أكرم القصاص

عودة أحمد بهاء الدين.. كاتب له تاريخ

الأحد، 19 فبراير 2017 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بالرغم من مرور عشرين عاما على رحيله، يظل الكاتب الكبير أحمد بهاء الدين قادرا على إثارة الدهشة، ويلفت الأنظار إلى أن قضايانا السياسية والاجتماعية والثقافية هى نفسها، بما كتبه طوال مسيرته فى عالم الصحافة والفكر، التى امتدت على مدى 45 عاما، وتمثل كتابات بهاء موسوعة تتجاوز اليومى لتبقى قادرة على إثارة الاشتباك مع الأفكار التى تفرض نفسها على واقعنا السياسى والاجتماعى حتى الآن.
 
وبجانب احتفاء مؤسسة روزاليوسف بالذكرى التسعين لميلاد أحمد بهاء الدين، فقد تزامن هذا مع كتاب أصدرته المؤسسة، ويتضمن مقالات لم تنشر للكاتب الكبير، نشرها فى روزاليوسف وصباح الخير والفصول التى ترأس تحريرها الكاتب الكبير محمد زكى عبدالقادر.
 
المقالات صدرت عن مؤسسة روزاليوسف ضمن سلسلة الكتاب الذهبى، التى يرأس تحريرها الزميل والصديق أسامة سلامة، وصدر الكتاب بدراسة وتحقيق الكاتب الكبير رشاد كامل، الذى بذل جهدا مشكورا فى تصنيف وتبويب المقالات بشكل جعلها متناغمة فى فصول موضوعية، مع مقدمة قصيرة يؤكد فيها أن مقالات أحمد بهاء الدين «درس فى فن الكتابة الراقية والمحترمة، التى تخاطب العقول، ولهذا لم يستطع الزمن أن يطويها»،  وبجانب مقدمة كتبها الدكتور زياد بهاء الدين، هناك مقدمة ينسجها رشاد كامل من كتابات بهاء، تمثل سيرة، تشهد على مسيرة ثرية وكاشفة عن عمق شديد، وتكثيف مع بساطة، تمد خيوط الحوار مع القارئ.
 
«مقالات لها تاريخ» الصادر عن الكتاب الذهبى، تضمن مقالات فى السياسة والفن والحب والأيديولوجيا، والسينما وحوار دائم مع القراء بشكل يتجاوز اليومى ليمثل كشفا مستمرا للعلاقة بين الكاتب ومجتمعه، وكان بهاء نموذجا فى الاستقلال بالفكر والتوجه عن أى سلطة، سواء سلطة السياسة، أو أى سلطة متعسفة، ولهذا احتفظ بعلاقة فريدة حرص فيها على الاستقلال.
 
لقد كان أحد أهم وأشهر كتب بهاء «أيام لها تاريخ»، الذى توصل فيه إلى الجدلية التى أحاطت بتعريف الإنسان وتمييزه عن غيره، ليس فقط فى كون الإنسان حيوانا ناطقا، لكنه كائن له تاريخ.
 
ويكفى أن نقرأ مقالا لبهاء عام 1959، بعنوان «عصر الرجل العادى»، يشير فيه مبكرا إلى عصر يصعد فيه الرجل العادى، من مجرد كونه إنسانا يعيش ويعمل من دون مشاركة فى الشأن العام، إلى أن يصبح مع تقدم العلم وتضاعف الإنتاج، وأدوات الاتصال، مشاركا بشكل واسع، وأن البطولة تغير معناها، ليحتل الرجل العادى أو المواطن مكانة فى صناعة الحاضر والمستقبل.
 
فى كتاب «مقالات لها تاريخ»، وكل تاريخه الصحفى والفكرى، يعود أحمد بهاء الدين، بقدرة على إثارة الدهشة وصناعة الوعى.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة