محمود عبدالراضى

مجدى عبد الغفار .. قصة الجنرال الصامت الذى أعاد لمصر الأمن والأمان

الأحد، 19 فبراير 2017 11:11 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين"، كانت الآية بمثابة شهادة من السماء لأرض مصر المباركة التى كلم الله عليها الأنبياء بنعمة الأمن، وفي سبيل تحقيق الأمن المنشود واستمراره هيأ الله له عيوناً ساهرة، تحفظ الأمن وتصون الأرض والعرض.

وخلال عامين تخللهما أحداث عصيبة، وإرهاب أسود أطل برأسه على مصر، كان اللواء مجدي عبد الغفار وزير الداخلية، الذي تم تكليفه بحقيبة الداخلية في 5 مارس 2015 ، يدير ملف الأمن باقتدار، فلم تزعجه أصوات التفجيرات ولم يعبأ بتهديدات العناصر الإرهابية وما وراءها من أجهزة مخابرات عالمية، واستطاع خلال وقت زمني قصير أن يعيد الروح للجهاز المعلوماتي الأبرز في الداخلية "الأمن الوطني"، ويعيد ترتيب الأوراق من جديد داخله، بعدما نجحت جماعة الإخوان خلال حكمها للبلاد في تفكيك هذا الجهاز المعلوماتي الأخطر.

مجدى عبد الغفار وزير الداخلية
مجدى عبد الغفار وزير الداخلية

 

ولم يكتف "عبد الغفار" ابن مدرسة جهاز الأمن الوطني بذلك، ولم يقف في موضع المتفرج على التفجيرات ولم يتبن سياسة "رد الفعل"، وإنما قرر أن يكون الفعل الأول منه، إعمالاً بمقولة "خير وسيلة للدفاع الهجوم"، فطالب رجاله بالضربات الاستباقية، تلك الضربات التى زلزلت الجماعات الإرهابية، ونجح خلال أشهر قليلة في القضاء على ثالوث الشر في مصر: "أنصار بيت المقدس"، و"أجناد مصر" و"كتائب حلوان"، هذه الجماعات الإرهابية المنبثقة من رحم جماعة الإخوان، وأعاد الهدوء تدريجياً لأرض الفيروز.

"مجدي عبد الغفار" الوزير الذي وصفه البعض بأنه "الرجل الصامت"، لم يعلموا بأن الرجل دأب على العمل في هدوء، محققاً المعادلة الأصعب، وهي النجاح في الأمن السياسي والجنائى معاً، مشدداً دوماً على رجاله باحترام قيم حقوق الإنسان، ومؤكداً بأن رسالة الأمن لن تتحقق أبداً بمعزل عن حقوق الإنسان، مشدداً على استمرار تطوير الخدمات الجماهيرية بما يليق بالمواطن المصري.

وزير الداخلية، وبجواره رجال شرطة مخلصين، تجدهم يقفون فى الشوارع لا يبالون بقسوة برد الليل فى الشتاء، ولا تزعجهم حرارة الشمس فى نهار الصيف، يداعب النُعاس جفون أعينهم لكنهم خاصموا النوم واختاروا أن يكونوا العيون الساهرة التى تحرس الوطن فى سبيل الله، عيونا لا تمسها النار ولا يكحلها الخفوت.

وإذا كنا بصدد الحديث عن وزير الداخلية ورجال شرطته، فلابد أن نسأل أنفسنا عدة تسالاوت لنقف على حجم التضحيات، فمن منا يتحمل القلق والخوف كل لحظة على ابن أو زوج أو أخ يعمل فى مواقع شرطية، أو تحت رصاص الإرهاب على أرض الفيروز، من منا يودع ابنه كل صباح ولا يدرى سيراه مرة أخرى أم ينتظره فى جنازة عسكرية بمسجد الشرطة، من منا يستطيع أن ينام أو يأكل أو يشرب أو يمارس حياته بشكل طبيعى وابنه يداهم وكرًا إجراميًا، أو يقف فى كمين تحاصره نيران الإرهاب، من منا يتحمل القلق المميت كل لحظة ويُخطف قلبه من صوت الهاتف، ربما كان يحمل خبرًا سيئا عن الابن الغائب. إذا كنا- أنا وأنت- لا نتحمل ذلك فلنعط التحية العسكرية لرجال الشرطة كما فعلها الجنرال الإنجليزى"إكسهام" من 65 عاما ، عندما وقف ملقيا التحية العسكرية لشهداء الشرطة المصرية فى موقعة الإسماعيلية عام 1952 .







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة