* قدرة الجيش على تطهير الجبل الأسطورة رصاصة فى قلب الإخوان وحماس وقطر وتركيا
سقوط جبل الحلال فى يد الجيش المصرى، يمثل اصطياد عشرات العصافير بحجر واحد، أبرزها السيطرة على الجبل الذى لم تطأه قدم عسكرى من الجيش المصرى منذ اتفاقية كامب ديفيد، والقضاء على أسطورة الجبل، وما كان يحاك عنه من روايات أغرب من الخيال، والقبض على عشرات الإرهابيين، والعثور على وثائق ومستندات تُعد كنزا معلوماتيا يفوق أهميته وثمنه كنوز مغارة على بابا، بجانب مخازن الأسلحة وسيارات الدفع الرباعى، وأثار مهربة ومخدرات.
فوق كل ذلك، فإن سقوط جبل الحلال، أصاب «ولاد الحرام» فى إسرائيل وقطر وتركيا وبريطانيا، بصدمة عنيفة، بجانب الصدمة القاتلة التى أصابت جماعة الإخوان الإرهابية وربيبتها حماس، أفقدتهم صوابهم وعدم القدرة على التفكير، خاصة أن الجميع كان يعول على «الجبل» كمنطقة استراتيجية تنطلق منها العمليات الإرهابية الصيف المقبل، وهى المعلومات المهمة التى تمكنت الأجهزة الأمنية المعنية من التوصل إليها، وفك شفرتها، لذلك كان تحرك الجيش المصرى مبكرا وفى فصل الشتاء قارس البرودة بمنطقة جبل الحلال، وتم وضع خطة محكمة لاقتحامه وتطهيره من قبضة «ولاد الحرام»، وتم التنفيذ منذ أكثر من 10 أيام بتنسيق كامل بين قيادة الجيش الثانى الميدانى، وقيادة المنطقة الشرقية الموحدة وبعناصر منتقاة من الصاعقة والمظلات وقوات حرس الحدود وبغطاء جوى كامل.
الأمر أزعج إسرائيل، خاصة أن الجبل يقع ضمن المنطقة «ج»، وهى المنطقة منزوعة السلاح، لذلك خرج الوزير الإسرائيلى «أيوب قرا»-وهو وزير بلا حقيبة- وأحد أبرز المقربين من رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو، يهزى بتصريحات أن سيناء وطن بديل للفلسطينيين، وهو تصريح مستفز وغبى.
ثم فوجئنا بوزير الدفاع الإسرائيلى، أفيجدور ليبرمان، يدلى بتصريحات أكثر وقاحة من زميله «أيوب أقرا» عن أن سلاح الجو الإسرائيلى قصف عناصر داعشية فى سيناء، فى إيحاء أن إسرائيل لها دور بارز فى محاربة الإرهاب، والقدرة على انتهاك الأجواء المصرية فى أى وقت.
ولم تقتصر إسرائيل على تصريحات وزرائها، ولكن كانت قد سبقتها بتحرك على الأرض، واتخذت قرارا دبلوماسيا، بسحب سفيرها، وأرجعت السبب إلى الدواعى الأمنية، بالإضافة إلى مطالبة رعاياها بعدم السفر نهائيا إلى سيناء لدواع أمنية.
هذه التحركات والتصريحات الإسرائيلية، تأتى فى ظل قلقها الشديد من وجود القوات المصرية بكل أسلحتها فى جبل الحلال، وأيضا قدرة الجيش المصرى على تحطيم أسطورة الجبل، الذى ظل لعقود طويلة يمثل لغزا نسجت حوله الحكايات والأساطير، التى تفوق سقف الخيال الخصب.
إذن ما يحرزه الجيش المصرى من انتصارات على الأرض فى سيناء، وقدرته على اقتحام جبل الحلال، لا تمثل فقط الحصول على معلومات والقبض على عناصر إرهابية خطيرة، وإنما كشفت لغز كثير من الأمور المتعلقة بحقيقة العناصر الإرهابية وجنسياتهم، ومصادر التمويل، وشبكة العلاقات مع دول وجهات وكيانات خارجية، والمتعاونين معهم داخليا، وهو ما يعد بالصيد الثمين.
عملية تطهير جبل الحلال، فى هذا التوقيت، أحبطت مخططات إرهابية كانت تجهز لها الجماعات والتنظيمات التكفيرية فى سيناء، من حيث التخطيط وتوفير الأسلحة والسيارات والتجهيزات اللازمة، وتحويل الجبل إلى وكر تنطلق منه كل العمليات الإرهابية الخطيرة مع بداية الصيف المقبل.