نحن أمام حجر كريم متعدد الألوان كلما ألقى عليه الضوء عكس ألواناً مختلفة
عبد المنعم سعيد، المفكر الإنسان المقاتل، وهو أيضا المناضل السياسى فى جيلنا جيل السبعينيات من القرن الماضى، جيل «الصابرا» المصرى، ابن الطبقة الوسطى، الذى قادته أحلامه بتحرير الأرض، أن يجسد أفكاره الثورية حينما ارتدى «الكاكى»، وخرج من صفوف المظاهرات إلى شط القنال مقاتلًا فى حرب 1973، الرئيس السابق لمجلس إدارة مؤسسة الأهرام، وعضو سابق بمجلس الشورى، ورئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، عمل د.عبد المنعم سعيد، فى مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، منذ عام 1975 كباحث مساعد، ثم باحث، قادته أحلام التغيير الاجتماعى والسياسى، إلى أن يكون رئيسًا لقسم العلاقات الدولية D.C، ليعبر إلى الضفة الأخر، باحث وزميل لمنظمة بروكنجز بالولايات المتحدة – واشنطن 1987 ـ وليقيض نبع علمه بمؤلفات كثيرة معنية بالنظام العالمى الجديد، والشؤون العربية، والشراكة الأوروبية، والصراع العربى الإسرائيلى، وله مقالات حول القضايا الأمنية فى الشرق الأوسط والسياسة المصرية، والحد من التسلح. هذا بالإضافة إلى مؤلفات عديدة نشرت فى الولايات المتحدة الأمريكية، آسيا وأوروبا.. والآن ينتقل د.عبد المنعم من الدفاع عن الوطن للدفاع عن الذات، مقاتلًا ضد المرض، وكما لم يرض بالاستسلام لهزيمة يونيو 1967 لم يستسلم «لفزاعة الموت» وإيمانه بالقضاء والقدر، وأنه لايخشى الموت، وممتلئ بإرادة الله فى هذا الأمر.
نحن أمام حجر كريم متعدد الألوان، كلما ألقى عليه الضوء عكس ألوانًا مختلفة، عبد المنعم المقاتل فى كلمته طالب الرئيس عبد الفتاح السيسى، أن يكون هناك جهة فى الدولة، يترأسها شخص سياسى إعلامى يعرف باسم «القيصر»، يعمل تحت منصة الرئاسة، وتكون مسؤوليته توصيل رسائل الدولة إلى الجمهور، وبخاصة ذو «الثقافة المحدودة»، وذلك لتحصينهم من دعايا أهل الشر، مؤكدًا على أن مصر تواجه واحدة من أكبر معاركها، الحرب الثقافية الباردة، جاء ذلك خلال الندوة التثقيفية الـ24 للقوات المسلحة، بعنوان «مجابهة الإرهاب إرادة أمة»، بحضور الرئيس السيس»، وأضاف أن «أهل الشر» يقومون بحرب الدعاية السوداء ضد الدولة المصرية، من خلال إعادة صياغة المادة الإعلامية والتركيز على صعوبة الأزمة الاقتصادية للتأثير على عقول الشعب، وأشار إلى أن «أهل الشر»، يستغلون العمليات الإرهابية والإجراءات الاقتصادية، لإجراء مقارنة بين النظام الحالى ونظام الإخوان، لمحاولة إقناع الشعب بأن فترة الجماعة كانت أفضل بكثير، مستشهدًا بـ«التشكيك فى مشروع قناة السويس الجديدة، ونشر الشائعات التى انتشرت حولها».
وتلا المقاتل المفكر عبد المنعم سعيد، البطل الرائد كريم بدر، الذى فقد ذراعه الأيسر، فى أنبل معارك الوطن، يقوم الآن بتدريب الجنود، البطل كان مدرسًا بالكلية الحربية، وبعد أن أتم مدته تم نقله لسيناء وأثبت بطولة وشجاعة فى الدفاع عن أرضها، هذا البطل هو الرائد كريم بدر الذى فقد ذراعه وخرجت أمعاؤه نتيجة تصديه لهجمات الإرهابيين على الكمائن فى شهر رمضان قبل الماضى، نتيجة لاستبساله فى الدفاع عن الكمائن لأنه كان من قوة الدعم التى تحركت لنجدة بعض الكمائن ولقتله عددًا كبيرًا من الإرهابيين، تم ضرب مدرعته بقذيفة آر بى جيه، التى اخترقت المدرعة وأصابته بقطع فى الذراع وخروج للأمعاء، البطل ده لم لم يتم تداول بطولته لذا وجب علينا إظهار بطولته.
مابين المقاتلين عبد المنعم سعيد وكريم بدر تحدٍّ للموت، وكلاهما يكمل مسيرته فى كبرياء وعطاء وطنى، المقاتل الرئيس السيسى، أكد للمقاتل عبد المنعم، أن ماطالب به سيتحقق، وسالت دموعه لكلمات كريم بدر، أبناء جيلى الذى توحدوا مع الوطن وذاقوا مرارات الهزائم والتحدى يدركون جيدًا التماهى مابين صلابة عبد المنعم وهو يقف انتباه يستمع إلى تعقيب القائد على كلمته، تختلط دموعهم بدموع السيسى، ونحن نستمع إلى كريم بدر، تحية للمقاتلين الثلاثة عبد المنعم سعيد وكريم بدر وعبد الفتاح السيسى، وللوطن القادم من أعماق الجرح وأحلام المقاتلين الأبطال.