كان خبرًا مبهجًا فعلًا، أن يتم اختيار المهندسة نادية عبده لتكون أول مصرية تتولى منصب المحافظ، خاصة أن اختيارها محافظًا للبحيرة تواكب مع إعلان عام 2017 عامًا لتمكين المرأة.
الفرحة العارمة التى واكبت إعلان الخبر ربما غطت على الجدل حول التعديل الوزارى، وعلى مشكلات الحكومة مع البرلمان، ومع الناس الذين يعانون من الضريبة الحتمية لبرنامج الإصلاح الاقتصادى، لأن الاختيار فى ذاته يكشف عن رؤية لضرورة تحقيق ما تنادى به الحكومة من شعارات حول الدفع بالشباب، وتمكين المرأة.
وما يجعل لقرار اختيار نادية عبده قيمة ومعنى، تاريخها المهنى الناصع الذى يشهد لها بكثير من الإنجازات فى جميع المهام والمناصب، سواء فى إدارة شركة مياه الشرب بالإسكندرية طوال عشر سنوات، أو خلال توليها منصب نائب المحافظ فى البحيرة خلال السنوات الماضية، حيث نجحت مع المحافظ السابق محمد سلطان فى مواجهة السيول، وزيادة محطات مياه الشرب، وخفض معدلات الإصابة بفيروس «سى»، وكذا مواجهتها الحاسمة لمافيا التعدى على الأراضى الزراعية وأراضى الدولة، ونجاحها فى استرداد سبعمائة فدان تم تجريفها فى رشيد، الأمر الذى أكسبها لقبها «المرأة الحديدية»، وهو اللقب الذى كانت توصف به مارجريت تاتشر، رئيسة وزراء بريطانيا التاريخية.
أول تصريحات صحفية للمهندسة نادية عبده تشير إلى إصرار هذه السيدة على النجاح فى منصبها الجديد، وتقديم نموذج يحتذى للحكم الرشيد للسيدات.
فقد أعلنت المرأة الحديدية عزمها بعبارات واضحة على إنهاء أزمة نقص المياه هذا العام، واستكمال المناطق الصناعية، والمشروعات المتوقفة، ومشروعات الصرف الصحى، وتأهيل القرى الأكثر فقرًا.
ليس هذا فقط، فقد أعلنت أن محافظة البحيرة ستشهد خلال الفترة القليلة المقبلة طفرة تنموية فى جميع المجالات، وستتم إقامة العديد من المشروعات العملاقة على أرض المحافظة، والتى ستغير خريطة الاستثمار فى البحيرة، من خلال تقديم التسهيلات للمستثمرين الجادين.
أتوقع أن تبذل المهندسة نادية عبده جهدًا كبيرًا فى دراسة موارد المحافظة، وكيفية توظيفها التوظيف الأمثل، وكذا وضع خريطة للمشكلات والعمل على حلها، من خلال توظيف كل الطاقات الحكومية ورجال الأعمال والمجتمع الأهلى فى المحافظة، كما أعتقد أن قطار المرأة الحديدية لن يتوقف عند محافظة البحيرة، حال نجاحها فى إنجاز خططها التنموية، وساعتها لا أستبعد أن تعيد سيرة رئيسة الوزراء البريطانية مارجريت تاتشر التى تحمل لقبها.