قالت صحيفة لا تيرا الإسبانية إن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان قرر التوجه لألمانيا من أجل الدعاية للتعديل الدستورى الذى سيصوت عليه الأتراك قريبا، وترى الصحيفة أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عليها أن تكون أكثر شجاعة فلا مزيد من الجبن أمام تركيا ورئيسها.
وقالت الصحيفة إن أصوات كثيرة فى ألمانيا تدعو لحظر هذا الظهور العلنى لأردوغان، فأمام ما يقرب من 9000 شخص تحدث رئيس الوزراء التركى بنعلى يلديريم فى أوبر هاوزن الألمانية، ولكن أردوغان نفسه سيتوجه إلى ألمانيا من أجل حض مليون ونصف مليون تركى يعيشون فى ألمانيا يحق لهم التصويت فى الاستفتاء على التعديل الدستورى، وذلك للحصول على أعلى نسبة لإنجاح خططه فى تعزيز صلاحياته.
وهناك حملة سياسية فى ألمانيا لمنع "اردوغان الرجل القوى"فى أنقرة من إعادة الهيكلة للدولة التركية، فسياسون من المعارضة الألمانية مثل سفين داجلديلين من حزب اليسار أعربوا عن رفضهم لظهور أردوغان فى ألمانيا.
ووفقا للصحيفة، سبق لأردوغان التحدث فى فعاليات علنية فى المدينة الألمانية "كولون" فى عامى 2008 و2014، إلا أن ظهوره علنا هذه المرة سيحرج المستشارة الألمانية وسيعكس رسالة مفادها أن ألمانيا توافق الرأى على توسيع صلاحيات الرئيس التركى، وهذا لن يصب فى صالح ألمانيا بشكل عام، ولا فى صالح ميركل قبل الانتخابات المقررة سبتمبر القادم، ولذلك فإنه لابد من وضع حد للرئيس التركى.
وأشارت الصحيفة إلى أن أردوغان يتصرف كحاكم مستبد، وجر البلاد إلى الحكم الديكتاتورى، وتصف منظمة العفو الدولية تركيا بأنها واحدة من أسوأ الدول على مستوى العالم فى الاعتقالات والمحاكمات التعسفية.
وأوضحت الصحيفة أن الحكومة الألمانية يمكنها أن تعترض على الزيارة، لأن أردوغان سيتحدث بصفته الرسمية وليس كشخص عادى، ولكن مثل هذا الحظر ليس وسيلة قانونية وإنما سيكون إشارة سياسية. إلا أن علاقات تركيا مع ألمانيا خصوصا ومع الاتحاد الأوروبى عموما، وخاصة الاتفاق بشأن اللاجئين، يجعل مثل هذه الخطوة غير متوقعة، والحكومة الألمانية ليس لديها حتى الآن أى معلومات حول زيارة مزمعة للرئيس التركى إلى ألمانيا.
وأكدت الصحيفة أنه لا يجب على ألمانيا أن تكون بمثابة منصة للرئيس التركى، فأردوغان إذا قام بذلك فإنه لا يختلف كثيرا عن المرشح الرئاسى الفرنسى إيمانويل ماكرون الذى طلب الدعم من مواطنيه على الأراضى البريطانية.
وأشارت الصحيفة إلى أن أردوغان يقوم بابتزاز ألمانيا من خلال اتفاقية بروكسل للاحتفاظ باللاجئين فى أراضيها بدلا من التوجه إلى دول الاتحاد الأوروبى فضلا عن صعود المتطرفين اليمينين فى الدول الأوروبية.
ومن ناحية أخرى، نقلت الصحيفة من مجلة فوكس الألمانية أن نائب رئيس الوزراء التركى محمد شيمشاك اجتمع بوزير المالية الألمانى فولفجانج شويبله، وتبادلا وجهات النظر بشأن الدعم الذى يمكن لألمانيا تقديمه لتركيا فيما يتعلق بمسألة الاستقرار الاقتصادى، وتشير المعلومات الواردة إلى أنه تم بحث عدد من القضايا مثل عودة السياح الألمان مرة أخرى إلى تركيا وحصولها على قروض تشجيعية جديدة فيما يتعلق بالتطور الاقتصادى.
وكان احتياطى البنك المركزى التركى من العملات الأجنبية قد تراجع خلال الأسبوع الأخير إلى 50 مليار دولار، وكان تراجع الدولار عقب مضاعفة البنك المركزى للفائدة وعقب إصدار البرلمان الأوروبى توصية بإيقاف مفاوضات العضوية بين تركيا والاتحاد الأوروبى إلى 3.44 ليرة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة