قال السفير شيه شياو يان، المبعوث الصينى الخاص بسوريا، إن سوريا شهدت على مدى ستة سنوات ماضية حربا ضارية، حصدت أرواح الآلاف من الناس وشردت الملايين من اللاجئين وانتشر الفقر، كما ضربت الحرب النمو الاقتصادى والاجتماعى والحضارة السورية، وأدت الفوضى إلى نمو الإرهاب، الذى لا يهدد سوريا فقط، وأنما يشكل تهديدا خطيرا على السلام فى المنطقة والعالم أجمع.
وأكد المبعوث الصينى، إن حل الأزمة السورية ينبغى أن يكون بيد السوريين، وينبغى أن تعكس العملية السياسية الديمقراطية والمساواة والتسامح، وتشكيل حكومة وحدة وطنية بمشاركة الفصائل العرقية والدينية المختلفة، وطرح برنامج شامل يناسب وضع سوريا مع الأخذ بعين الاعتبار شواغل جميع الاطراف، الذى يمكن الحصول على قبول كل الأطراف والتنفيذ الفعال، ولن يتحقق السلام دون شعور جميع الأطراف السورية المعنية بالأمن.
وأضاف السفير شيه شياو يان، فى تصريحات له، أن الحرب فى سوريا ليست هى الحل وأن القوة لن تجلب السلام، حيث يتزايد بشكل كبير رغبة الناس فى تحقيق السلام مع اتساع دائرة العنف والفوضى وأنعدام الأمن، وفى نهاية العام الماضى، لعبت المساعى الحميدة التى لعبتها روسيا دورا مهما فى التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين الحكومة السورية وجماعات المعارضة المسلحة، وإنشاء آلية مراقبة وقف إطلاق النار، وإجراء جولتين من الحوار فى أستانا.
وأشار المبعوث الصينى، إلى أن هذه المرة الاولى التى تمكنت فيها الاطراف المتحاربة الاجتماع فى نفس الغرفة للحوار، وذات أهمية كبيرة لترسيخ وضع وقف اطلاق النار القيم والحفاظ على زخم الحوار، وأن استئناف المفاوضات يمكن أن تفتح آفاق جديدة للحل السلمى فى سوريا.
وأكد المبعوث الصينى، أن الأمم المتحدة تلتزم بتعزيز الحوار السياسى فى سوريا دائما، حيث فى العام الماضى، تمخض من الوساطة النشطة لدى ميستورا المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا عقد ثلاث محادثات السلام غير المباشرة فى جنيف، وسيتم عقد جولة جديدة من المحادثات وفقا لقرار مجلس الأمن رقم 2254 الذى ينص على عقد "مفاوضات بشأن عملية انتقال سياسى" يبقى الأساس للجولة الجديدة، وفى هذا الصدد، يهتم المجتمع الدولى به للغاية، ويتطلع له مملوءا بالآمل.
وأضاف، أنه يجب على الحكومة السورية والفصائل المختلفة فى المعارضة وضع مصالح الناس فى المكانة الأولى، وإظهار روح التوافق والتعاون، وتحويل السيوف الى محاريث، و العمل من أجل تحقيق المصالحة الوطنية، مستشهدا بقصيدة صينية شهيرة: "الابتسامة تزيل العداوة بين الأخوة الباقين على قيد الحياة بعد الحرب"، كما يجب على الدول ذات الصلة فى المنطقة أن تتخلى على المصالح الذاتية، وتدفع الوضع إلى الأمام على أساس أربع مسارات موازية: "وقف اطلاق النار، المفاوضات السياسية، المساعدة الأنسانية والتعاون لمكافحة الإرهاب، وينبغى على أعضاء المجتمع الدولى العمل معا للتواصل على تقديم مساهمة إيجابية لتسوية شاملة للقضية السورية.
وأكد المبعوث الصنى، أن قناعة الصين راسخة بأن حل الأزمة السورية لن يكون عسكريا بل سياسيا، وسياسة الصين تنادى إلى حل الأزمة بطريقة سلمية وتدعمها، وأعلن الرئيس الصينى شى جين بينغ فى مقر الامم المتحدة فى جنيف مؤخرا، عن قرار الصين تقديم 200 مليون يوان من المساعدات الانسانية جديدة لمساعدة اللاجئين السوريين، وقال وزير الخارجية الصينى وانغ يى فى مؤتمر جنيف 2 للسلام فى سوريا، إن الصين تأتى إلى هنا من أجل السلام والمصالحة، وإن الجانب الصينى لا يسعى إلى أى مصلحة أنانية فى المسألة السورية، وإن ما يهمها أكثر هو الحفاظ على مصلحة الشعب السورى التى هى من مصلحة الصين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة