر جملة قالها لى الأستاذ سمير سيف، المخرج الكبير «إنت لما تتفرج على عسكرى مصرى هتعرف إنه عسكرى مصرى، ولما تبص على العسكرى الفرنساوى تعرف إنه فرنساوى، كل واحد حسب لبسه، بس دلوقتى كله لابس زى بعض»، فالمعركة الحالية على عادتنا وتقاليدنا ومتعتنا، وهى معركتى الحالية، وأعتقد أن هذه الحالة موجودة فى مسرحيات «قهوة سادة»، و«هبوط اضطرارى»، و«بعد الليل»، وكأن هذا هو الملف الذى أحمله على كتفى، فنحن نحتاج ملامحنا مرة أخرى، قديمًا كنا نستمتع بأبسط الأشياء.
جانب من الندوة
"اليوم السابع" .. من أهم المشاهد التى قدمت مشهد "النميمة" لأنها حالة عامة فى المجتمع .. حدثونا عنه ؟ وعن كواليس العمل فيه؟
- سارة مجدى: كان الاتفاق مع الأستاذ خالد جلال على تقديم مشهد غنائى، وفى أثناء مشاهدتى لأحد الأفلام جذبتنى طريقة الرقص والاستعراضات الجميلة التى تتناقض مع موضوع الأغنية أصلًا، فاقترحت على زملائى كتابة فكرة بنفس الطريقة، وبالفعل جمعتنا ورشة صغيرة، وبعدها شاهد الأستاذ خالد المشهد وعجبه.
خالد جلال: فى البداية كان هناك تصور كنا سنقدمه، وهو تقديم جزء غنائى، وبعدها قررت فى النهاية الاتجاه لناحية التمثيل مع جزء استعراضى.
سارة مجدى
أثناء الندوة
"اليوم السابع" .. خالد جلال .. كيف تقوم بصياغة التجارب الشخصية التى يمر بها الأبطال وتوظفها لصالح العمل المسرحى"؟
- خالد جلال: دائمًا ما أردد جملة «ابدأ من أحلامك وطموحاتك الشخصية»، فهذه القصص التى يشاهدها المتفرج يشعر بأنها صادقة، لأنها تخرج من الأشخاص أنفسهم، فى إحدى المرات قالى لى مهندس الديكور المعروف فوزى العوامرى أن من شاهد مسرحيات «قهوة سادة» و«هبوط اضطرارى» و«بعد الليل» و«سلم نفسك» يكون قد شاهد مصر بعيون شبابها، لأنها تمثل دفتر أحوال الوطن خلال 15 عامًا، ولأننى فى الأصل أكتب، فأنا أدرك جيدًا أن كل شخص تأتيه لحظة فى حياته يكون الأجمل فى العالم، ولكن المهم أن تعثر عليها.. فهذه المنتجات أصغر منتج كميزانية، فـ«قهوة سادة» عرضت 356 ليلة عرض، منها 200 ليلة عرض الساعة 8 و10 مساء، بمعنى أنها عرضت فى اليوم الواحد، وتكلفة الـ 200 ليلة عرض 23 ألف جنيه، وهذا لا يمثل ربع أجر ممثل واحد فى مسرح الدولة، وهذا الأمر كان فى 2008، أما تكلفة هذا العرض بعد 9 أعوام فهى 80 ألف جنيه، وهذا معناه أن هذه المؤسسة تعمل على المواهب والإبداع الإنسانى، فالفكرة ليست فى «الفلوس»، فمسرح المركز 30 مترًا فقط، وهى المساحة الأغلى والأغنى فى مصر، وأعتبرها مزرعة الفنانين فى مصر.
خالد صلاح وخالد جلال
"اليوم السابع" .. هل يحدث تغيير أو إضافة "ايفيهات" على النص الأصلى للمسرحية ؟
- أبطال العرض: هذا وارد يحدث فى البروفات، لكنه استحالة يحدث فى العرض مهما كان الإفيه «عالمى»، لا يمكن إضافته داخل مركز الإبداع الفنى خلال المسرحية، وهو اتفاق بين فريق العمل، وأذكرك بأسماء مثل محمد فراج، وبيومى فؤاد، ومن هذه الدفعة دوجلاس وزيزو ومحمد سلام، جميعهم أسماء من الصعب أو المستحيل السيطرة عليهم، فأثناء عرض مسرحية «قهوة سادة» جاء محمد سلام فى مشهد «الخلجنة»، وقال: «أنا داخل بكره فيلم وناوى أخدكم معايا»، فاعتقد زملاؤه أنه سينتج فيلمًا، فقالوا له «إحنا معاك»، فرد عليهم «خلاص أقابلكم بكرة عندسينما مترو»، وبالطبع الإفيه أعجب الجمهور، وعقب العرض اجتمعنا وكان سلام ينظر فى الأرض لأنه يعرف أنه أخطأ، رغم أن الإفيه «ضحك الناس»، وبالفعل التزم، وثانى يوم لم يكرره، رغم أننى كنت أجلس فى كابينة الإضاءة وأشار لى أن يعيده، ورددت عليه بالإشارة لا لا .
خالد صلاح يشيد بمسرحية سلم نفسك
"اليوم السابع" .. ماهى أكثر المشاهد التى أحببتوها أثناء كتابتها وتقديمها على المسرح؟
- أبطال العرض: مشهد «الرومانسية» كان من أرقى المشاهد التى كتبت فى النص، لأنه يتضمن كمًا من الرومانسية نعتقد أنها غير موجودة فى أعمال أخرى، لأنه ينقلنا فى عصور أخرى، وأيضًا مشهد «انقلاب المعايير الأخلاقية» أكثر المشاهد ضحكًا فى العرض ككل، ففى أثناء وجودنا فى الكواليس رغم حفظنا للإفيهات، لكننا نضحك بشدة حين سماعها، ونعتقد أيضًا أن الجمهور «مابيلحقش ياخد نفسه من الضحك» وأيضًا موضوع التحرش كان مهمًا للغاية، وربما يكون من أبرز المشاهد التى يتضمنها العمل، وأيضًا يوجد مشهد السخرية من الإرهابيين، وهو من أكثر المشاهد التى «ضحكت الناس»، وأعتقد أنه لو شيخ الأزهر حضر العرض ورأى هذا المشهد، فلن يخرج منه أى خطأ دينى، لأننا نسخر من الإرهابيين أنفسهم، فنحن شعرنا أن خالد جلال «فرد عضلاته» الإخراجية فى هذا المشهد، بل أنه راهننا على أن يكون هذا المشهد هو الأهم فى العرض.
أبطال سلم نفسك ومخرجه مع خالد جلال وعلا الشافعى
أبطال المسرحية
علا الشافعى تتحدث عن المسرحية
خالد صلاح يرحب بأبطال المسرحية
ندوة سلم نفسك
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة