استغل عدد من قيادات الإخوان وعناصرها البارزة، ذكرى مقتل مؤسس الجماعة حسن البنا، التى تحل فى 12 فبراير، لنشر التاريخ الأسود للقيادات الكبرى للتنظيم حاليًا، وعمليات اختلاس الأموال فى الخارج، فيما تبادلت أجنحة الصراع داخل الجماعة، الهجوم والسباب، فى الوقت الذى اتهم فيه شباب الإخوان، قيادات الجماعة بالمتاجرة بهم وإذلالهم فى الخارج.
عز الدين دويدار: مجموعة عزت تضغط على الشباب ماديا وتساومهم بالسمع والطاعة
فى البداية، اتهم عز الدين دويدار، القيادى الإخوانى المحسوب على جبهة اللجنة الإدارية العليا للجماعة، محمود عزت، القائم بأعمال مرشد الإخوان، وقيادات مكتب إرشاد الجماعة الحاليين، بالاستيلاء على صناديق استثمار التنظيم فى الخارج، والتى وصلت حصيلتها لمليارات الدولارات.
وقال "دويدار" فى بيان نشره عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، إن هناك أشخاصًا قليلين داخل الإخوان يديرون "مجموعة عزت"، باختيارهم طريق الضغط المادى ومساومة الإخوان، فرادى ومجموعات وهياكل، بالحرمان من أموال الرابطة التى يسيطرون عليها، على قاعدة الولاء، وهذا يحدث فى مصر وتركيا والسودان، وهم بهذا يقدمون للإخوان خدمة جليلة، فى ظل فقر موارد الجماعة الشديد، مع توفر صناديق واستثمارات بمليارات الدولارات تحت أيدى مجموعة قليلة من نخبة "نادى الثقات" بالجماعة.
واستطرد القيادى الإخوانى عز الدين دويدار، قائلاً: "هذا الفرز على المصالح والمنافع الشخصية، نتيجته الحتمية أنه لن يبقى فى جماعة الإخوان إلا أصحاب الراية، الذين رفضوا المساومة وضحوا وخاطروا بالسكن والراتب والمصروف والإعانة والمنحة، فى مقابل عدم الولاء لمحمود عزت، وهذا الفرز أيضا يحول مجموعة محمود عزت مع الوقت لنادى عجزة، أو نقابة مصالح، أو جمعية خيرية لمجموعة مستثمرين، تدير رعاياها المحتاجين لوجودها".
وتابع "دويدار" بيانه المهاجم لمكتب الإرشاد ومجموعة محمود عزت: "قطار الإخوان طوال عقود تفاهمات عهد مبارك، تضخم بشكل هائل، باعتبارات ودوافع اجتماعية، على حساب الفكرة، فكانت الراية تجر الصف جرًّا، على سرعة أبطأهم وأضعفهم، وللأسف ضم الصف من كانوا يسيرون للخلف".
قيادى إخوانى: جيهة محمد كمال تتجنى على القيادات وتردح وتسىء الأدب
فى المقابل، شن محمد الهوارى، القيادى الإخوانى، هجوما عنيفا على جبهة محمد كمال، عضو مكتب الإرشاد الذى أعلنت وزارة الداخلية مقتله قبل شهور فى تبادل لإطلاق النار مع الأجهزة الأمنية، متهما عناصر الجبهة بالتجنى على قيادات الجماعة الحاكمة للتنظيم حاليًا، والردح وإساءة الأدب مع رموز الإخوان.
ووجه "الهوارى" رسالة لجبهة محمد كمال، قائلا: "من يريد تجديد الجماعة، عليه استخدام أسلوب راقٍ فى التعامل مع القيادات، ومناقشتهم، وليس توجيه الاتهامات والتجنى والمهاترات والردح، فأنتم خالفتم منهج حسن البنا، والبنا طالبنا بالإخلاص للجماعة، وليس التجنى على قياداتها".
أحد أعضاء الجماعة: علينا أن نسمع الشباب ونسأل القيادات بدلا من تبادل الاتهاما
من جانبه، طالب ماهر عمار، أحد شباب الإخوان، قواعد التنظيم بضرورة مساءلة القيادات حول الاتهامات الخاصة بالاستيلاء على أموال الإخوان، وسماع ردودهم من أجل للوصول للحقيقة.
وأضاف "عمار": "علينا أن نسمع ما يراه شباب الإخوان من قيادات الجماعة، وانتقاداتهم للقيادات، وأن نسأل القيادات عن أسباب استخدام هذا الأسلوب بدلا من توجيه اتهامات شق الصف فقط".
قيادى بإسطنبول: قيادات الجماعة يتاجرون بشبابها ويجبرونهم على تنفيذ أوامرهم
بدوره، أكد محمد العقيد، عضو مجلس شورى إخوان إسطنبول، أن قيادات الجماعة يتاجرون بشبابها، ويستغلون السمع والطاعة لهم فى إذلال الشباب، وإجبارهم على تنفيذ أوامرهم.
وأضاف "العقيد" فى تصريحات صحفية: "شباب الإخوان المقيمون فى السودان، فى سن الزهور، وأعمارهم لا تتعدى 20 سنة، سايبين بلادهم ودراستهم وآبائهم وأمهاتهم، وكل ذنبهم أنهم كانوا بيسمعوا الكلام، لما اتقال لهم اعتصموا سمعوا الكلام، لما اتقال لهم دافعوا عن بيوت بعض القيادات وعن المقرات سمعوا الكلام، لما قالوا لهم محتاجين نصد الاعتداء عن المسيرات سمعوا الكلام، وعملوا كل ده من باب ثقتهم فى إخوانهم".
واستطرد عضو مجلس شورى إخوان إسطنبول، قائلاً: "لما الدنيا ضاقت بيهم، اتقال لهم سافروا وسيبوا بلدكم وأهلكم ودراستكم وطفولتكم وكل حاجة، وبرضه سمعوا الكلام، بس للأسف لما خرجوا، بعض القيادات أصبحوا بيتاجروا بهم وبيذلوهم عشان لقمة العيش، بيطردوهم من السكن عشان مختلفين معاهم، وبيدوهم مهلة 4 أيام وبعدها يرجعوا الشارع".
باحث: محمود عزت ينفرد بإدارة أموال الإخوان.. ولديه حسابات سرية بـ3 مليارات يورو
على صعيد تحليل الحالة التى وصلت إليها الأجنحة المتصارعة داخل الجماعة الإرهابية، يقول أحمد عطا، الباحث فى شؤون الحركات الإسلامية، إن سيطرة محمود عزت على صناديق استثمارات الإخوان بالخارج، تؤكد انفراده بإدارة أموال الإرشاد، وليس هذا منذ الآن فقط، ولكن حدث منذ تعيين محمد مهدى عاكف مرشدًا للإخوان، ووقتها حدث نقاش وجدل من عبد المنعم أبوالفتوح، حول تولى محمود عزت ملف الحسابات السرية لمكتب الإرشاد، التى أكدت معلومات متواترة وقتها أن جزءا كبيرا منها تم وضعه فى بنوك بإسبانيا وجنوب أفريقيا.
وأضاف "عطا" فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع"، أن التنظيم الدولى للإخوان حرص على تأمين محمود عزت، حتى لا يقع فى أيدى الجهات الأمنية، خوفًا على هذه الحسابات، التى أكدت مصادر قريبة الصِّلة من التنظيم الدولى أن هناك ودائع عديدة تخص مكتب الإرشاد، تصل قيمتها إلى 3 مليارات يورو، وعوائد هذه الودائع يُخصّص جزء منها للعمل الدعوى والإنفاق على الأسر الإخوانية، بينما من ناحية أخرى يرى التنظيم الدولى ومحمود عزت أنهم يتمردون على مكتب الإرشاد والتنظيم، وأنهم خرجوا على لوائح العمل الإدارى فى أمور كثيرة، يتصل آخرها بالمكاتب الإدارية فى المحافظات وانتخاباتها".