لتكتشف قدرات مدرب الأهلى.. تذكر قناعته باللاعب الإثيوبى المحترف فى فريق بتروجيت!!
عندما تولى الكابتن حسام البدرى تدريب النادى الأهلى الأعرق والأكبر والأشهر عربيا وأفريقيا، كانت أبرز ملاحظاته أنه يحتاج إلى صفقات مهمة فى الشتاء، وأن معظم الصفقات التى أبرمها النادى فى «الميركاتو الصيفى»، لم تنل رضاه، مثل مروان محسن وجونيور آجاى وعلى معلول وميدو جابر وجون أنطوى ومحمد حمدى زكى، وركنهم جميعا على الدكة.
ثم انتظرنا جميعا عبقرية المدير الفنى للأهلى، اختياراته التى ستحدث الفارق، وتصنع الطفرة فى أداء الفريق وتنقله من خانة الأداء الكلاسيكى التقليدى، إلى خانة «الطريقة البرشلونية» الشاملة، فى «ميركاتو الشتاء» وبعد اعتكافه 40 يوما فى «خلوة» يدرس ويحلل بعمق، الصفقة التى سيختارها وستهز أركان النادى العريق، وتتحدث عنها جماهير الكرة المصرية بمختلف انتماءاتها الكروية، خرج فى فرحة «أرشميدس» مرددا وجدتها وجدتها، باختيار اللاعب الإثيوبى المحترف فى فريق بتروجيت «تشيملس بيكلى».
وبالفعل أحدث التفاوض مع اللاعب الإثيوبى صدى كبيرا، وأصبح حديث جماهير وعشاق الكرة فى مصر من الصدمة المروعة، لمجرد طرح اسم اللاعب ليرتدى فانلة نادى البطولات، وتساءل الجميع: هل «تشيملس بيكلى»، هى الصفقة التى ستحدث الفارق والتحول التكتيكى فى أداء الناى الأهلى؟ وكيف لحسام البدرى يبدى عدم اقتناعه باللاعب النيجيرى «جونيور آجاى»، واعتبرها صفقة فاشلة فى الوقت الذى أبدى رغبة أقوى فى التعاقد مع اللاعب الإثيوبى «القصير المكير» لفريق بتروجيت فقط، وليس للأهلى والزمالك؟
وهاجت الدنيا وماجت، وغضبت الجماهير العاشقة للفانلة الحمراء من مجرد ترديد اسم «بيكلى»، وتمنوا لو كانوا نائمين وأطبق عليهم كابوس، كما وضع مسؤولو بتروجيت شروطهم، واضعين ساقا فوق ساق، ومعهم كل الحق، طالبين الملايين فى اللاعب، وكيف لا «يتشرطون» وهم يرون المدير الفنى للنادى الأهلى يُقدر ويضع اللاعب فى قيمة وقامة موهبة «مارادونا وميسى ونيمار» مجمعة، وأنه سيحقق مع النادى الأهلى من بطولات وانتصارات ما لم يحققه جوهرة الكرة المصرية طوال تاريخها بلا منازع «محمود الخطيب»؟
حسام البدرى تراجع عن موقفه من «بيكلى» بعد غضب الجماهير، ثم فاجأهم بالتعاقد مع اللاعب كوليبالى، الذى كان يلعب فى أحد الأندية الإسكتلندية، وقال عنه ما لم يقال فى سقراط الكرة الإسبانية «إنييستا»، وانتظرت الجماهير بشوق ولهفة عودة استئناف فاعليات بطولة الدورى العام بعد انتهاء بطولة الأمم الأفريقية، حتى تتمتع بمشاهدة عنقود مهارات «كوليبالى» الفذة، ولكن يا فرحة ما تمت أخذها الغراب وطار.
انتهت بطولة الأمم الأفريقية، وانطلق الدور الثانى من بطولة الدورى العام، ولم يظهر لا «كوليبالى» ولا «عمرو بركات» ولا «حمودى»، وهى صفقات «ميركاتو الشتاء»، الذى اختارهم حسام البدرى بنفسه، وعلى الفرازة، وعندما سأل الصحفيون المدير الفنى للأهلى عن سر استبعاد الصفقات الجديدة من القائمة التى خاضت المباريات الثلاثة الأخيرة أمام الزمالك فى كأس السوبر وخسرها، والإسماعيلى فى بطولة الدورى وتعادل وكاد يخسر، ثم المقاولون مساء أمس الأول وفاز بشق الأنفس، أجاب بكل غرور وتكبر، أنه المسؤول الوحيد للدفع بالصفقات الجديدة، وليس من حق أحد أن يسأله!
حسام البدرى، مدرب تقليدى، لا يؤمن بالتطور، ويسيطر عليه الخوف والرعب من التغيير، ومؤمن بمبدأ «العب باللى تعرفه»، بجانب أن معظم الذين شاهدوا كوليبالى فى تدريب الفريق من إعلاميين وخبراء كرة قدم، أكدوا أن إمكانياته محدودة، وإن كنت لا أعول على أراء غيرى، ولا يمكن أن أحكم على مهارات لاعب إلا بعد مشاهدته فى المباريات الرسمية بنفسى.
حسام البدرى لديه قناعة كبرى بعمرو جمال، أسوأ مهاجم عرفه النادى الأشهر منذ تأسيسه، وليس لديه قناعة لا بعماد متعب ولا جون أنطوى ولا عمرو بركات ولا حمودى، ولا أى من ناشئى النادى، الذى يضم مواهب عظيمة، ومقتنع فقط بحسين السيد وصبرى رحيل ومؤمن زكريا وعمرو جمال.
حسام البدرى تستشعر أنه رجل عاشق «للمخلل»، لذلك وضع الصفقات الجديدة فى «دكان تخليل» حتى يصبح طعمها «مالح»، دون الوضع فى الاعتبار أن «للمخلل» أضرار كارثية.