فى محاولتها المستمرة لتزيف الحقيقة، سعت جماعة الإخوان هذه المرة بنشر مقالا فى صحيفة نيويورك تايمز لجهاد الحداد القيادى بالجماعة يبرأ فيه تاريخ الجماعة من تبنى العنف والإرهاب، ويزعم فيه أن التنظيم كان ضحية وتعرض للاضطهاد فى ظل نظام مبارك، وأنه كان رافضًا ضد للتوريث.
وكان إريك تريجر، الزميل لدى معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، أثار علامة تعجب حول كيفية نشر القيادى الإخوانى جهاد الحداد، المسجون فى قضايا تتعلق بالعنف والتحريض على القتل خلال اعتصام "رابعة العدوية"، مقالا بصحيفة نيويورك تايمز.
وكتب "تريجر" المختص بشئون الجماعات الإسلامية، على حسابه الخميس: "السؤال الرئيسى، كيف استطاع المتحدث باسم الإخوان المسجون فى مصر أن ينشر مقالا على صفحات نيويورك تايمز الأمريكية؟"، وهو ما أثار أسئلة عديدة أخرى من قبل متابعيه حول هدف صحيفة نيويورك تايمز نفسها التى تنشر مقالا لقيادى ينتمى لجماعة إرهابية، وعما إذا كان الحداد هو من كتب الخطاب بالفعل.
وفى مقال دفاعى يعكس خوف قيادات جماعة الإخوان من تحرك الإدارة الأمريكية نحو تصنيفهم كتنظيم إرهابى، سرب الحداد، المتحدث باسم الجماعة، خطابًا من السجن نشرته الصحيفة الأمريكية، يسعى إلى محاولة إنكار تاريخ الجماعة من العنف والإرهاب.
وكتب الحداد، فى مقال منشور الأربعاء، "نحن لسنا إرهابيين"، منتقيا ألفاظا توحى بأن أيديولوجية الجماعة قائمة على فلسفة من وحى الإسلام، وتؤكد على قيم العدالة الاجتماعية والمساواة وسيادة القانون، وهى الكلمات الجوفاء التى كشف زيفها عام كارثى عنيف من حكم الجماعة الإرهابية لمصر.
وعلى نقيض ممارسات التكفير والازدراء بالآخر، فضلا عن خطابات الكراهية التى يرددها قيادات الجماعة دائما، سعى الحداد للخلط بين أيديولوجية الإخوان والإسلام كدين تعددى شامل لا يفرض رؤية واحدة على المجتمع.
وزعم الحداد أنهم كانوا المجموعة الأكثر تعرضا للاضطهاد فى ظل نظام مبارك، وقال إن مشاركتهم البرلمانية فى ذلك العهد سواء من خلال تحالفات مع الجماعات السياسية الأخرى أو كمستقلين، هو دليل على التزامهم بالتغيير القانونى والإصلاح، فضلا عن زعمه على عملهم ضد محاولة توريث مبارك السلطة لنجله جمال، ناسيًا رفض قيادات الجماعة المشاركة فى ثورة 25 يناير 2011 خلال الأيام الأولى للثورة.
وواصل الحداد أكاذيبه، قائلا: "لا شىء يتكلم أكثر من التزامنا المطلق باللا عنف والإصرار على المقاومة السلمية"، وهو الزعم الذى تقف أمامه الكثير من علامات الاستفهام، فلا يمكن أمام هذا الزعم أن ينسى المصريون والعالم مشهد منصة التحريض على العنف ضد الدولة فى ميدان رابعة، ولا يمكن لأحد أن ينسى ذلك الوجه الغاضب الذى خرج مهددا أمام كاميرات التليفزيون "هنفجر مصر، ما لم يتم إعادة محمد مرسى للسلطة"، فضلا عن القنوات التليفزيونية التى ظهر من خلالها قيادات الجماعة محرضين على العنف والكراهية.
فى هذا السياق، اعتبر النائب مصطفى بكرى عضو مجلس النواب المقال المنشور لجهاد الحداد القيادى بجماعة الإخوان، فى صحيفة نيويورك تايمز، أنه إذا كان هناك اختراق داخل السجن عبر أحد من أقارب "الحداد"، أو شخص آخر فهذا أمر يستوجب التحقيق ومتابعة الإجراءات الأمنية داخل السجون، وإذا كان أحد كتب هذا المقال من الخارج باسم جهات الحداد فالهدف منه هز الثقة فى الاجراءات الأمنية بالسجون، والتحقيقات ستكشف الحقيقة.
وحول ما جاء بمقال "الحداد" أن جماعة الإخوان ليست إرهابية، قال بكرى فر تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن الدماء التى اسيلت فى الشوارع وأمام المنشآت خير دليل على كذب ما يدعيه الحداد فى مقاله.
وحول مزاعم "الحداد" بأن الجماعة تتعرض للاضطهاد، وأنهم كانوا ضد نظام مبارك والتوريث، أضاف بكرى: "قيادات الجماعة فى ظل نظام مبارك كانوا قربين من النظام، وقد أراد مرشدهم أن يمهد الطريق للتوريث فى هذا الوقت وأقوالهم فى الصحف والتسجيلات موجودة".
فيما علق فى هذا السياق اللواء يحيى كدوانى وكيل لجنة الدفاع والأمن القومى بالبرلمان، إن جماعة الإخوان تمارس حملة ممنهجة للتشويش وتضليل الرأى العام العالمى ومنظمات حقوق الإنسان ضد مصر، مشيرًا إلى أن الجماعة تستخدم أدواتها الإعلامية فى نشر الأكاذيب.
وأضاف أن الجماعة الإخوان تسعى لتشويه صورة الإسلام بنشرها للعنف والإرهاب، وتبنيها للمنظمات الإرهابية الأخرى، متابعًا أنه يجب التأكيد على الاجراءات الأمنية المتبعة فى السجون لمنع أى تسريبات من الأشخاص المنتمون للجماعة.