يقصد بتداخل الأدوية تفاعل الأدوية مع بعضها البعض، وربما تتفاعل الأدوية مع أخرى موصوفة لعلاج ذات المرض أو أدوية أخرى يتناولها المريض لعلاج مرض مزمن، كمرض السكر أو ارتفاع ضغط الدم أو مع النباتات الطبية أو الأعشاب.
وتشمل الفئات الأكثر عرضة لتداخلات الأدوية كبار السن والأطفال والمصابين بأمراض متعددة ومرضى الكبد والكلى، والذين يعالجون بأدوية خطرة والمدخنين، وينتج عن تداخل الأدوية زيادة تأثير أحد الأدوية أو أكثر أو خفض فعاليه دواء ما أو ظهور أثر جديد لا يظهر مع أى من الأدوية منفردة.
ويمكن أن يغير الدواء طعم الغذاء أو يسبب فقدان الشهية أو زيادتها، وبعضها يسبب الغثيان أو القىء أو صعوبة البلع أو جفاف الفم أو عسر الهضم وسوء الامتصاص، وتشمل أسباب تداخل الأدوية استثارة بعض الإنزيمات التى ربما تسرع أو تبطئ تفاعلها، ويعتمد مرور الدواء إلى لبن الأم على طبيعة الدواء وتركيزه وطريقة الاستخدام، ومن علامات وصول الدواء الذى تتناوله الأم للرضيع الإسهال أو الإمساك أو النوم العميق، والطفل الأقل عمرا ووزنا خاصة المبتسر أكثر عرضة لتأثير الدواء فى لبن الأم، وعلى الأم المرضع الإقلال من الأدوية فى فتره الرضاعة، خاصة فى الشهور الأولى من عمر الرضيع، وإذا لزم تناول دواء فيجب أن يكون قبل الرضاعة بساعتين أو بعد الرضاعة مباشرة، وبأقل جرعة ممكنة، ويجب على الأم المرضع تجنب الأدوية طويلة المفعول كل الأدوية تقريبا تصل لبن الأم، وكلما زادت الجرعة زادت الكمية التى تصل إلى اللبن.
الدواء الذى يعطى 60 دقيقة قبل الرضاعة هو الذى يصل إلى اللبن بجرعات عالية خلال الرضاعة التالية للدواء، وأغلب المضادات الحيوية التى تتناولها الأم لا تضر الرضيع، أما حبوب منع الحمل فهى ضارة عدا التى تحتوى على البروجيسترون فقط، وتصل مشروبات الكافيين للرضيع لذا يجب الحذر حتى لا يفقد الرضيع القدرة على النوم ويصيبه القلق، وتعتبر تطعيمات الأم آمنة، وتنخفض كفاءة موسعات الشعب طويلة الأمد مع بعض مضادات التشنج وبعض الأدوية المدرة للبول وبعض الأدوية المضادة للفطريات ومضادات ميكروب الدرن، وتزداد كفاءة هذه الموسعات مع بعض المضادات الحيوية وهرمون الثيروكسين هرمون الغدة الدرقية والإنترفيرون، وتتداخل موسعات الشعب قصيرة الأمد فيما بينها فتسبب إطالة فتره توسع الشعب الهوائية وتتداخل مع بعض أدوية القلب فتؤدى لضيق الشعب.
وتتداخل الأدوية أيضاً مع المشروبات الغنية بالكافيين مثل القهوة والشاى ومشروبات الكولا فتتسبب فى استثارة الجهاز العصبى، وتسبب السهر وربما تسبب الرعشة وزيادة عدد ضربات القلب. وربما تتسبب الأدوية المزيلة لاحتقان الأنف فى ارتفاع ضغط الدم، وتؤخذ أغلب المضادات الحيوية قبل الأكل بساعتين وتقل كفاءتها 70% إذا أخذت بعد الأكل فربما يقلل الطعام من امتصاصها، وبالتالى يقل تأثيرها العلاجى وقد يتسبب الطعام فى تكسير بعض الأدوية وبالتالى لا يستفيد المريض منها.
وتؤخذ أغلب المقويات بعد الأكل وتؤخذ الأدوية التى تساعد على الهضم وسط الأكل أو بعده مباشرة، ومعظم أدوية الضغط تؤخذ على الريق ويجب ألا تؤخذ مركبات التتراسيكلين مع منتجات الألبان لاحتوائها على نسبة عالية من الكالسيوم الذى يؤدى إلى ترسيب مركبات التتراسيكلين على الأسنان.
تؤخذ الأدوية المسكنة بعد الأكل حتى لا تضر المعدة الأدوية الكيماوية للسرطان ممنوعة خلال الرضاعة، كما تؤخذ فواتح الشهية ومضادات المغص والقىء قبل الأكل بربع ساعة إذا كانت شراباً أو نصف ساعة إذا كانت أقراص.
وتبين ضرورة عدم تناول مركبات الأسبرين مع بعض الفواكه والخضراوات، حيث تحتوى على مركبات تشبه الأسبرين تتداخل معها القائمة تشمل المشمش والتوت والتمر والعنب والجوافة والبرتقال والفراولة والبرقوق والفجل والفلفل والمكسرات والفانيليا، والكراوية وزيت الزيتون وجوز الهند، ويقلل الأسبرين من امتصاص فيتامين سى فى الأمعاء ويزيد من فقدان فيتامين سى فى البول، ويقلل من مستواه فى الدم ويمنع دخوله كرات الدم البيضاء، ويتفاعل الأسبرين ايجابيا مع الكحول والأدوية مسكنة الألم وتناولها على المعدة الخالية يسبب آلام معدية شديدة وربما قىء دموى، وتتفاعل الأدوية المدرة للبول الحاجزة للبوتاسيوم فى الجسم مع الياميش والسبانخ لاحتوائها على البوتاسيوم، حيث تتداخل مركبات الكورتيزون مع الكحول فتؤذى المعدة ويجب الإقلال من ملح الطعام أو الأطعمة الغنية بالصوديوم معها، والتدخين ينشط بعض الإنزيمات فى الكبد التى تكسر بعض الأدوية مما يعنى قلة الاستجابة للأدوية ويتبع ذلك زيادة جرعات الدواء مقارنة بغير المدخنين، وهذا يعنى المزيد من الآثار الجانبية عند علاج المدخنين بعض المواد الكيميائية التى تنتج من تدخين التبغ قد تتفاعل مع مضادات الاكتئاب، وبعض الأدوية المهدئة وأدوية منع الحمل وبعض أدوية بخاخات الربو و موسعات الشعب.
ويقلل التدخين من فعالية أدوية الربو مما يفسر قلة الاستجابة للعلاج بالجرعات المعتادة، والتدخين يسرع تكسير الكافيين، وبالتالى يضطر المدخنون مدمنى الكافيين لتناول مركبات الكافيين أربعة أضعاف غير المدخنين، والنساء المدخنات اللاتى يتناولن أقراص منع الحمل يتعرضن لزيادة مضاعفات أمراض القلب والأوعية الدموية 6 مرات.