لن تستغرق وقتاً طويلاً بعد أن تقابلك "نادية" على الباب، لتشعر بالراحة النفسية داخل غرفتها الصغيرة بقرية الفسطاط، ستشعر بالاسترخاء بمجرد اندماجك مع ألوان الجدران، والمقاعد الأرضية المتناثرة بالصالة الفسيحة، والديكور الذى يغلب عليه الطابع الشرقى بأناقة ملحوظة، ستشعر براحة أكبر بفعل الإضاءة الطبيعية التى تغلف الغرفة من كل الجوانب، أما عن "نادية" التى تقضى الساعات فى تهيئة ما تصفه بالأجواء الروحانية المليئة بالطاقة، فهى العنصر الرئيسى فى المكان الذى أعطته اسماً يشبه ما يثيره بداخل الزوار من مشاعر، "سكينة"، وهو محاولة "نادية سراج" فى العلاج بالطاقة واليوجا وعلم الذبذبات.
نادية خلال استخدام آلاتها الموسيقية
قد تبدو الفكر غير مقنعة بالنسبة للبعض، ويراها آخرون "كلام فارغ"، ولكن حقيقة الأمر أنها تجربة جديرة بالتأمل، "نادية سراج" ساعدتنا للتعرف أكثر على العلاج بالطاقة، والتخلص من التوتر والعصبية والمشاكل النفسية باليوجا، وتحكى "نادية" لليوم السابع: درست الأدب فى بداية الأمر، ثم عملت بمجال التنمية المجتمعية داخل وخارج مصر، بدأت فى القراءة فى علم النفس، والفلسفة واليوجا والعلاج بالصوت، وشعرت أنه مجال خصب للدراسة والتنفيذ.
خلال جلسة علاج بالصوت
وتضيف كانت معلوماتى عن "اليوجا" فى بداية الأمر مثل باقى الناس، كنت أظن انها مجرد رياضة للياقة البدنية، ولكن مع كثرة القراءة والدراسة عرفت الكثير عن فسلفة اليوجا، وما بها من تمرينات على ضبط التنفس، والتأمل، وما لها من أدوار عدة فى التخلص من التوتر والطاقة السلبية.
نادية تضرب على الآلة القديمة
رحلة طويلة قطعتها "نادية" قبل ان تستقر بالفسطاط لعلاج الزوار باليوجا والتأمل، فسافرت للهند وأندونيسيا، وشرق آسيا للتعرف على اليوجا وعلم العلاج بالصوت، وتقول: بعد عودتى من رحلات الدراسة، قررت الاستقرار بالفسطاط وتحديداً قرية "الفخارين" لما بها من تميز روحانى، فهى منطقة تضم الأديان السماوية الثلاث، كما أن المصريين القدماء كانوا يبنون المساجد، والمعابد بالأماكن الأكثر طاقة عن باقى المدينة، وهو ما يعنى أن بقعة "نادية" مليئة بالطاقة.
نادية تستخدم الذبذبة
تقوم نادية بجلسات التأمل بالعلاج الصوتى باستخدام بالجونجس وهى آلات موسيقية من آلاف السنين كانت تستخدم لإعادة اتزان الطاقة فى الجسم والحقل الكهرومغنطيسى، تلك الآلات لها أثار كبيرة جداً على المستوى البدنى والعاطفى، والروحانى كما تؤكد "نادية"، فهى تسهل على الإنسان أن يكون المراقب على نفسه، وتسهل التعامل مع الآخرين حتى نستطيع أن نكمل فى حياتنا فى ظل ما نعانيه من ضغوط نفسية.
أناء نحاسى و به مياه
الفكرة الأساسية فى "سكينة" هو "ازاى يكون عندنا وعى بذاتنا"، وذلك لأن التكنولوجيا المتطورة جعلت الإنسان منفصل تماماً عن نفسه ولا يعرف نفسه من قريب، حيث أن أصعب شئ على الإنسان أن يرى نفسه ويواجهها، وأن يرى الجوانب السلبية ويسامحها ولا يرى الجوانب الإيجابية بنفسه، فالتأمل فى الذات هو ما يجعل الأنسان يروض نفسه بكل جدارة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة