يلتقى رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، اليوم الأربعاء، الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، فى أول لقاء بينهما منذ دخول ترامب البيت الأبيض شهر يناير الماضى، فى قمة سيناقشان خلالها أمن إسرائيل والتهديدات الكبرى التى تواجهها تل أبيب والاستيطان بالأراضى الفلسطينية، بجانب عملية السلام والأزمة السورية.
وقال نتنياهو لـ"الصحفيين" قبل مغادرته مطار بن جوريون، أمس الأول الاثنين، متجهًا إلى واشنطن: "إنه والرئيس الأمريكى ترامب، ينظران بالمنظار نفسه الى التهديدات الكبرى فى المنطقة، وكذلك إلى الفرص"، مضيفًا أن التحالف مع الولايات المتحدة كان راسخًا، وسيتعزز بشكل أكبر، قائلاً: "سنتحدث عن تعزيز هذا التحالف فى كثير من المجالات".
وأبرزت الصحف الإسرائيلية الرئيسية الثلاث، "هاآرتس" و"يديعوت أحرونوت" و"يسرائيل هايوم"، قول نتنياهو فى ختام جلسة المجلس الوزارى، أمس الأول: "أنا سأقود وأنا سأوجه، وهذا ما أنوى عمله، قيادة وتوجيه التحالف التاريخى لصالح المصالح القومية ولصالح كل إسرائيلى".
نتنياهو وزوجته خلال وصولهما لواشنطن
وقالت "يسرائيل هايوم" إنه بعد ساعة وجيزة من مغادرة نتنياهو إلى واشنطن، اجتمع فى الكنيست العشرات من نشطاء الليكود الذين دعموا رئيس الحكومة فى رحلته، وطالبوه بالتنصل تمامًا من "حل الدولتين" والتطرق لمستقبل الدولة الفلسطينية.
وإلى جانب الكثير من نشطاء اليمين المتطرف، شارك فى اللقاء وزراء ونواب من الليكود، وقال الوزير زئيف الكين: "رسالتنا هى الدعم لرئيس الحكومة كى يعمل من أجل تدعيم البناء فى القدس والضفة والتمسك بالمبادئ الأيديولوجية للحركة، لا شك أن مهمتنا خلال السنوات الأربع المقبلة هى ليس تعزيز البناء فى القدس والضفة الغربية فحسب، وإنما التعويض عن السنوات الثمانى الأخيرة.. يجب أن نبنى 6000 وحدة إسكان سنويًا فى القدس".
فيما قال رئيس لوبى "أرض إسرائيل" إحدى المنظمات الصهيونية الكبيرة، النائب بالكنيست يوآب كيش: "إذا كان هناك شيء نجح فيه العرب فى الرأى العام الدولي، فهو ترسيخ مصطلح الاحتلال، فيجب أن يكون واضحًا أن هذه أرض آبائنا، بحسب حقنا التاريخى وحقنا القانونى، اللقاء مع الرئيس ترامب هو الخطوة الأولى للعودة والبناء دون أن نعتذر فى كل مكان، ومواصلة فرض السيادة على كل إسرائيل"، على حد زعمه.
وقال وزير التعليم الإسرائيلى زعيم حزب "البيت اليهودى" نفتالى بينت: "الضعف والتنازلات لا يحققان مكانة دولية، وإنما يضعفان المكانة الدولية. العالم يقدر الدولة التى تحافظ على أراضيها".
وفى المقابل قال رئيس المعارضة ورئيس كتلة "المعسكر الصهيونى" اليسارية، يتسحاق هرتسوج، إن المخرج لإنهاء الصراع لن تحققه لا المصادرة ولا ضم ملايين الفلسطينيين الذين سيطالبون بالحقوق المدنية الكاملة، وإنما "حل الدولتين".
نتنياهو ومستشاره فى البيت الأبيض
وقالت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" إن نتنياهو أجرى أمس الثلاثاء، مناقشات مع وزير الخارجية الأمريكى ريكس تيلرسون، وأنه من المقرر أن يعقد عدة جلسات مع قادة جمهوريين وديمقراطيين فى الكونجرس خلال زيارته لواشنطن.
وكان اللقاء الأخير الذى جمع نتنياهو وترامب فى نهاية شهر سبتمبر، قبل نحو 6 أسابيع من انتصار ترامب المفاجئ فى الانتخابات الرئاسية.
وفى الأسابيع الأربعة الأولى منذ دخول ترامب البيت الأبيض، صادقت إسرائيل على بناء آلاف الوحدات الاستيطانية وراء الخط الأخضر، وأعلنت عن خطة لإقامة أول مستوطنة جديدة منذ عقدين من الزمن، وقامت بتمرير مشروع قانون مثير للجدل يتيح شرعنة "البؤر الإستيطانية" غير قانونية، وامتنع البيت الأبيض عن إدانة هذه الخطوات.
وفى السياق نفسه، أبرزت الصحف الإسرائيلية استقالة مستشار الأمن القومى، مايكل فلين، من منصبه صباح الثلاثاء، والذى كان مسئولاً مركزيًا عن الاستعدادات للقاء بين نتنياهو والرئيس الأمريكى.
واستقال فلين على خلفية علاقاته مع حكومة روسيا والمحادثات التى سادت بينه وبين السفير الروسى فى واشنطن، سيرجى كيسلياك، فى المرحلة الانتقالية بين فوز ترامب فى الانتخابات وبين مراسم أداء القسم، وقال فلين فى تلك المحادثات إمكانية أن يأمر ترامب بإلغاء العقوبات الأمريكية المفروضة على روسيا.
وأجرى مكتب التحقيقات الفيدرالى "FBI" وجهات أخرى فى الاستخبارات الأمريكية تحقيقًا حول الاتصالات بين فلين والروس، وأدى الكشف عن الحقيقة إلى أن فلين قدم معلومات غير صحيحة إلى نائب الرئيس، مايك بينس بشأن اتصالاته مع السفير الروسى إلى استقالة فلين.
وكان فلين مسئولاً مركزيًا فى التحضيرات للقاء بين نتنياهو وترامب، وقد التقى رئيس الموساد، يوسى كوهين، والقائم بأعمال مستشار الأمن القومى الإسرائيلى، يعقوب ناجل، مرتين مع فلين منذ فوز ترامب فى الانتخابات.
وجرت جولة المحادثات الأولى فى ديسمبر 2016، والثانية فى منتصف يناير 2107، قبل عدة أيام من مراسم تنصيب ترامب رئيسًا، وتطرق كوهين وناجل فى جولتى المحادثات مع فلين إلى سلسلة من القضايا الأمنية والإستراتيجية السياسية، موضحَين تقديرات الاستخبارات الإسرائيلية فى قضايا مثل القضية النووية الإيرانية، والحرب الأهلية السورية، والقضية الفلسطينية، كما جرت يومى الجمعة والاثنين الماضى، جولة محادثات ثالثة بين ناجل وبين فلين لإنهاء الاستعدادات للقاء نتنياهو وترامب.
ومن جانبها، كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية النقاب عن أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب طلب تقريرا مفصلا عن التحقيقات التى تجريها الشرطة الإسرائيلية مع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو وذلك قبل ساعات من لقائه نتنياهو.
وأضافت الصحيفة أن رجال البيت الأبيض رفعوا التقرير لترامب، موضحين أن نتنياهو لا يزال قيد التحقيق معه فى قضايا تتعلق بفساد مالى وحصوله على امتيازات من رجال أعمال أجانب، إلى جانب ذلك قال رجال البيت الأبيض فى التقرير أن نتنياهو أهان ترامب عندما قال فى جلسة بالمجلس الوزارى المصغر إنه من الضرورى الأخذ فى الاعتبار فى كل القرارت بشخصية الرئيس الأمريكى .
وأشارت الصحيفة إلى أن السبب من وراء هذا التقرير الخاص بنتنياهو هل نتنياهو ينتحر سياسيًا بسبب قضايا الفساد أم رجل يمكن عقد معه صفقات.
وقالت الصحيفة إن "ترامب" يتعامل مع رؤساء وزعماء الدول على أنهم رجال أعمال إذ يقوم بجمع كل المعلومات الخاصة بهم بما فى ذلك المعلومات الشخصية.
وفى تعليق على الزيارة، أعرب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات عن أمله في أن يحث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رئيس الوزراء نتنياهو على الكف عن الاستيطان والعمل على تحقيق السلام.
وبدوره صرح المسئول الفتحاوي محمد اشتيه بأن فكرة الدولة الفلسطينية الناقصة التي تحدث عنها نتنياهو مؤخرًا لا معنى لها وأنها ليست مقبولة على الفلسطينيين والعالم بأسره.
ودعا اشتيه في حديث لصوت إسرائيل بالعبرية، الإسرائيليين إلى انتهاز الفرصة لتطبيق حل الدولتين تفاديًا لفقدان الأغلبية اليهودية بين نهر الأردن والبحر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة