لأول مرة منذ فترة طويلة أشعر أن الإدارة فى مصر عمومًا تتحرك بإبداع لتحول المحنة إلى منحة، والأزمة إلى فرصة للنجاح، والمرض إلى احتفال بالشفاء، لماذا، لأن القائمين على علاج المصريين من فيروس سى الخطير لم يلطموا الخدود أو يكتفوا بالعلاجات القديمة المهلكة للمرضى ولميزانية العلاج على نفقة الدولة، كما كان يحدث أيام مبارك، حتى أصبحنا الدولة رقم واحد فى معدلات الإصابة، وباتت الدول المستقدمة للعمالة المصرية تشترط شهادة بعدم الإصابة بالمرض اللعين.
وسبحان مغير الأحوال، فقد انتقلنا من مرحلة الانكفاء والبيروقراطية فى علاج مرضانا وترك مسبباته تهرى أكباد المصريين إلى التحرك بشكل علمى والبحث عن أحدث ما توصل إليه العالم من علاجات، والعمل على إنتاجها بمصر بمساعدة المنظمات الدولية لتوفير الفارق الكبير فى الأسعار، وبالفعل نجحنا فى علاج ما يقارب مليون مريض خلال عام واحد مع استمرار البحث عن العلاجات الجديدة، وإنتاجها فى مصر، الأمر الذى حول مصر من أكبر دولة موبوءة بمرض فيروس سى إلى قصة نجاح عالمية تروج لها منظمة الصحة العالمية والأمم المتحدة ومنظماتها المعنية بالصحة فى العالم.
لا تتوقف قصة النجاح الكبرى هنا، بل استطاعت الجهات الحكومية المعنية بملف القضاء على فيروس سى بالتعاون مع إحدى شركات القطاع الخاص التفكير فى توظيف قصة النجاح لتحقيق أكبر استفادة للبلد، فكان الترويج لمشروح السياحة العلاجية فى مصر عموما وفى القلب منها السياحة العلاجية لمرضى فيروس سى الأجانب عندنا ومن خلال مشروع العلاج المصرى بأسعار غير مدعومة، لكنها تظل أقل بكثير من الأسعار، التى يدفعها أى خواجة فى بلده، وبالمرة نواجه الحصار المفروض علينا سياحيًا بعد حادثة الطائرة الروسية فى سيناء.
عندما يأتى ميسى إلى القاهرة، ويتم تصويره إلى جوار الأهرامات، وهو يدعو للعلاج من فيروس سى فى مصر لأنها أرخص وأأمن وتحقق نجاحا فى القضاء على المرض حتى بالنسبة للمنتكسين بالعلاج الأولى تقدم لهم علاجا خاصا يمكنهم من الشفاء، فإننا بذلك نراهن على اجتذاب 140 مليون مريض بفيروس سى فى جميع أنحاء العالم، وحتى لو نجحنا فى اجتذا بـ %10 فقط من هذا العدد ووصل إلى مصر 14 مليون زائر ضمن مشروع السياحة العلاجية، الذى يروج له النجم الأرجنتينى، نكون بذلك قد عادلنا الرقم الذهبى لعدد الزائرين لمصر عام 2010 عندما كانت معدلات السياحة فى أوجها، مش بقولكم ضربة معلم.