فرض شباب الإخوان، أمرا واقعا على عواجيز الجماعة، حيث وثق عدد منهم كتبا ترصد خطايا قيادات التنظيم وأخطاء الحركة الإسلامية، كما تداولوا كتبا داخل مناهج التربية الإخوانية عن أخطاء الحركات الإسلامية، وسلبيات قياداتها، كما تطور الأمر إلى تنظيم معرض كتب لشباب الجماعة لجمع كافة الكتب التى تضمنت سلبيات قيادات الإخوان، لترويجها فى المكاتب الإدارية للجماعة، بينما رفضت قيادات بمجلس شورى الجماعة هذه الخطوة وتوقعت عدم وجود تأثير لها.
قيادات إخوانية كشفت عن هذه الخطوة، وتداول كتاب داخل الجماعة حول انحرافات في الحركة الإسلامية، حيث قال عز الدين دويدار، القيادى الإخوانى بالخارج، فى تصريحات له، إن الكتاب يناقش الانحرافات التى أصابت الحركة الإسلامية، ويطرح الأفكار بصورة مجردة وعامة، ليسهل محاولة فهم الفكرة المطروحة بعيداً عن أسماء الجماعات والأشخاص.
وتابع القيادى الإخوانى:" الكتاب طرح 50 مرضاً وانحرافاً أصابت الحركة الإسلامية أثناء مسيرتها الطويلة من العمل، ويَهدف الكتاب إلى ميلادٍ جديد للحركة الإسلامية، وعمل مراجعات حقيقية خلال الفترة المقبلة".
وفى السياق ذاته، كشفت مجموعة "دعوة للتغيير" داخل الإخوان، عن إنشاء معرض كتب بمكاتب الجماعة، تضم كافة الكتب التى تضمنت نقد وأخطاء فى استراتيجيات قيادات الإخوان، لدعوة قواعد الجماعة لعمل مراجعات ومحاسبة القيادات.
وقالت إن مجموعة "الدعوة للتغيير"، ستبدأ فى فى جمع كل الكتب التى وجهت نقدا للإخوان لعرضها على القواعد وقراءتها، لمحاسبة وتقييم القيادات الحالية للجماعة.
من جانبه، قال على حمزة، القيادى الإخوانى، فى مقال له على أحد المواقع الإخوانية، إن بعض القيادات يعتقد أن نبش الأخطاء الاستراتيجية فى أروقة قيادات الدعوة، يمثل نوعًا من الإحباط، وإيغار الصدور، كأن القرآن الكريم لم يعرض لما فى نفوس خيار الصحابة من مكنونات، مستنكرا تشبيه قيادات الجماعة بالأنبياء، مشيرا إلى أن تلك القيادات ليسوا أنبياء.
وأضاف حمزة فى مقاله، إن النقد الموضوعي الواضح يجب أن يكون منهجًا عقليًّا ومسلكًا، مستشهدا بحديث محمد أحمد الراشد، المنظر الإخوانى العراقى، حيث حكى استقالة القيادى الإخوانى محمد فريد عبد الخالق فى ثمانيات القرن الماضى عندما طالب بأن تشارك الإخوان فى السياسة، ورفضت الجماعة، فطلب منه الاستقالة فاستقال فورا، مطالبا قيادات الإخوان بالاستقالة.
وطالب حمزة بالاستعانة بمقولة الراشد، لوقف تعظيم قيادات الإخوان، وإجبارهم على الاعتراف بالخطأ قائلا :"لأن مع العتاب أسلوبًا، وللناصحين منطقًا، وحتى نستمر في التصحيح للكبار والصغار، دون خوف من أحد، ودون تراشق للتهم، أو انحياز ، عليا تطبيق مقول محمد أحمد الراشد:"ليس في الناس والدعاة معصوم، وخطأ القيادات مغتفر، وليس عارًا أن نعترف بالخطأ، بل الاعتراف فضيلة".
فى المقابل قلل جمال حشمت، القيادى الإخوانى، من هذه الدعوات ونجاحها قائلا إن محاولات الإصلاح ستفشل حتما، طالما كان الولاء لتلك القيادات مستمر.
من جانبه، أوضح هشام النجار، الباحث الإسلامى، أن هناك ضغوطا بوسائل متعددة لإجبار القيادات على الانصياع لرغبات ومطالب الشباب ومنحهم ما يطلقون عليه حقوقا لهم سواء في المسائل المادية أو فى الحصول على امتيازات فى صنع القرار وتحديد مستقبل ومصير الجماعة وعدم استئثار القيادات القديمة بالقرار.
وأضاف فى تصريح لـ"اليوم السابع" أن شباب الإخوان يعتبرون ما حدث ويحدث حاليا فى الإخوان فرصة لن تتكرر لتغيير هيكلة الجماعة وطرق إدارتها وأساليب عملها بما يصب في مصالحهم ولذلك لا يتورعون عن القيام بخطوات صادمة للقيادات القائمة بغرض اجبارهم على الإذعان والتجاوب مع تلك المطالب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة