بمناسبة الكلام عن إمكانات مصر، ونظرة واحدة على حجم ما نملكه.. لدينا الكثير من الإمكانات والفرص، حتى لو لم تكن مصر دولة نفطية، أو تمتلك ثروات فى باطن الأرض.. لديها ثروة، تمثل ثلث آثار العالم، فضلا عن طبيعة ، تمثل مع الآثار ثروة تستحق فى حال توظيفها، أن تدر مئات المليارات. لدينا بحران أحمر ومتوسط ونهر النيل، ومع هذا نستورد الأسماك. نحن نفتقد للأفكار التى تحول هذه الإمكانات إلى ثروات.. وما ينطبق على السياحة والمصادر المائية، ينطبق أيضًا على قضايا التعليم والعلاج، ودائمًا ما نتحدث عن حاجتنا لأفكار من خارج الصندوق، بينما نحن لم ننته من الصندوق ومافى داخله من حلول.
دائما يدور الجدل عما إذا كان الثراء مرتبطا بأموال وثروات مباشرة أم غير مباشرة، وعلى سبيل المثال الدول التى حققت تقدما ونسب نمو كبيرة لا تمتلك ثروات نفطية ولا معدنية ولا كنوز ذهب، لكنها تمتلك أفكارًا.. اليابان مثلا أمة ليس لديها ثروات من أى نوع، بل إنها تستورد تقريبا أغلب الخامات، ومع هذا تحقق تقدما وتفوقا فى مجالات عديدة. وأغلب دول جنوب شرق آسيا، لا تمتلك الكثير من الثروات، ولا حتى الأنهار ومع هذا نجحت فى التقدم.
السر معروف الفكرة أساس الغنى.. وبالذات فى هذا العصر، لو تأملنا الشركات والأشخاص، الذين كونوا ثروات نجد أنها شركات تتعامل مع المعلومات سواء البرامج أو الخدمات.. من بيل جيتس، ومارك زوكربيرج.. جوجل وتويتر، وفيس بوك، أبل وسامسونج. كلها منتجات لا تمثل قيمة الصناعة فيها الكثير، بقدر ما تأخذ قيمتها من القدرة على تخزين ونقل المعلومات.
وقبل ربع قرن كانت كل التوقعات أن تصبح المعلومات هى السلعة الأكثر رواجًا، وهو أمر لم يكن كثيرون يفهمونه، وعندما أصدر الفين توفلر كتاب «الموجة الثالثة»، كان يعتبر الموجة الزراعية والصناعية تنتهى لتبدأ الموجة الثالثة، وهى عصر المعلومات، متوقعًا أن يغير القواعد، التى عاش عليها العالم خلال الموجتين السابقتين.
نحن فى عصر الأفكار فيه هى الأساس للثروة والغنى، بل والقوة والنفوذ، ولا يكفى أن نبقى عند القول بأن لدينا حضارة فرعونية عظيمة، أو ثروة من الآثار أو البحار والأنهار، بل يفترض أن نقدم أفكارًا فى كيفية توظيف كل هذا وتنميته، وتحويل هذا إلى ثروات.