المفاوضات حول القضية الفلسطينية هى انعكاس لأوضاع القوة والضعف على الأرض، ومنذ تأسيس إسرائيل ككيان غاصب للأرض الفلسطينية على أثر نكبة العرب فى حرب 1948، كان حلم قادة الدولة العبرية أن يتم الاعتراف العربى بها كاملا من كل الدول العربية، لكن هذا لم يحدث إلا بعد توقيع الرئيس السادات ومناحم بيجين رئيس الوزراء الإسرائيلى على اتفاقية كامب ديفيد عام 1979.
ويمكن القول، إن اعترف مصر رسميا بإسرائيل بعد كامب ديفيد هو أكبر الانتصارات التى حققتها إسرائيل منذ تأسيسها، فبهذا الاعتراف بدأت بوابات العواصم العربية تنفتح تدريجيا لإسرائيل، وبعد أن كان الأمر يتم سرًا أصبح علنًا، وطوال السنوات التى سيطر عليها هذا التوجه لم ينقطع الحديث عن السلام الشامل والاتفاقيات الخاصة به، وفى ظل هذا لم ينقطع التلهف العربى على إنجاز هذا السلام بأى ثمن، فى مقابل رفض إسرائيلى متواصل، وبين «التلهف العربى» المعبر عن الضعف، و«الرفض الإسرائيلى» المعبر عن الصلف، يبقى سؤال:
لماذا وصلنا إلى هذا الحال؟
هل من الصحيح أن تتم تسوية نهائية فى ظل هذا الضعف العربى؟
من بديهيات التفاوض لتسوية الصراعات الدولية، أنه انعكاس لأوزان القوة والضعف على الأرض، فالقوى يحوز أوراقا يستطيع الدهس بها على الضعيف، والضعيف قد يجد نفسه فى وضع الاستسلام، وكل بؤر الصراع الدولى فى التاريخ هى تقريبا انعكاس لتلك القواعد، لكن يبقى التحدى أمام الضعيف فى أن يدير أوراقه القليلة بكفاءة تؤدى إلى تحسين وضعه، ووقف نزيف خسائره عند حدود معينة لا يمكن تخطيها حتى لا يجد نفسه أمام حالة موت كامل، والقضية الفلسطينية ينطبق عليها هذا الكلام تماما، ولهذا فمن الضرورى أن نطرح أمامنا بديهيات بخصوصها وهى:
هل نحن فى ظرف سياسى عربى عام يسمح بتسوية عادلة للقضية الفلسطينية؟. وهل نحن فى ظرف فلسطينى داخلى يسمح بذلك؟
هل يمكن قبول الشروط التى تطرحها إسرائيل، وأبرزها عدم السماح بالقدس عاصمة لفلسطين، وعدم التفريط فى أى بؤر استيطانية، وإلغاء حق العودة للفلسطينيين، وأن تكون فلسطين دولة منزوعة السلاح، وغيرها من الشروط التى تعد فى مجملها إذلالا للعرب؟
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة