عبد الفتاح عبد المنعم

تنظيم الإخوان حرض «جهيمان العتيبى» لاحتلال الحرم المكى

الأربعاء، 01 فبراير 2017 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
العودة للماضى ربما تكشف حقائق كانت غائبة عن المشهد، أو أن البعض يتجاهلها عن عمد، وبمناسبة التقارير الإعلامية التى خرجت من بعض دوائر صنع القرار فى السعودية، وبعض العواصم السعودية، بأن الرياض تسعى للمصالحة بين مصر وجماعة الإخوان الإرهابية، رغم أن الدوائر الرسمية السعودية لم تتحدث عن ذلك صراحة، فإننا ننشر بعضًا من أوراق أخطر تنظيم هز المملكة السعودية، وهو تنظيم «احتلال الحرم المكى» عام 1979، وهو الحدث الأخطر ليس فقط فى تاريخ المملكة، بل فى تاريخ العالم الإسلامى كله، والذى كاد أن يسقط أنظمة ويحيى تنظيمات، ولكن الله سلم وستر علينا وعلى الشقيقة السعودية.
 
الأوراق الجديدة جمعها أحد أعضاء التنظيم وقتها، ويدعى ناصر الحزيمى، فى كتاب خطير يتداول الآن بصورة كبيرة على شبكات التواصل الاجتماعى، حيث كشف فيه دور جماعة الإخوان فى إشعال الفتنة فى السعودية، وتحريضها على احتلال الحرم، حيث يكشف الكاتب فى أحد فصوله حقيقة علاقة الإخوان بالحدث، فيقول «مع شروق شمس أول يوم من القرن الهجرى الجديد كانت المملكة العربية السعودية والعالم الإسلامى على موعد مع حادث تاريخى مفصلى، وهو اقتحام الحرم المكى بقيادة جهيمان العتيبى وأتباعه، وما تبع ذلك من تطور للأحداث».
 
الكتاب «الوثيقة» يكشف بيان التحولات التى طرأت على المجتمع السعودى فى تلك الفترة، وردود فعل التيار الدينى على الانتقال بخطى متسارعة من الحياة البدوية البسيطة إلى الحياة المدنية المعقدة. يرجع الكاتب بالزمن إلى سنة 1974م عند بداية تعرفه على الجماعات الإسلامية كمتدين وليس كمُنتمٍ إلى إحداها، ويصف هذه الفترة بأنها البداية الحقيقية لظهور الصحوة الإسلامية، وانحسار قوى اليسار. بعد مرور عامين حدث اللقاء الأول بينه وبين قيادات الجماعة السلفية فى الكويت، فانتظم فى حضور ديوانياتهم، التى فهم منها منهجهم العقائدى، وتبنّى نفس موقفهم من الجماعات الأخرى مثل جماعة الإخوان المسلمين، والتبليغ.
 
لم يمكث الكاتب فى الكويت سوى ستة أشهر ليغادرها بعد ذلك إلى مدينة الرياض بالسعودية، وهناك احتك بشباب جماعة الإخوان المسلمين الذين قسمهم إلى فئتين: الأولى: فئة رئيسية معترف بها من قبل التنظيم الدولى للإخوان المسلمين، تركز على كتابات سيد قطب، الثانية: يطلق عليها مسمى «جماعة دار العلم»، وكانت تتبنى كتابات حسن البنا.
 
يمكن اعتبار نقطة التحول الفكرى للكاتب حدثت مصادفة، ففى أول عمرة يؤديها، جلس فى حلقة تدريس علم شرعى لشيخ جرىء وواثق يجيب من يسأله أو يُحاججه بالكتاب والسنّة، ويردد اسم الشيخ ناصر الدين الألبانى كثيرًا، ولما سأل عنه عرف أنه الشيخ على المزروعى المدرس فى مدرسة دار الحديث بالمدينة المنورة، من هذه اللحظة قرر أن ينضم للدراسة فى مدرسة دار الحديث، والتى كانت تسيطر عليها الجماعة السلفية المحتسبة بقيادة الشيخ السعودى الراحل عبدالعزيز بن باز، فأصبح الكاتب بعد بدء دراسته فى الدار أحد أعضاء الجماعة، والذين ذكر أن أعمارهم كانت لا تتجاوز الخامسة والعشرين.
 
لا يخلو الكتاب من ذكر بعض الشواهد على التحولات التى حدثت فى تلك الفترة، من ضمنها ظهور أول محل لأشرطة التسجيل الإسلامية فى الرياض عام 1977 م، فى منطقة مليئة بمحلات أشرطة الأغانى، وأيضًا انتشار المكتبات التى تبيع مؤلفات الحركات الإسلامية.
 
يعقد الكاتب مقارنة بين رجال الحسبة آنذاك، وفى الوقت الحالى، حيث يشير إلى أنهم فى تلك الفترة لم يكونوا متسلطين بالشكل الذى نراه الآن، فقد كانوا كبارًا فى السن يدعون الناس بالحكمة والموعظة الحسنة، ولذلك كان المجتمع ينظر إليهم على أنهم جزءٌ من نسيجه. غدًا نواصل الكشف عن أخطر تنظيم كان منبعه الإخوان، وكاد أن يتسبب فى تفكيك المملكة. 






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة