داخل صحراء عجرود بالقرب من طريق السويس – القاهرة، وعلى مسافة 20 كيلو مترًا من مدينة السويس، وصل "اليوم السابع" إلى قلعة السلطان قنصوة الغورى لاكتشافها، وكشف ما حدث لها، خاصة أنها أقدم قلعة فى مدن القناة الثلاثة وعمرها أكثر من 600 عام، والتى حسب المؤرخين هدمها العثمانيون خلال احتلالهم لمصر، والتى هدم السلطان سليم الأول خلال الحرب، القلعة وطرد أهل السويس من المنطقة المحيطة بها، من أجل هدم أى وجود عسكرى لقوات السلطان قنصوة الغورى.
وقلعة قنصوة الغورى لم يزرها من قبل أى من مسئولى وزارة الآثار المصرية أو أى مسئول بمحافظة السويس أو أى جهة رسمية أو إعلامية، وحتى نصل إلى مكانها كان علينا بذل جهد داخل صحراء عجرود، خاصة أن المنطقة التى تقع بها القلعة تم بناء بالقرب منها منشآت لتخزين المواد البترولية، كما تقع بالقرب من محطة قطار عجرود ولا يعلم أحد من المحيطين بالقلعة أنها قلعة قنصوة الغورى.
وفور وصولنا إلى القلعة فوجئنا بتناثر قطع من الفخار، التى أكد الدكتور على محمد على أستاذ الفنون بجامعة السويس، أنها قطع فخار أثرية عمرها أكثر من 600 عام، وأن المكان ملىء بالقطع الأثرية الملقاة على الأرض لا يعرف قيمتها أحد، لأنه لم يحاول أحد من قبل الوصول إليها.
ومع فحصنا للقلعة التى هدمها العثمانيون من أجل الانتقام من سلطان مصر قنصوة الغورى وجدنا المفاجأة، وهى أن بئر المياه بالقلعة مازالت تعمل، وأنه توجد مياه بالبئر تشرب الطيور منها والعيش عليها، وفور اقترابنا من البئر خرجت أعداد كبيرة من الطيور التى كان تشرب من داخل البئر دلالة على كثافة المياه بالبئر الموجودة بقلعة قنصوة الغورى.
وعن حكاية البئر داخل القلعة، يؤكد الدكتور على السويسى، أن بئر المياه أكبر دليل على أن الحياة كانت موجودة بالقلعة، وانظر كيف تشرب الطيور المياه من داخل البئر إلى الآن، وهو ما أكده ياقوت الحموى فى معجم البلدان عن القلزم عندما قال إن "ميرة أهلها من بلبيس وشربهم من السويس"، وهذه البئر كانت السويس تشرب منها، وهنا فى هذا المكان التى مازالت القلعة موجودة وشاهدة عليه كانت توجد مدينة السويس القديمة، وعندما احتل العثمانيون مصر هاجموا هذه المنطقة وهدموا القلعة، وهجروا أهل السويس من هذه المنطقة إلى المنطقة التى نحن نعيش بها فى السويس الحالية، بالقرب من خليج السويس، والتاريخ يؤكد أن القلعة أقيمت بمدينة السويس القديم.
وعن سبب إنشاء القلعة بمنطقه عجرود، أوضح على السويسى، أن السلطان قنصوة الغورى أنشأ القلعة لعدة أسباب؛ فى مقدمتها وجود القلعة الحربية لحماية قوافل الحجاج، خاصة أنه كان يوجد قُطاع طرق يهاجمون قوافل الحجاج ونهب ما بها، بجانب هدف آخر من بناء القلعة وهو حماية قوافل الحرير القادمة من الهند، التى كانت تأتى عبر ميناء القلزم القديم، وهذا أكبر دليل على التاريخ الكبير للسويس، وأنها من أقدم المدن المصرية.
ومع استمرار التجول فى القلعة لفت نظرنا الكميات الكبيرة من الفخار المتناثرة فى كل مكان بالقلعة، وكانت هنا المفاجأة التى قالها الدكتور على السويسى، إن هذه القطع من الفخار قطع أثرية وعمرها أكثر من 600 عام، وهو ما يؤكد أن المكان غنى بالقطع الأثرية، ودعا على السويسى وزارة الآثار والخبراء بالوزارة ومديرة آثار السويس وطلاب قسم الفنون بجامعة السويس، أن يزورا القلعة والمنطقة المحيطة بها لأنهم سيكتشفون كنوزًا أثرية لا تقدر بثمن.
المياه مازالت موجودة بالبئر
غرف بالقلعة
العثمانيين هدموا القلعة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة