عصام شلتوت

النجم صاحب المليار «محب».. نورت مصر

الخميس، 23 فبراير 2017 06:11 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هى لا تشبه زيارة نجم كبير.. فى أى من مناحى الحياة، أيضا لا يمكن اعتبارها مجرد حضور لنجم نجوم الكرة العالمية «البرغوث» الأرجنتينى ليونيل ميسى حامل شعار «البرسا» الكتالونى.. كأن يصل مصر ضمن فريق ناديه، أو منتخب بلاده.
 
لكنها طاقة اتسعت حتى رأى العالم.. الكروى على الأقل منها مصر الحضارة، والأمان.. البلد الذى عبر عن نفسه بإنجاز بالغ التأثير حين استطاع القضاء على الفيروس الكبدى اللعين.. «فيرس C»، بل صدر للعالم أجمع العلاج الأكثر جدوى، والأقل تكلفة على الإطلاق.
 
مليار مشجع ومحب وعاشق لميسى كانوا حاضرين معه لحظات عاشها فى مصر، إنها الحالة التى تستحقها المحروسة، والآن تتحول لحقيقة دامغة.. بشهادة معتمدة من مليار محب للبرغوث الإنسان والنجم.. بخلاف مئات الملايين من المتابعين خارج إطار كرة القدم.
 
كثيرون اعتبروا الساعات التى قضاها ميسى فى مصر.. جاءت كرد إلهى يعيد للمصريين حقوقا كثيرة مهدرة، بسبب هجمات «طيور الظلام».. الذين طاروا بالأمس إلى شقوق جبال الحسرة.. بعد هذه الحالة من الحب، سواء من ميسى والذين معه، أو عبر المتابعين.. الذين استعادوا ذكريات مصر الآمنة.. فبحسب «ألفونس»، قائد حملة ميسى، فإن مصر يعرفها أغلب سكان العالم، ولو بالمتابعة التاريخية، ليضيف أنه مذهول بمصر الحديثة أيضا.
 
دعونا لا ننظر أو نلتفت لمن يريد العودة لنقاط خلافية، رافضا جدوى الزيارة، فمثل هؤلاء لا يجدى معهم البحث عن المستقبل.
 
أظن أنهم، لم يسمعوا النجم العالمى حين أكد انبهاره بمصر، بل أكد أنه درس عن الأهرام ومصر فى مدرسته الابتدائية، فتلك إشارة لمليارات البشر للبحث فى تاريخ وحاضر مصر.
 
هناك أيضا الأكثر أهمية.. فحين قال ميسى إنه يرغب فى تجربة «أكلة الملوخية» مع الإعلامى عمرو أديب، فالمؤكد أنه سينقل الكثير عن الكرم والطيبة فى مصر!
إذا لم يكن مبهورً بحب هذا البلد، فلماذا أحب أن يلتقط تلك الصورة مع أحد حراس الآثار بمنطقة الأهرامات، حتى حين سأل عن عمله وعلم أنه «شيخ غفر».. ظل يطلب الإيضاح، حتى قال: «هل يعنى أنه شرطى يرتدى أزياء شعبية فرعونية، أو.. أنها ملابس سرية»!
كم تساوى هذه اللقطة؟.. اسألوا أهل الشر عن مشاعرهم، وإحساسهم بهذه الساعات التى أمضاها ميسى بين المصريين، ستجدونها الساعات الأثقل، بل كأنها تمر مثل دهر عليهم.
لعل أفضل المشاهد خلال ساعات الحب التى عاشها ميسى بيننا، كان وجود الأغلب الأعم من وكالات الأنباء، والصحف العالمية، بالإضافة لأكثر من 150 محطة تليفزيونية أرادت الفوز بلقطات للبرغوث الإنسان والنجم الكروى ليونيل ميسى.
 
تلك اللقطات والأخبار طيرت لحظة بلحظة ليشعر العالم منذ عصر الثلاثاء وحتى العاشرة من مساء نفس اليوم، بأن سكانه أو أغلبية منه موجود مع ميسى على أرض مصر، تتابع مشواره بين الآثار، وخلال مرور موكبه فى شوارع المحروسة.
 
حتى اختيار الفندق جاء ملائما «للحالة ميسى»، فهو الفندق التاريخى الذى شهد زيارات عالمية بدءا من الملكة أوجينى حين زارت أهرامات الجيزة.. مرورا بكل أو أغلب زعماء العالم.
 
أيضا هذا الفندق شهد، أول مباحثات سلام عقب نصر أكتوبر، لتستعيد بعدها مصر كل أراضيها.
لابد أن ننقل أيضا لـ جماعة كارهى الخير لمصر.. هذا الإحساس الذى أفصح عنه ميسى لمن حوله، حين قال إن مصر التى زارها قبلاً مع فريقه برشلونة عام 2007 ليلاً فى النادى الأهلى.. بلد خال من «فيرس C».. بل أذهل العالم بإنتاج الدواء الأكثر فعالية، والأقل كلفة، لكنه أضاف أيضا أنه شعر بكامل الأمان فى الشوارع التى مر بها.. مشيدا بما أحاطه به المصريون فى كل مكان من مشاعر دافئة.
 
أكثر ما يجعلك تشعر بالفخر، أن النجم العالمى نقل ما ذكرناه لأهله وأصدقائه عقب ساعتين من وصوله مطار غرب القاهرة بطائرته الخاصة فى رسالة «S.M.S».. ليأتيه السرد سريعا: «استمتع بالزيارة.. ولنا عودة معك إلى مصر».
 
أما عن الآثار المصرية فى منطقة أهرامات الجيزة فحدث ولا حرج.. فقد ظهرت ملامح الانبهار والدهشة على وجه ميسى، لتنقل كل العدسات، هذا المشهد الرائع، الذى أصر خلاله نجم نجوم الكرة فى العالم على سماع «مرشده» السياحى ليعرف أكثر عن حضارة الفراعنة، وكم كان سعيدا بالتقاط الصور، فى المنطقة وبجوار الأهرامات، وأبوالهول.
 
أما الصورة الأكثر تأثيرا، بحسب ما أكده الفريق المحيط بالبرغوث الأرجنتينى، فكانت مع الغفير النظامى، التى نقلت للعالم على الفور.. ليرى المعادلة المصرية.. فهذا الحارس يصل ومن معه الليل بالنهار لحراسة تاريخ بلاده، جنبا إلى جنب مع الشرطة العامة والمتخصصة.
 
المغانم كثيرة من زيارة النجم الكبير.. ورصدها يحتاج صفحات وصفحات، يكفى أن تلمح فى عيون هذا النجم، حروفا معبرة بنظرات واضحة، فيظهر متحدثا وكأنه يقول للمصريين: «الرسالة وصلت.. بعد أن أكدو له بحرارة ودفء الاستقبال أنه «نور.. مصر».
 
أما تدوينته التى أكد خلالها أن الناس فى حاجة لدعم نجوم الكرة من أجل عالم خال من الفيروسات، فكان لها مفعول السحر فى المتابعة للزيارة وإلقاء المزيد من الضوء على مصر الأمن والأمان.. التاريخ والحاضر.
التدوينة التى حظيت خلال 3 ساعات بملايين اللايكات والشيرات.. لم يتابعها البشر حول العالم فقط.
بالطبع.. كان نجما آخر حاضرا.. غائبا وهو البرازيلى ساحر السامبا نيمار، الذى أعاد نشرها سريعا.. لتحظى الـ«رى تويت» النيمارية بالمزيد من الملايين حول العالم أيضا، وتظهر كرد بليغ على حزب أعداء نجاح مصر!
نعم.. «رى تويت» نيمار.. رد بليغ على أصحاب «العيون الضيقة».. وليس كارهى نجاح مصر الجديدة فقط.
بالطبع هناك من خرج ناقدا ومفندا الزيارة، فى إشارة لكم ما صرف، لهذا، فإن أمثال هؤلاء «عيونهم الضيقة».. لا ترى عظمة ما تم.. ولا تلحظ حجم النجاح فى إعادة تسويق مصر سريعا.. وخلال قرابة الـ«8 إلى 10 ساعات».. مختصرة من الوقت ما كان يحتاج إلى شهور، وربما عام كامل!
هى زيارة تساوى عشرات المليارات من الدولارات واليوروهات.. فيما لو أنفقنا لإعادة تسويق مصر بمحلات دعائية إعلانية.
 
أيضا هى دحر كامل لكل من يسوئ صورة مصر، أو الإساءة لكل عمل جاد يقربنا من الخروج إلى نهاية النفق المظلم الذى فرض علينا دخوله.. بل أؤكد لكم أن هذه الزيارة لها مفعول السحر، تجعل النهاية «للسوداويين».. وأمثالهم قريبة.
 
إنها لحظات مرت سريعا، لكنها تحتاج إلى مليارات الأوراق لرصد ما جاء فيها من إيجابيات، تحتاج إلى تعظيم، فالآن مصر تحت مجهر نجومية تعاظمت بوجود ميسى معبرا عن حالة رضا على الأقل بما قدمته مصر، قبل أن تصل دول كبرى إليه.. الإيمان بقدراتنا.. قدمه هذا النجم.
أما أهم ما توقف أمامه ميسى وهو بين المصريين فكان مثارا لابتسامات عديدة له، وأيضا بعض التساؤلات.
نقلوا للنجم الكبير «بوست» جاء فيه: «سلامنا للمدام.. والأولاد».. ليسأل ميسى: «يعنى إيه»!، ثم يبتسم سريعا حين عرف أن صاحب «البوست» يؤكد أنه ينقل تحيات المصريين لزوجته وأولاده.. وأنها حالة سلام مصرية.
أما ما كان مستغربا من قبل ميسى فهو عبارة.. حب ممزوجة بوصف «أبوتياجو».. أيضا يعود للابتسامة حين أكد له مرافقوه أننا ننادى الرجال بأسماء أولادهم.. لهذا.. فهو «أبوتياجو» ولده!
حقيقة.. كل ما يمكن أن يكون فخرا علينا أن نطلقه.. سواء للرعاة، أو المنظمين وصناع الدواء.
أما الأمن المصرى وزارة الداخلية.. ورجالها بالإضافة لأمن الجيزة.. ومساعد الوزير اللواء هشام العراقى.. فكانوا خبر ممثل لتأمين دون ضجيج.. علينا أن نصدق أنفسنا ونشير إلى اقتراب «مشروع مصر الجديدة» من الاكتمال.. المحروسة محط أنظار نجوم العالم.. فأهلاً بهم.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة